لماذا الرافال؟
لواء عبد الحميد العناني-مستشار المركز.
أُعلن أوائل الأسبوع الماضي عن توقيع مصر عقد توريد ٣٠ طائرة مقاتلة متعددة المهام الفرنسية الصنع “رافال”، وهى طائرة من الجيل 4.5 من طائرات السيادة الجوية المطلقة على المعركة الجوية المحتملة. كما يذكر هنا أن طائرة “الرافال” فازت على الطائرة ” تايفون” الإيطالية الإنجليزية بثقة المستخدم المصري بعد تجربة استخدامها لمدة ٣ سنوات داخل القوات الجوية المصرية، ودخولها الواجب العملياتى في مسرح العمليات بالمنطقة. وفيما يلي المواصفات الفنية وتسليح الطائرة “الرفال”، التي يمكن أن نذكر أهمها في أنه بدأت رحلة تصنيع “رافال” مشاركة بين المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، حيث تم الاتفاق على برنامج مشترك لإنتاج مقاتلة أوروبية عام ١٩٨٣، ثم انسحبت ألمانيا وبريطانيا وايطاليا من المشروع عام ١٩٨٥، واستمرت فرنسا فى انجاز المشروع.
وهنا تجدر الإشارة، إلى أن إنتاج المقاتلة “الرافال” تم بواسطة شركة داسو افياسبون الفرنسية، بهذه المواصفات التي أهمها أن طول الطائرة يبلغ 15.27 متر، وباع الجناحين يبلغ 10.8 متر، كما أن ووزن الطائرة بدون حمولة يبلغ 10طن، وأقصى وزن إقلاع لها يبلغ ٢٤ طن، وتبلغ حمولتها الخارجية 9.5 طن، وأقصى سرعة على الارتفاعات العالية تزيد عن 2000 كم و(1.8) ماخ.
كما أن الطائرة مزودة بمحركين من طراز سنيكما 88-2 يعملان بالدفع الجاف بقدرة 50 ك/نيوتن لكل محرك، هذا بالإضافة إلى أنها قادرة على قطع مسافة 3.700 كم دون الحاجة للتزود بالوقود، وأقصى ارتفاع تبلغ، هو 16.800 متر، بمعدل تسلق ٣٠م/ثانية.
وعن مواصفات تسليح الطائرة، نرصد أهمها في أن ” الرافال”، هي طائرة مزودة بمدفع رشاش عيار ٣٠ مم، ومجهزة لحمل تسليح جو جو، وكذا جو/سطح وجو/أرض بإجمالي حمولة تبلغ 9.5 طن تسليح. كما تحمل الطائرة صواريخ ماجى ٢ وكذلك صواريخ ميكا-2 وأباى إم -9 وايد وندر، وجميعها صواريخ ذات دقة وبالتالي تحقق إصابة عالية. كما تحمل “الرافال” صواريخ جو أرض من نوع AAsm وأباتشي وسكالب آية جى وكذلك جى بى يو -12. والطائرة أيضا مجهزة برادار من نوع RBE2 قادر على تعقب ٤٠ طائرة في وقت واحد والاشتباك مع 8 طائرات فى آن واحد، ويستطيع رادار الطائرة اكتشاف الطائرات التي تحلق أسفل “الرفال”. كما تمتلك “الرافال” أيضا نظام حرب اليكترونية من نوع إسبكترا إنتاج شركة تالس ونظام كهروبصريا من نوع Sagem/oSF للبحث الحراري.
كل ما سيق، يجعل “الرافال” لها قدرة فائقة على تتبع الأهداف، وهذا ما يجعلها الند المخيف لكل مقاتلات جيلها بما تمتلكه من قدرات نيرانية عالية، بالإضافة إلى قدرتها الفائقة فى المناورة والاشتباك الجوي والحماية الذاتية التي توفرها لها نظم الحرب الالكترونية المنفرة بها دون غيرها من طائرات كثيرة، والتي تعطيها القدرة على التعامل بكفاءة مع وسائل الدفاع الجوى المعادى.
وتمتلك “الرافال” أيضاً قدرات خاصة تمكنها من الوصول لأهداف معادية والتعامل معها والعودة بدون تزود بالوقود فى دائرة نصف قطرها ١٦٠٠ كم مهما كان حجم وكثافة الدفاع الجوى فى تلك الدائرة لامتلاكها إمكانيات عالية قادرة على التشويش على محطات الرادار، وصواريخ الدفاع الجوى المعادى، وكذلك قدرات التسليح العالية، سواء كانت صواريخ ميكا فى التعامل مع الطيران المعادى من خلف مدى الرؤية دون الحاجة للدخول فى اشتباك جوى مباشر.
ويعتبر تسليح الطائرة بصواريخ سكالب، وهو صاروخ كروز ذو مدى ٢٥٠ كم، يجلها أكثر دقة في إصابة الهدف بنسبة خطأ ١٠م. كما يمكن الإشارة هنا إلى أن الطائرة ويحمل رأس متفجرة تزن ٥٠٠ كجم تمكنها من تدمير أهدافها الأرضية دون الحاجة للدخول في مرمى صواريخ الدفاع الجوى المعادى.
في النهاية، يمكن القول إن ما جعل طائرة ” الرافال” الخيار المفضل للقوات الجوية المصرية، هو ما تمتلكه من دقة عالية، بالإضافة إلى ما قامت به الحكومة الفرنسية بتمويل الصفقة بقرض لمدة عشر سنوات بفائدة تكاد تكون منعدمة، وذلك ثقة في مستقبل الاقتصاد المصري، وثقة فى قدرات الطيارين والمهندسين المصرين لما لهم من خبرة في استخدام متميزة، هذا بالإضافة إلى حرص فرنسا على خلق سمعة جيدة لسلاحها .. تحيا مصر.