بالذكرى الـ ٥٠.. “رع” يستضيف “العناني” للحديث عن ملحمة النصر

كتبها وحررها: ضياء نوح- صور الندوة ونسقها: أحمد خالد

في إطار الاحتفال بالذكرى الـ 50 لحرب أكتوبر المجيدة، نظم مركز رع للدراسات الاستراتيجية يوم الأربعاء 4 أكتوبر 2023، ندوة توعوية قدمها عضو الهيئة الاستشارية بالمركز ورئيس أفرع صيانة طائرات القوات الجوية سابقًا السيد اللواء طيار عبدالحميد العناني، وأدار النقاش المدير الأكاديمي د.أبو الفضل الإسناوي بحضور كوادر وباحثي المركز.

تناولت الندوة كواليس الإعداد للحرب على كافة الأصعدة خلال ٦ أعوام والدور البطولي لأفرع القوات المسلحة التي خاضت الحرب بأسلحة دفاعية في ظل ميل ميزان القوى العسكري لصالح الجانب الإسرائيلي الذي يحظى بأحدث نظم التسليح الغربية والجسر الجوي الأمريكي وإنزال معدات عسكرية حديثة بمطار العريش على الجبهة المصرية.

 وتطرق سيادته إلى ظروف وملابسات نكسة 5 يونيو 1967 مستعرضًا الموقفين الميداني والسياسي والأصداء الدولية لإغلاق مضيق تيران، وحث القيادة السوفيتية للزعيم جمال عبد الناصر بعدم البدء بالهجوم، قبل أن تصدر تعليمات للقوات بالانسحاب من سيناء دون خطة واضحة، مشيرًا إلى أن التجربة المصرية في التصنيع الحربي خلال عهد الزعيم جمال عبد الناصر كانت موضع ترقب من الحلفاء والخصوم على السواء في ظل النجاحات التي حققتها صواريخ القاهر والظافر والقاهرة، ونوه إلى أن نكسة 1967 شهدت أول استخدام فعلي للحرب الإلكترونية.

وفي معرض حديثه عن الإعداد لنصر أكتوبر المجيد، أشار اللواء العناني للدور المحوري لحرب الاستنزاف في التمهيد للحرب من خلال كسر الحاجز النفسي ورفع الروح المعنوية للفرد المقاتل المصري عبر التدريب بالاشتباك.

وفي ظل الزخم المتزايد لمعارك الاستنزاف بإغراق المدمرة إيلات، وُقع إعلان روجرز 1970، لوقف إطلاق النار لثلاثة أشهر بمبادرة من وزير الخارجية الأمريكي وليام روجرز، واستغلت إسرائيل وقف إطلاق النار في بناء خط برليف، بينما نجح الجيش المصري في إقامة الساتر الترابي في ظل اكتمال حائط الصواريخ على طول القناة الذي يغطي نحو 25 كم وبمدى مؤثر نحو 15 كم شرق القناة، لتغطية تقدم القوات المسلحة المصرية إلى سيناء.

وبعد تقدم وعبور نحو 100 ألف مقاتل لشرق القناة بحلول 8 أكتوبر، سعى جيش الاحتلال لاستهداف العمق المصري بضربة جوية، قبل أن تتكبد قواته نحو 17 طائرة.

وأشار السيد اللواء إلى كفاءة الاشتباك الجوي المباشر لنسور القوات الجوية المصرية والذي ظهر في إسقاط أول طائرة فانتوم إسرائيلية على يد المقدم طيار أحمد عاطف في حرب الاستنزاف، وصولًا لأعظم المعارك الجوية فوق سماء المنصور 14 أكتوبر 1973 التي حققت خسائر قياسية في صفوف القوات الجوية الإسرائيلية بلغت نحو 17 مقاتلة إسرائيلية، رغم التفافها على حائط الصواريخ لتفشل في اختراق العمق المصري.

كما تناول أبرز ملامح انتصار أكتوبر المجيد بإخراج القواعد الإسرائيلية الثلاث على الجبهة المصرية وتدمير نحو مئات الدبابات في الساعات الأولى، رغم الدعم الأمريكي الواضح الذي أولى اهتمامًا بمدر الجانب الإسرائيلي بالمعدات والدبابات الحديثة قبل قواتها في فيتنام.

وفي إطار تفاعله مع أسئلة ومداخلات الباحثين حول الشائعات والأكاذيب المتجددة حول حقيقة النصر، أكد عضو الهيئة الاستشارية لمركز رع، أهمية التوعية والتثقيف بدروس حرب أكتوبر 1973، مؤكدًا تضليل الرواية الإسرائيلية حول أشرف مروان.

وحول التطورات الجارية بالساحة الأوكرانية اعتبر اللواء عبد الحميد العناني أن الأزمة الروسية الأوكرانية هي حرب يسعى فيها كلا الطرفين لاستنزاف الطرف الآخر، مؤكدًا أن روسيا أُجبرت على خوض الحرب رغم قدراتها على إنهاء الحرب بقدراتها العسكرية النوعية، لكنها تستفيد من إطالة أمد الحرب لاستنزاف قدرة المجمع الصناعي العسكري الأمريكي والغرب عمومًا على إنتاج الأسلحة ودعم أوكرانيا، مشيرًا إلى أن تفجير خطي نورد ستريم يأتي في إطار الصراع بين الغرب والشرق لوقف اعتماد أوروبا على الغاز الروسي وتأكيد الهيمنة على أوروبا وتعقيد مشهد العلاقات الأوروبية الصينية في إطار مشروع الحزام والطريق.

كما تطرق سيادته إلى الأهمية المتصاعدة للطائرات المسيرة في ميدان الحروب الحديثة والتي كشفت عنها المعارك الجارية.

شارك بالنقاش مساعد مدير المركز للتخطيط الاستراتيجي د. أشرف الدبش والمنسق الأكاديمي للمركز أ. ضياء نوح، ورئيس وحدة دراسات الأمن الإقليمي د. حسام البقيعي ورئيس برنامج دراسات السياسات العامة أ. رضوى محمد، ورئيس برنامج الدراسات الأوروبية أ. وردة عبد الرازق، ورئيس برنامج دراسات الخليج العربي أ. سارة أمين ورئيس برنامج الدراسات الإفريقية أ. عبير مجدي، إلى جانب عدد من الباحثين المساعدين بالمركز أ. أشرقت الجلاد وأ. ريهام وأ. نادين مطر.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى