الاخسرين أعمالا .. تأملات فى حال إخوان هذا الزمان !!

د. رفعت سيد أحمد- مفكر مصري.

سواء إنقسمت جماعة الاخوان الي ثلاث جبهات متقاتلة  ،أحدثها ظهر في (أسطنبول بتركيا شهر أكتوبر الماضي ) ،وسواء حرضوا بحقد دفين علي الدولة المصرية وجيشها الوطني العظيم ..أم لا ..وسواء مارسوا الارهاب المعنوي والمادي علي المخالفين لهم –وهم غالبية أبناء هذا الوطن – أم لا ..فإن حالهم اليوم (2022) هو في الدرك الاسفل من الوطنية ومن القدرة علي التأثير في الناس ..لان الناس  خبرتهم جيدا وتعلم أن في عودتهم  ..سقوط للوطن وإنهيار للامة وتفكيك للدول المركزية لمصلحة أعداء الخارج  وأجهزة مخابراته .. وأن في عودتهم –عبر التحريض والفتن – لن يستجيب لها أحد لانهم عندما حكموا مصر (2011-2013) ؛زادت الصراعات والفوضي وغرق الوطن في الدم  وقدموا نموذجا فاشلا للحكم وللدين  ونفس الامر عاشته سوريا في حقبة الربيع (العبري 2011-2022) وباقي بلدان المنطقة  لان (الاخوان )  مثلوا المظلة التي ظللت وإحتضنت جماعات الدواعش الجدد بكل مسمياتهم  وفي عودة الاخوان الي المشهد ..عودة بالضرورة لهؤلاء الدواعش ؛لذا رفض الشعب ولا يزال عودتهم وتحريضهم الرخيص علي الوطن وليس فحسب علي مؤسسات الدولة .

 إن هذه الاحن والاحقاد الاخوانية التي تريد العودة من بوابة التحريض والازمات الاقتصادية تجعلنا نعيد القراءة  والتأمل في حالهم  منذ ثورة الشعب المصري ضدهم –عام 2013- وحتي يومنا هذا  وأبرز الدروس المستفادة منه  حتي يتذكر الناس الحقائق ..والتي  تقول سطورها أن  حالهم بعد 30/6/2013 لم يعد هو ذاته حالهم قبل هذا التاريخ ، ولأن كاتب هذه السطور من المتخصصين خلال الـ30 عاماً الماضية فى دراسة وتاريخ الحركات الإسلامية ، وبخاصة الإخوان فإننا وبرؤية المؤرخ المنصف ، نؤكد أن هذا اليوم كان  فاصلا ومصيرىا فى قصة الإخوان ، ومهما تحدثوا ، وحللوا ، وعاشوا فى عوالم افتراضية خارج الواقع ، فإن الحقائق على الأرض تقول أن إخوان هذا الزمان بحزبهم وسلفييهم المتحالفين ، يعيشون منذ 2013  أكبر نكبة فى تاريخهم المعاصر، نكبة تهون إلى جوارها نكبة اغتيال المرشد (حسن البنا 12/2/1949) ونكبتى 1954و1965 فى صداميهما الشهيرين مع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ، المحنة هذه المرة ، كانت – ولاتزال-شديدة القوة ، والتأثير ، حجماً ونوعاً ، وهى مفصلية بكافة المعايير . لماذا ؟ الأسباب عديدة ، إلا أن أهمها أنهم أزيحوا من حكم البلاد بعد أن قُدر لهم أن يحكموها لأول مرة فى تاريخهم ، وتمت الإزاحة حتى لو أسميناها بثورة و برضى شعبى واسع بعد أن حفر الإخوان قبرهم فى 30 يونيو2013 ، بأيديهم وبإستعلائهم ، وافتتانهم الهائل بالسلطة التى أنستهم أنفسهم ، فسقطوا هذا السقوط المدوى ، وصار خلفهم فى السقوط فريق من السلفيين الدواعش الجدد الذين لم يتركوا أحداً أو مذهباً إلا وكفروه ، وحرفوا الأمة عن قضاياها وكادوا أن يدفعوا الناس ، ليس لكراهية الإخوان والسلفيين التكفيرين فحسب بل كراهية لإسلام ذاته ، باعتبار هؤلاء كما قدموا أنفسهم؛ هم الإسلام الصحيح ، وما عداهم دون ذلك (تارة كفار وتارة أنجاس) ولولا لطف الله بالإسلام وسقوط هذا ” الاختطاف المهين للإسلام ” فى 30/6 ، لكان عدد الملحدين في مصر وحدها  قد وصل إلى 5 ملايين ملحد وليس 2 مليون كما ذكرت مراكز الأبحاث المتخصصة وقتذاك .

إن حال الإخوان اليوم وهم يتعاركون مع الوطن كله وليس مع الجيش – كما يروج البعض- ويفتعلون معارك وعوالم افتراضية أشبه بالانتحار السياسى ، كل ذلك من أجل التشبث بالسلطة التى زالت ، لم نجد فى توصيف حالهم أدق من قوله سبحانه وتعالى (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) [سورة الكهف 103-104] نعم ، وهم من أوصلوا أنفسهم إلى هذا الحال حيث يظنون أنهم بما فعلوه منذ 30/6 وحتى اليوم ، يحسنون صنعاً ، ويدافعون بما يفعلون عن (شرعية) قام الجيش بالانقلاب عليها(وهذا كذب .زصدقوه ويريدوا من الناس أن يصدقوه بالقوة وبالتحريض!) ، وعن (إسلام) يضيع وأنهم بالتظاهر وبنشر الفتن  ، يعيدونه ، ولكن لو أحسنوا النظر ، ونقدوا أنفسهم جيداً ، وراجعوا مواقفهم السابقة وخطواتهم البرجماتية منذ ثورة 25 يناير 2011 والمسارات المُرة التى دفعوا الوطن للسير فيها ، ومساهماتهم الخطيرة فى ضرب الأمن القومى المصرى والعربى من خلال التحالف مع قوى الهيمنة الجديدة فى تفكيك ليبيا وسوريا (تحديداً) باسم الثورة ، والثورة بريئة من كل هذا التآمر الهادف لبناء شرق وسط أمريكى بلحية ؛ نقول لو أنهم تأملوا سيرة الفشل الكبير الذى ساروا فيه وإليه وطعنوا فيه  الأمن القومى للوطن ، عدة مرات ، لوجدوا أنهم بما فعلوا والذى حسبوه حسناً جداً ، كانوا به  وفيه من الأخسرين أعمالاً . وهذا هو جوهر حالهم في العام2022 بعد تسع سنوات من ثورة الناس في بلادي عليهم ومن تشتتهم في بقاع الارض  بلا وطن يأويهم ..لانهم باعوه عند أول فرصة للبيع سنحت لهم ..لذلك لا أمان ولا ثقة فيما يقولون أو يفعلون ..وهم أبعد الناس عن مصالح الامة وقضاياه ..ومهما فعلوا أو قالوا لن يصدقهم أحد .(.فالاخسرين أعمالا )لا يتمتعون قطعا بالصدق  لا مع  الناس  ولا مع أنفسهم ..والله أعلم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى