أين أنتم يا عرب؟

القضية ليست تعنت وإنما رئيس وزراء إثيوبيا وحكومته غير الشرعية التي انتهت مدتها في شهر أغسطس الماضي كلفته الحكومة العالمية الخفية بتحقيق حلم البابا في القرن الثالث عشر بعد هزيمة الصليبيين على يد المصريين في المنصورة. حيث طلب البابا في القرن الخامس عشر من المكتشف البرتغالي أثناء رحلته إلى أفريقيا التواصل مع ملك الحبشة لبحث إمكانية تحويل مياه النيل ليتم منع جريانه لمصر انتقاما من هزيمة الصليبيين على يدي الشعب المصري، ولم يتحقق هذا الحلم الاستعماري الحاقد الشرير وجيء برئيس وزراء غير شرعي وتم منحه جائزة نوبل مكافأة مسبقة للقيام بدور قذر، وخبيث لتحقي حلم طال انتظاره منذ سبعمائة سنة.

إذاً ليعرف العرب والمصريين خطورة المؤامرة، حين وجدوا نهضة استثنائية تبني وتعمر وقيادة تاريخية مخلصة تفتدي حقوق الشعب بكل غال ونفيس وانطلاق نهضة في كل المجالات، قرروا تعطيل التنمية وإيقاف تقدم وتطور الشعب المصري، وتأثيره على ربائبهم وخطورته على مستقبلهم فرجعوا إلى حلم البابا ليوظفوا نهر النيل ليكون القنبلة الذرية التي تفني الحياة لدى الشعب المصري والسوداني.

إن حكاية الكهرباء ما هي إلا مبرر باطل فأكثر الدول لديها محطات كهرباء تنتج عشرات أضعاف ما سينتجه سد النهضة، لم يكن لديها أنهار ولكن الثعالب والنوايا السيئة تلاعبوا بالزمن عشر سنوات في مفاوضات لكي يكسبوا الوقت ثم تواجه مصر والسودان الأمر الوقع، فلا مفر من الدفاع عن حق الحياة للشعبين بكل الوسائل التي أقرتها المواثيق الدولية في حق الدفاع عن النفس.

وهنا يأتي دور الدول العربية.. أين اتفاقية الدفاع المشترك؟، وأين الخدعة الكبيرة التي تم تسميتها بالأمن القومي العربي؟، لقد عشنا في نفاق عشرات السنين وانفض الرفاق حين عن حانت لحظة الخطر وظنوا أنهم بعيدون عنه ونسوا ما حدث في العراق وسوريا وليبيا والصومال واليمن، والكل يتفرج على سقوط تلك الدول ظلماً وعدوانا.

بل إنه من المؤسف أن بعض الدول العربية شاركت في تدمير أوطان أشقائهم، وتركوهم لقمة سائغة لكل قطاع الطرق تنهش في الأمة العربية، ولم يدركون أن هم أيضا لهم ساعة الحساب فالله يمهل ولا يهمل تأكيدًا لقوله سبحانه ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) الشعراء ( ٢٢٧)، فهل يا ترى يستيقظون؟، ومتى سيدركون أن أنا وأخي على الغريب وليس أنا والغريب على أخي معادلة قلبت كل القيم والمبادئ العربية؟.

المفكر على محمد الشرفاء

مفكر وكاتب عربي مشغول بهموم أمته.. لديه رؤية ومشروع استراتيجي لإعادة بناء النظام العربي في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.. وينفذ مشروع عربي لنشر الفكر التنويري العقلاني وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام.. الكاتب قدم للمكتبة العربية عدداً من المؤلفات التي تدور في معظمها حول أزمة الخطاب الديني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى