المفكر العربي على محمد الشرفاء يكتب: مصر  تواجه حرب البقاء

من أجل الأمن القومي العربي، من أجل بقاء الأمة العربية، من أجل الدفاع عن حق الحياة للشعب المصري الشقيق، من أجل مستقبل العالم العربي الذي يمر في أخطر مرحلة من تاريخه، يواجه تهديدا قذرا وعدوانا خبيثا وتآمرًا من قوى الطغيان على تهديد حق البقاء لجمهورية مصر العربية، فأين معاهدة الدفاع العربي المشترك؟ وأين الموقف العربي تجاه المؤامرة الإثيوبية مع دول الغدر وقوى الشر لتعطيش الشعب للمصري، وتهديد حياة الشعب السوداني الشقيق بالغرق من الفيضان بسبب سد الخيبة؟ وما اتخذته الحكومة الإثيوبية من موقف عدواني ضد مصر والسودان.

لذا فإنني أطالب الأمانة العامة للجامعة العربية، دعوة وزراء الخارجية العرب لمؤتمر أستثنائي يعقد في شهر رمضان لعل الله يعيدهم الى طريق التعاون والتكاتف، لتطبيق اتفاقية الدفاع المشترك، وإعلان موقف عربي موحد لوقف إثيوبيا من السير في تنفيذ المخطط الشيطاني، بمنع جريان نهر النيل الذي جعله الله منحة ونعمة يعيش عليه مئات الملايين من الشعوب الأفريقية منذ خلق الله الكون، إنما تقوم به الحكومة غير الشرعية مدعومة من قوى الشر من تجاوز لحق الحياة لمصر وشعب السودان، مخالفا لكل المواثيق الدولية واستبدادا بقرار انفرادي، لتنفيذ مخطط جهنمي ضد دولتين عربيتين.

أليس هذا الموقف الخطير يستدعي موقفا عربيا شريفا وأمينًا تأييدا لحق مصر والسودان؟ وأن هذه المرحلة التاريخية إذا لم يتخذ العرب موقفا موحدا في مواجهة العدوان والطغيان المدعوم من قوى الشر، التي تسعي دوما لتدمير الدول العربية، والتآمر على أنظمتها وتعطيل التنمية لشعوبها، حتى تتمكن من سرقة ثروات الوطن العربي.

فاليوم الأمة العربية أمام موقفين الثالث لهما نكون أولًا نكون، ونتائج الموقف الذي ستتخذه الدول العربية في مؤتمر الجامعة العربية سيتحدد على أساسه مستقبل الأمن القومي العربي ومصير الأجيال القادمة، التي ستكون معرضة للفناء، مالم يدرك الجميع أن مصير الدول العربية مصير واحد، ومستقبلهم مشترك، ووجودهم مرتبط باتحادهم ضد كل عدوان، ولا تعتقد أي دولة عربية ستكون بمعزل عن الخطر، فيما لا سمح الله خسرت الأمة العربية مصر والسودان حينها لن ينفع الندم ولا البكاء على الماضي، وستتحمل الدول العربية كل النتائج السلبية وتعقيداتها، إذا لم تقف الدول العربية اليوم أمام التهديد الإثيوبي الخبيث ومن معهم من الحلفاء من الشياطين والمجرمين.

 

 

 

المفكر على محمد الشرفاء

مفكر وكاتب عربي مشغول بهموم أمته.. لديه رؤية ومشروع استراتيجي لإعادة بناء النظام العربي في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.. وينفذ مشروع عربي لنشر الفكر التنويري العقلاني وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام.. الكاتب قدم للمكتبة العربية عدداً من المؤلفات التي تدور في معظمها حول أزمة الخطاب الديني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى