من السويس المقاومة .. القمة العربية الطارئة تستطيع

عبد الحميد كمال- برلماني سابق
تتطلع الشعوب العربية وتنتظر في أمل على أعمال ونتائج القمة العربية الطارئة التي سوف تجتمع بالقاهرة في 4 مارس الجاري. ونحن أبناء السويس التي هزمت إسرائيل ودمرت دباباتها الأمريكية الصنع في شوارع المدينة بفضل المقاومة الشعبية مع أفراد الجيش الثالث والشرطة المدنية في 24 أكتوبر 1973. نتسأل هل ستكون القمة الطارئة للسادة الملوك والرؤساء والأمراء العرب نتائج ايجابية ومواقف واضحة ” و تستطيع ” أم مثل سابقتها بين بيانات التنديد والمناشدة والتوصيات التي لا تفعل ؟؟!!
– لذا نحن أبناء المقاومة المصرية في السويس نطرح تصوراتنا التالية بين ما يملكه العرب من مصادر قوة كامنة تمكنها مع الشعوب العربية والقادة مجتمعين ليكونوا في وضع ( نعم نستطيع ) وقبل أن نطرح مصادر القوة العربية نحب أن نوضح نقاط الضعف للعدو الإسرائيلي والأمريكي بعد نتائج انتفاضة الأقصى في 7 أكتوبر بفضل المقاومة الفلسطينية والإسناد العربي من الجبهات في لبنان واليمن وسوريا والعراق.
أولاً: ضعف إسرائيل لا شك أنها تعاني الآن من حالات الضعف والانكسار رغم إفراطها في التدمير للأهداف المدنية وسياسة الإبادة الجماعية من قتل وإصابات وتدمير مفرط لقطاع غزة.
وهناك خسائر بشرية إسرائيلية قتل فيها الآلاف من الجنود والضباط فضلا عن عشرات الألوف من المصابين وما لحق بالعدو من خسائر عسكرية وتدمير للدبابات والآليات بالإضافة للفشل العسكري والاستخباراتي وذلك باعترافات جيش الكيان الإسرائيلي التي نشرتها الصحف والقنوات الإسرائيلية يوم 27 فبراير الحالي (2025 ) وطالبت بضرورة المحاكمة للقيادات السياسية برئاسة نتنياهو إمام محكمة قضائية لمحاسبة المسئولين عن التقصير والإهمال . ناهيك عن السمعة الدولية والمظاهرات في العواصم العالمية ضد إسرائيل في جميع دول العالم فضلا عن الخسائر الاقتصادية وفضح الجيش الإسرائيلي بالممارسات اللاخلاقية وهي هزيمة منكرة 00
ثانيا : الضعف الأمريكي وقد ظهر الفضح الأمريكي إمام دول العالم بانحيازها المشكوف إمام المجتمع الدولي وما لحق بها من خسائر مالية بحسابات ترامب 000 بسبب حجم الأسلحة والعتاد الذي تم منحه لإسرائيلي والذي يقدر بأكثر من أربعمائة مليار دولار وانعكاس ذلك علي حالة شبه الانقسام داخل المجتمع الأمريكي فضلا عن الضعف الأمريكي والخلافات مع الاتحاد الأوربي بسبب المصالح الاقتصادية المتعارضة وضعف الولايات المتحدة وتهديدها من الانسحاب من الناتو والعديد من المنظمات الدولية منها ( الصحة العالمية – اليونسكو – الانروا وأمام المحكمة الجنائية الدولية ومنظمة العدل الدولية وعداء أمريكي السافر لقرارات الأمم المتحدة والانحياز للصهيونية.
– فضلا عن ما تم فضحه من أكاذيب في المعايير المزدوجة وخسارة أمريكا من سمعتها وصفتها الديمقراطية الزائفة وهو ما يهدد مصالحها في المنطقة . وهو ما يعيد ترتيبه (ترامب) بإعادة الترتيب للبيت الأمريكي علي أسس المنفعة الاقتصادية ولعل الأزمة في أمريكا قد بدأت منذ أحداث اقتحام مجلس الشيوخ والنواب الأمريكي ( الكابوتال) والتي كشفت عن أزمة عميقة للديمقراطية الأمريكية باعتراف الأمريكان أنفسهم ورغم ذلك لا يمكن أن نقول إن أمريكا وإسرائيل في حالة ضعف كبير ولكن في حالتي ضعف أيضا ليست قليلة .
ثالثا : إما عن الجانب العربي هنا لا نتحدث عن جوانب الضعف الكثيرة ولكن عن جوانب القوة من أوراق وقدرات لم يتم استخدامها في الصراع مع إسرائيل يمكن استخدامها بذكاء لإظهار قوة العرب في القمة الطارئة وهنا نستطيع ليس بطريق الصدام او الحرب المباشرة ولكن بالمقاومة السياسية والدبلوماسية الرسمية والشعبية المؤثرة والتي ستكون لها نتائج هامة وهنا نطرح مصادر القوة التي يمكن استخدامها بما لدي العرب من أوراق قوية هامة:
أولا- الأموال العربية الكبيرة التي تستفيد منها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل عن طريق بيع وتوريد المنتجات والسلع والأجهزة والخدمات المتعددة التي يصل حجمها سنويا طبقا للتقارير الرسمية بالآلاف من المليارات والدولارات الأمريكية حيث التعاملات التجارية والصفقات والاتفاقات التي يستفيد منها الأمريكان والبنوك الصهيونية والمؤسسات الاقتصادية سنويا في عمليات النهب للأموال العربية .
– ثانيا : حجم الودائع المالية العربية في البنوك والمشاركات المالية في العديد من المشاريع والشركات العالمية ( العقارية والاقتصادية – الصناعية – والسياحية وغيرها ) بالإضافة إلي المدخرات المالية الضخمة في الصناديق والمشاريع المشتركة.
ثالثا- القدرات السياسية والدبلوماسية: جميع السفارات العربية والخدمات القنصلية والتسهيلات المشتركة فضلا عن الاتفاقات السياسية ووصف أمريكا بأنها الحليف الاستراتيجي بالخطأ وإسرائيل بالصديق بالخطأ التاريخي فضلا عن المميزات التي تمنح لأمريكا أثناء عبورها للمواني والقنوات داخل المياه الإقليمية ( الخليج العربي – خليج عدن – قناة السويس – المواني الهامة ) والتي توفر المليارات من الدولارات وفق التقارير الدولية عن حجم وقيمة الخدمات بين العرب وأمريكا.
ثالثا- المجال العسكري: حجم الصادرات العسكرية الأمريكية للعرب من شراء أسلحة وأجهزة ومعدات وذخائر وطائرات ودبابات ومدافع بشروط فقط للاستخدام الدفاعي فقط مع فرض وشروط الصيانة وقطع الغيار بعقود إذعان سيئة.
– المناورات المشتركة مع الدول العربية وأمريكا والتدريب مع الجيوش العربية .
– البعثات العسكرية للتدريب والتي تستخدم للاختراق والتجسس مع القادة الشباب قليلي الخبرة .
– وجود وتزايد القواعد العسكرية الأمريكية داخل الوطن العربي ( 10 دول غير تركيا) عدا مصر.
رابعا: التوسع والتطبيع السياسي مع الكيان الصهيوني وحجم التبادل التجاري بين الدول العربية وإسرائيل .
والآن نطرح السائلة الهامة التالية ونحن ننتظر من القمة العربية ( أن تستطيع) ونطالب:
– الإعلان عن موقف واضح ضد التطبيع بالكامل بين العرب وإسرائيل بشكل تدريجي ( سحب السفراء – طرد السفراء الإسرائيليين – غلق السفارات الإسرائيلية – ثم قطع العلاقات السياسية لأسباب واضحة محددة ) .
كما يمكن وبأساليب التلميح والتصريح الواضح يتم التنفيذ بالاتي :
– المطالبة بتدخل الصين وروسيا والهند وإيران وكوريا الشمالية ضامنين من اجل السلام مع ضرورة تدخل منظمات الأمم المتحدة في أي اتفاقات للسلام ووقف إطلاق النار .
– المطالبة بعزل إسرائيل وفصلها من المنظمات الدولية واعتبارها دولة مارقة ولابد من إسقاط عضويتها بسبب سياستها العدوانية ضد السلم والأمن الدوليين.
– المطالبة بان تتحمل إسرائيل كافة تكلفة إعادة
إعمار غزة ولبنان وسوريا واليمن وكل ما قامت به من تدمير للأهداف المدنية في تلك الدول .
– المطالبة بتنفيذ سريع لأحكام الجنائية الدولية ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الدفاع وغيرهم من الجنود والقادة وملاحقاتهم جنائيا .
– وقف جزئي لتصدير البترول لأمريكا ومن استيراد الغاز من إسرائيل.
– وقف شراء المنتجات الإسرائيلية المباشرة أو بالوكالة مع وقف ومنع السياحة الى إسرائيل.
– فتح المجال للشعوب العربية لممارسة حقها في التعبير عن رفضها الشعبي ضد التطبيع ( مصر نموذجا والسعودية موقفا رسميا) .
– تنشيط الاتصالات الدولية الدبلوماسية مع كلا من الأقطاب الدولية الكبرى ( الصين – روسيا – الهند – إيران ودول أمريكا اللاتينية والإفريقية والأسيوية ) التي تساند الموقف العربي.
– حق المقاومة الفلسطينية في مقاومة الاحتلال والكيان الصهيوني مقابل عدم دفاع المغتصب والمحتل الإسرائيلي عن نفسه.
– تكذيب معاداة السامية التي طالما لعبت بها إسرائيل.
– الاستفادة من قدرات الإعلام العربي الذي برز بشكل واضح في تغطيته أحداث طوفان الأقصى بمهنية واحترافية عالية وفق المعايير الدولية في إظهار الحقائق والتي ارتفع بسببها الشهداء الأبطال أثناء عملهم .
– رفع النشاط للقوة الناعمة ( الدبلوماسية – الإنتاج الفني والأدبي – الإعلام- والتعليم ) ضد الصهيونية .
– المطالبة بغلق السفارات الأمريكية في الدول العربية والبداية المطالبة بتخفيض حجم القوات الأمريكية يذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية قد خسرت عشرات من الجنود الأمريكان الذين سقطوا أثناء استهداف القواعد الأمريكية بفضل عناصر المقاومة في الوطن العربي .
– رفض أي امتيازات للسفارات الأمريكية ووضع معيار التعامل بالمثل في التمثيل الدبلوماسي .
– دعم الأمين العام للأمم المتحدة وجنوب إفريقيا والدول التي اتخذت مواقف عملية ضد الكيان الصهيوني وتعزيز الصلات والتعاون الوثيق مع كل الدول الصديقة.
– استدعاء روسيا والصين ليكونا شركاء في المفاوضات وباعتبارهما ضامنين بكل الاتفاقات وبعد
إننا من السويس المقاومة نؤكد على ما تم من نجاح للإرادة العربية خلال الفترة الماضية وهي نجاحات هامة يمكن البناء عليها في القمة الطارئة ومن هذه النجاحات نتذكر بفخر
– رفض محاولات بناء مشروع تحالف إسرائيلي – أردني – مصري – سعودي و أمريكي ضد إيران.
– رفض المملكة السعودية للمطالب الأمريكية بخصوص صفقات بترولية خاصة وهو ما رفضته رسميا.
– الرفض والاعتذار بعدم استقبال الرئيس الأمريكي السابق الصهيوني ” بايدن ” ورفض المحادثات الثلاثية بين الأردن ومصر وأمريكا أثناء حرب طوفان الأقصى .
– الموقف العربي بالإجماع في المحافل الدولية والمنظمات العالمية بوقف إطلاق النار وفتح المعابر للمساعدات الإنسانية وممارسة الضغوط السياسية من اجل سكان غزة وفلسطين .
– انفتاح المملكة السعودية على إيران والصين وفتح مجالات العمل السياسي والعلاقات الاقتصادية .
– رفض التهجير بشكل واضح ومحدد وصريح بين كلا من مصر – الأردن – السعودية – المغرب – تونس – الإمارات وكل الدول العربية .
– موقف المغرب العربي الراقي في المحاكم الدولية داخل الأمم المتحدة ( مجلس الأمن – الجمعية العمومية وغيرها )
وبعد أن عناصر القوة للرؤساء والملوك والأمراء العرب سوف تخلق آفاق للمقاومة دفاعا عن الوجود العربي وبالأساليب المتدرجة وبالدبلوماسية الناعمة الذكية ولنا في أساليب المقاومة لدى الزعيم غاندي ونهرو في الهند والمقاومات الذكية أمام الغطرسة الأمريكية سواء بالمواجهة وقطع العلاقات كما فعلت مصر من قبل حين قطعت العلاقات السياسية مع أمريكا . ولعل الأمر مرهون الآن بالمشاركة الشعبية ويكفي أن المقاومة للكيان الإسرائيلي قد تمت بالسلاح من منظمات شعبية وغير رسمية بعيدة عن الجيوش الرسمية النظامية.
وقد استطاعت رغم قلة الإمكانيات أن تحقق خسائر العدو وتضع القضية الفلسطينية على جدول أعمال العالم باعتبارها قضية عادلة قبل محاولات طمسها وقتلها بالتطبيع الجماعي مع الدول العربية .
وأخيرا، نقول المثل الشعبي السياسي ( ” المتغطي بأمريكا عريان ” ) وأخرهم وليس بآخرهم زلينسكي رئيس أوكرانيا وعلى شاشات الإعلام العالمي في صورة واضحة حادة حيث كان احد اذرع أمريكا في الحرب ضد روسيا وفي النهاية القمة العربية تستطيع بإذن الله.