المفكر علي الشرفاء يكتب.. ملاحظة بشأن التطرف الديني (1)

نشأ التطرف الديني بسبب الروايات، وما أطلق عليها كذبا وزورا بالأحاديث للتقديس منسوبة للرسول، مثال: رواية البخاري رقم ٢٧٤٩ (من بدل دينه فاقتلوه)، والله يضع حكما للناس في حرية العقيدة في أمره لرسوله ليبلغ الناس بحكم الله: (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ).. الكهف (٢٩).
فأيهما أصدق حرية العقيدة للإنسان في حكم الله، أم قتل الإنسان إذا بدل دينه، ذلك مثال على الفتنة والحروب وسفك الدماء التي سببتها تلك الرواية.
لذلك الله يدعوا الناس في القرآن ليعيشوا في سلام ويتعاونوا على البر والتقوى، وتحكيم العدل بينهم، وتحريم العدوان بكافة أشكاله، والكثير من الصفات النبيلة من الرحمة والأخلاق السامية، ومساعدة الفقراء والمساكين والكثير من القيم النبيلة، ومنها أيضا أمر الله للناس بعدم التنازع بينهم- كما قال سبحانه ( ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم).
الله سبحانه لم يعطي صلاحية في خطاب التكليف للرسول، بأن يحدث الناس أو يجتهد في الدين من عنده، ولذلك سمي رسولا لأن الرسول ينقل بالأمانة رسالة المرسل للمر سل إليه، وليس من حقه أن يفتي في الدين مالم لم يوجد فيه نص في القرآن، كما تؤكد الآية التالية: (يستفتونك قل الله يفتيكم )..النساء (١٧٦)، فأمره الله سبحانه أن يرجع إلى الله، لذلك فكل حكم أو فتوى نسبت للرسول، تعتبر باطلة وفق الآيات القرآنية كآية (الجاثية رقم ٦)، وآية الفتوى رقم ( ١٧٦)، وغيرها من الآيات إضافة إلى شهادة الله، بأن الرسول إشتكى قومه من هجرهم للقرآن في قول الله سبحانه، (وقال الرسول يارب إن قومي إتخذوا هذا القرآن مهجورا ).. الفرقان (٣٠)، مما يعني أن المسلمين حتى اليوم هجروا القرآن، ولذلك هم في محن وحروب وقتال وكوارث منذ وفاة الرسول إلى اليوم.
فإذا كان المسلمون يريدون أن يتحقق لهم الأمن والاستقرار وتنزل عليهم البركات، ويعيش الناس حياة طيبة دون حقد وكراهية ودون ظلم أو عدوان عليهم الرجوع لأحكام الرحمن، وتطبيق شرعة الله ومنهاجه، حينها سيتوب الله علينا لتتنزل علينا رحمته، ويحقق للمسلمين السلام في أوطانهم والاستقرار والحياة الطيبة.