تخوفات تركية: هل تنجح دعوة أوجلان في تسوية القضية الكردية؟

سماء جمال-باحثة بوحدة دراسات العالم

أصدر عبد الله أوجلان مؤسس وزعيم حزب العمال الكردستاني في 27 فبراير 2025 إعلانًا تاريخيًا يحمل في طياته فرصة إنهاء الصراع وبشكل كامل مع الحكومة التركية، حيث نقل وفد حزب المساواة والديموقراطية للشعوب دعوة أوجلان لحل الحزب كليًا وإلغاء التنظيم المسلح، ليأتي الإعلان أكثر حسمًا من مبادرة 2013، كمحاولة لإنهاء أزمة دامت أكثر من أربعة عقود منذ تشكيل الحزب وأودى بحياة ما يقارب 40 ألفًا من المدنيين وأفراد الجيش التركي.

وتختلف وجهات نظر الأكراد داخل وخارج تركيا من دعوة أوجلان ما بين مؤيدين ومعارضين ومن لا يشملهم، في ظل تحديات إقليمية وداخلية تشهدها تركيا، ليبقى التساؤل الرئيسي هل ينجح إعلان أوجلان في تحقيق  تسوية الصراع ما بين تركيا والأكراد بشكل مستدام؟

سياقات متوترة

يرجع أسباب الصراع التركي-الكردي إلى المركزية التركية الصارمة والتي تقوم على منطلق القومية التركية، وتذويب جميع أطياف الشعب التركي على رأسهم الأقلية الكردية في المبادئ الكمالية.

(*) أزمة ممتدة: ظهر توجه كردي في أوائل القرن العشرين تزامنًا مع سقوط الدولة العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى  التفكير في تشكيل وطن كردي، وبناءًا على ذلك وضع الحلفاء المنتصرون في الحرب ترتيبات تشكيل دولة كردية جاءت في نصوص اتفاقية “سفر” 1920، [1]والتي نصت على إمكانية إقامة دولة كرديّة تشتمل على العرق الكردي في سياق مبدأ حق تقرير المصير ولكن تحطمت تلك الآمال على أرض الواقع، بعد مرور ثلاث سنوات عندما جاءت اتفاقية “لوزان” لتحدد بموجبها حدود تركيا الحديثة والتي لم يذكر في نصوصها تشكيل دولة كردية منفصلة على الإطلاق، ومنذ ذلك الحين تزايد العداء الشديد بين الطرفين نتيجة للانتفاضات الكرديّة ضد الأتراك، ومواجهة الأكراد عمليات إعادة التوطين وحظر الأسماء والثقافة الكرديّة وإنكار هويتهم حتى أُطلق عليهم “أتراك الجبل”.

مع الشعور بالاضطهاد جاءت محاولات عديدة لتكوين أحزاب تدافع عن الأكراد وحقوقهم وحقهم في الاستقلال، ولكن كانت تفشل إما لمناهضة الحكومة التركية لتلك المحاولات وإما لمحاولات التذويب وإما بسبب انشقاقات الأكراد ذاتهم، حتى جاء أوجلان بقيادة حزب العمال الكردستاني (PKK) في 1978 لإقامة دولة كرديّة مستقلة وبدأ الشروع في العمليات المسلحة بعد ستّ سنوات ضد الحكومة التركية، وتجميع صفوف الأكراد من خلاله لتكوين وعي قومي كردي على صعيدين؛ أولهما ثقافي حيث يتبلور تحت شعار وحدة الصف دون انشقاق للوصول للهدف والآخر سياسي يدعو إلى الجهاد المسلح تحت صبغة “اشتراكية ماركسية” من أجل نيل الاستقلال والتحرر بسلوك عسكري.

وأسفر عن ذلك النهج مواجهات عنيفة مع الحكومة التركية وإعلان حالة الطوارئ في مناطق الأكراد وانتهاج إجراءات صارمة ضدهم نتج عنها ظروف اجتماعية واقتصادية مزرية في المجتمع الكردي، مع استمرار العمليات والتحركات المسلحة للأكراد في مواجهة تركيا[2].

(*) محاولات تسوية فاشلة: في التسعينات حاول الأكراد تغيير حدة شعارات الانفصال والاقتصار على المطالبة بالاستقلالية الثقافية والسياسية مع استمرار الأعمال القتالية حتى بدأ التفكير لحل سلمي من قبل الحكومة التركية في عهد “تورجوت أوزال” وبدأ أول حوار مع الأكراد، ولكنه سرعان ما فشل بوفاة أوزال، ومنذ ذلك الحين عاد مسار التصعيد خاصة مع صدور قانون 1991 المرقم ب (3713) والّذي نصّ على مكافحة الإرهاب ضد التنظيمات الانفصالية واعتُقل أوجلان 1999[3].

أتت حقبة الألفيات وشهد الصراع تصعيدًا منخفض الحدة بين الطرفين، ولكن كانت هناك جهود للسلام بين الدولة التركية وحزب العمال الكردستاني تأتي من ضمنها مفاوضات أوسلو السرية والتي عُقدت بالنرويج (2009–2011)، ولكن لم تُسفر جهودها عن أي نتائج تُذكر، وأعقبتها سلسلة المحادثات بين أوجلان والمسؤولين الأتراك (2013-2015) للتوصل إلى اتفاق سلام والتي تضمنت إعلان وقف إطلاق النار وسحب مقاتلي الحزب إلى قواعد في شمال العراق. وفي المقابل اتخذ المسؤولين الأتراك إجراءات لتحسين أوضاع الأكراد عبر السماح بالبث باللغة الكردية، ولكن انهارت العملية في يوليو2015 نتيجة لسلسة من الغارات العنيفة لتنظيم “داعش” الإرهابي وهجمات تركيا والتي أودت بحياة عدد من ناشطين الأكراد وسجن الآلاف منهم وأبرزهم زعيم حزب الشعوب الديمقراطي آنذاك صلاح الدين دميرطاش بذريعة صلته بحزب العمال الكردستاني[4].

ويستمر القتال حتّى الآن لتخرج دعوة عبد الله أوجلان أمام الجمهور لتعيد المناداة بالسلام مرة أخرى بعد اقتراح دولت بهشلي رئيس حزب الحركة الديموقراطية وشريك حزب العدالة والتنمية في الائتلاف الحاكم في أكتوبر 2024 على أن يعرض على أُوجلان الإفراج المشروط في حالة إعلان الحزب حل نفسه وإلقاء السلاح، واستهدفت الدعوة حزب العمال الكردستاني وجميع أجنحته في المنطقة، باعتبار أوجلان “آبو” القضية الكردية ولكن لم يسفر عن هذا الإعلان إلا سوى بعض شعارات التأييد من حزب العمال الكردستاني والرفض من قبل قوات سوريا الديموقراطية على أن الإعلان لم يشملهم.

ارتدادات داخلية

يأتي الإعلان في سياق تطورات داخلية وخارجية تتسم بعدم اليقين والتوتر، ويكمن أهمها في دور الحزب الوسيط بين الحكومة التركية وأوجلان “حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب” (DEM) الذي نقل تصريح أوجلان في 27 فبراير 2025، ويحظى الحزب بشعبية كردية وحقّق مكاسب انتخابية في 2015 عندما تخطى عتبة 10% اللازمة لضمان ترشحه للانتخابات البرلمانية وتحسب له على أنه أول حزب موالي للأكراد.

ويُمثل الأكراد الآن زخمًا متزايد ودورًا محوريًا في الانتخابات الرئاسية والمشهد السياسي التركي، في ظل تراجع نفوذ حزب العدالة والتنمية الحاكم (AKP) بقيادة أردوغان حيث يفتقر الحزب الحاكم الأغلبية اللازمة داخل البرلمان، ويحتاج إلى تسوية مع حزب الشعوب حيث يتمتع الحزب 61 مقعدً داخل البرلمان قد تحقق أصواتهم مع الائتلاف الحاكم مكاسب عدة على رأسها:

(&) مكتسبات سياسية: بعد أن اشترطت أحزاب المعارضة إجراء انتخابات مبكرة لتمرير مساعي الحزب الحاكم لتعديل الدستور، يحاول أردوغان ضمان بقاءه في السلطة من قبيل حق الترشح للولاية رابعة، ويتطلب ذلك 42 صوتًا من قبل حزب الشعوب، كما يعزز فرص أردوغان وتحالفه في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة من خلال استقطاب الأصوات الكرديّة لمصلحته حيث يشكل الأكراد نحو 13% من القاعدة الناخبة في تركيا.

وفي المقابل يُمثل نداء أوجلان لحل حزب العمال الكردستاني نقطة محورية في مستقبل أردوغان الانتخابي وفرصة لتوسيع نطاق التمثيل السياسي الكردي داخل النظام الديموقراطي، حيث أصبح التعبئة السياسية الكردية من خلال الأحزاب السياسية أقل تكلفة وأقوى وأكثر تأثيرًا من الكفاح المسلح، ولكن تقيدها بعض القيود المفروضة من قبل الدولة.

(&) الاستقرار الأمني حيث أن نداء أوجلان قد يقلل من ضغط التوترات والعنف في المنطقة الشرقية والجنوبية من تركيا والذي بدوره سيساهم في تحسين الأمن والاستقرار بتلك المناطق، حيث تتركز نشاطات حزب العمال، قد يُلبي تقليل الضغط على الحكومة في أنقرة واستعادة شعبيتها المتراجعة في تلك المناطق.

ارتدادات إقليمية

يرتبط سياق التصالح الذي يحمل دولت بهشلي عبئه السياسي بأوضاع إقليمية متشابكة وتزايد حدة التنافس في سوريا والتي تحمل في طياتها تخوفات تركية من أن يستخدم ملف الأكراد كنقطة ضعف استراتيجية تهدد تركيا والمنطقة برمتها، ويقع على عاتق تركيا تخوفات بشأن توسيع تمويل حزب العمال الكردستاني دوليًا بجانب ملاذاته الآمنة في إيران والعراق وسوريا.

علاوة على الانقسامات الداخلية داخل حزب العمال ذاته وظهور بعض الفصائل الفرعية في إيران مثل حزب الحياة الحرة الكردستاني (PJAK)، وحزب الاتحاد الديموقراطي وجناحه العسكري في العراق (PYD) ووحدات حماية الشعب في سوريا (YPG) والتي تتعاون معها الولايات المتحدة منذ عام 2014، مما يشكل مصدر قلق رئيسي لتركيا بسبب دعم تلك الفصائل والفروع من أطراف ثالثة متمثلة في الولايات المتحدة أو إسرائيل والتوترات بين تركيا وبعض دول الناتو على خلفية اتهامها بدعم الحزب وعلى رأسها السويد. يُضاف إلى ذلك الاتصال الإيراني مع الفصائل في سوريا مما أدى لتوترات واستدعاء السفراء مؤخرًا بين الطرفين، فعدم التسوية مع الأكراد في الوقت الحالي يزيد من تعقيد أزمات الأمن القومي التركي.

وتأتي دعوة أوجلان بالنسبة لتركيا على أنها مُلزمة لحزب العمال الكردستاني بما في ذلك فروعه وكياناته المرتبطة به في الخارج من أجل الوصول لأمن الحدود في جنوب شرق الفرات ومناهضة محاولات أي طرف ثالث لدعم الفصائل واستخدامها في مواجهة تركيا مستقبلًا[5]، مع اكتساب الشرعية العسكرية لضرب مناطق الأكراد في حالة رفض المبادرة.

على الجانب الآخر يعزز ذلك من الرغبة في التعاون الدولي في تحقيق التسوية وفي مقدمت ذلك الولايات المتحدة والتي لديها اليد الطولى للضغط المباشر على وحدات حماية الشعب الكردية السورية المكون الرئيسي في “قوات سوريا الديموقراطية”، حيث يمكن من خلالها التعاون مع الأكراد، ورسم أرضية الشراكة على الساحة السورية في ملفات إعمار سوريا ومكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي[6].

دوافع أوجلان

لم تكن هذه المرة الأولى التي سعى فيها الطرفين لتحقيق السلام داخل تركيا، ولكن تأتي الحالة الكردية في الوقت الحالي أكثر ضعفًا بالتوازي مع تفاقم المشكلات الاقتصادية والاجتماعية وقضايا الفساد داخل تركيا. ويمكن تفصيل دوافع ذلك الإعلان على النحو التالي:

يأتي تفشي الضعف داخل الحركة الكردية على رأس الأولويات التي تدعو لوقف الكفاح المسلح مصاحبة التطورات الإقليمية والعالمية، وأن النضال المسلح لنزع الحقوق لم يعد يؤتي ثماره في الفترة الحالية حيث نجحت أنقرة في تقليل نفوذ الحزب منذ 2016 وطرده من تركيا باستخدام التكنولوجيا العسكرية المتقدمة، حيث لعبت الطائرات المسلحة بدون طيار وقدرات الحرب الإلكترونية على إغلاق المواقع الأمامية للجيش التركي في شمال العراق وطرق الوصول التقليدية للتنظيم إلى الأراضي التركية مما قلل بشكل كبير من قدرت الحزب  العملياتية[7].

كما أصبحت التعبئة السياسية للأكراد من خلال الأحزاب السياسية هي الحل المطروح لنيل الحقوق وتتميز بأنها أقل تكلفة وأكثر تأثيرًا من الكفاح المسلح، مع تزايد الآمال الكردية في إنهاء التمرد الذي دشنه حزب العمال الكردستاني والمستمر منذ عقود جنوب شرق تركيا، بالإضافة إلى وجود قيادة جديدة في سوريا المجاورة تربطها علاقات ودية مع أنقرة[8]، يمكن أن تعود بالنفع في توفير المزيد من الحقوق للأكراد من خلال العمل السياسي فيما يتعلق باللغة أو إنشاء المزيد من المؤسسات الكردية[9]، فيدرك أوجلان إمكانية التفاهم التركي الكردي في ظل التطورات الإقليمية المواكبة للدعوة.

تحديات السلام الدائم

ينظر القوميون والأتراك المتشددين إلى الحالة الكردية باعتبارها حركة انفصالية تهدف لاكتساب حقوق قومية وإقليمية على حساب الدولة التركية القومية وأن التقارب معهم يُعد جريمة قومية، كما يتمثل التخوف الرئيسي للمتشددين حول إمكانية فتح الطريق أمام الأكراد للاستقلال الكلي أو جعل جنوب شرق البلاد منطقة حكم ذاتي بعد ضمانهم التمتع ببعض الميزات على حساب تركيا، وتتنامى مخاوف حزب “السعادة” الإسلامي من وجود خطوات غير مُعلنة تكن منطلق لأردوغان للتحايل على الدستور والبقاء في الحكم لفترة أخرى[10]، كما ترفض أحزاب المعارضة والقوميين التفاوض مع أوجلان رافضين مبادرة دولت بهشلي ووصمه بـ”الخائن”، معتبرين أن المبادرة تُخالف أسس الدولة التركية وأنها ضربة للكفاح ضد الإرهاب، لذلك قد تتسبب الأطراف المتشددة التركية في الرجوع إلى نقطة الصفر وفشل النداء السلمي كمحاولات السابقة.

على الجانب الآخر تظل هناك احتمالية لتراجع تأثير أوجلان بالرغم من تمتعه بسلطة رمزية وشعبية عالية وسط الأكراد باعتبار “آبو” المؤسس والمناضل للحقوق الكردية، إلا أنه لم يعد يتمتع بأي سلطة فعلية على حزب العمال الكردستاني وأجنحته وفروعه، وتظل فصائله قادرة على التغيير الفعلي داخل الوسط الكردي ويرجع ذلك نتيجة لطول فترة سجنه ما يُقارب 25 عامًا، حيث أن المبادرة يمكن أن تسلك مسار الفشل مثل مثيلاتها من المبادرات لعدم تلبية جميع أجنحة الحزب لذلك النداء.

وتزيد الخلفية السلبية للمفاوضات من شكوك الأكراد في إمكانية تحقيق السلام ووفاء الحكومة بوعودها بعد حلّ الحزب ووقف الكفاح المسلح في ظل غياب ضمانات قانونية واستبعاد تركيا لمحاولات تدويل القضية الكردية من خلال طرف ثالث لتحقيق التسوية وضمان المبادرة لكلا الطرفين، فمن الممكن أن يسلك إعلان أوجلان مصير اتفاق 2015 والذي لم يسفر عن أي شيء، بسبب تركيز أردوغان و”حزب العدالة والتنمية” على نزع السلاح دون التسوية بشكل حقيقي من خلال معالجة المطالب السياسية الكردية الأوسع نطاقًا والتي تتعلق بالاستقلال السياسي الكردي وتقاسم السلطة وإعطاء الحقوق الثقافية مما قد يؤدي إلى انهيار الحوار في نهاية المطاف.

كما أن استمرار العمليات العسكرية وعدم تقديم تركيا أي تنازلات فيما يتعلق بوقف إطلاق النار ومكافحة الإرهاب في مناطق الأكراد، حيث ذكر وزير الدفاع يشار جولر أن الهدف التام للشعب هو القضاء نهائيًا على التنظيمات الإرهابية والقضاء على جميع أنواع التهديدات فما يزال القصف على أماكن الأكراد لم يهدأ بعد إعلان أوجلان مما يشكل خطرًا على استمرار عملية التسوية[11].

الطموح والانقسام الكردي المتنامي حقق الأكراد نجاحات برزت في كل من سوريا والعراق والتي تدعم الدعوات الانفصالية وتشكيل حكم ذاتي كردي، وقد تحد هذه النجاحات من التوصل لمصالحة تركية -كردية شاملة، يتمتع أكراد العراق في إقليم كردستان بحكم شبه مستقل وفق دستور 2005، مع تمتع قوات حماية الشعب بشرق الفرات بالدعم الأمريكي عسكريًا وسياسيًا حتى الآن، والاعتماد عليها في مواجهة تنامي تنظيم “داعش” الإرهابي في مخيمات الشرق.

كما أن الانقسامات الداخلية داخل القوى السياسية الكردية قد تعيق من جهود الوفاق، فعلى الرغم من رمزية أوجلان ونفوذه إلا أنه يطرح تخوفات على الساحة من أن تقاوم الفصائل الكردية وترفض تقديم تنازلات باعتبار أن النداء لا يشملهم، كما أبدت وحدات حماية الشعب في سوريا باعتبار النداء لا يشملهم ولكنه خطوة إيجابية ، حيث يقع على عاتق الحكومة التركية  تقديم تنازلات وضمانات سياسية لكسب الأكراد  ويمكن أن يتصدى لهذا أحزاب المعارضة في تركيا مما قد يعقد الموقف أكثر[12].

في الختام: لا تأتي دعوة أوجلان الأولى من نوعها في محاولات السلام التركي-الكردي، ولكن تمثل مرحلة ضرورية للداخل التركي والأمن القومي التركي وتعود بالنفع على الأكراد، وفي حالة نجاحها قد تصبح تركيا في مأمن من التهديدات الحدودية في الخارج، ومن الداخل بنجاح تمرير أي تعديل دستوري منتظر وتمرير حق أردوغان في الترشح مجددًا لرئاسة البلاد مع تمتع المناطق الكردية ببعض الحقوق الثقافية والتنمية، حيث أعلنت تركيا استثمار ما يقارب 14 مليار دولار داخل تلك المناطق.

ولكن نجاح هذا الإعلان محفوف ببعض التحديات التي قد تعيق الوصول للسلام في نهاية المطاف ويأتي على رأسها رفض أحزاب المعارضة التمرير الدستوري وتعزيز الحقوق الثقافية والسياسية الكردية على حساب تركيا والانقسامات الكردية التي تتفرع إلى أجنحة وفصائل قد لا تُلبي نداء أوجلان.


[1] Who are the Kurds, BBC, https://www.bbc.com/news/world-middle-east-29702440

[2] حيدر صائب، أد ياسين سعد، القضية الكردية في تركيا قبل وبعد حزب العدالة والتنمية، مجلة حمورابي للدراسات، العدد 50 لسنة 2024 .

[3]  منال محمود، تطورات القضية الكردية في تركيا وفرص المصالحة، https://truestudies.org/1200/

[4] Suzan faser,What to know about the latest effort to end turkey’s 40 year Kurdish conflict ,AP, https://apnews.com/article/turkey-kurds-pkk-peace-ocalan-dem-prison-3d6e7e2c0cedcb87d4bd145667d79ae1

[5] Alper coskon, What behind of the monumental shift between turkey and the pkk , Carnegie  Endowment  for international  peace, https://carnegieendowment.org/emissary/2025/03/turkey-pkk-disarm-disband-impact-explainer?lang=en

[6]محمد هشام، ماذا بعد دعوة عبدالله أوجلان لحل حزب العمال الكردستاني، الشروق، https://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=27022025&id=e722e84d-395b-4ca1-a386-7ff347337848

[7] Ragip soylue, Oclan orders the Pkk to dissolve in the historic statement, Middel east eye, https://www.middleeasteye.net/news/ocalan-dissolve-pkk-historic-statement

[8] Nevzet.Turkey announcement 14$ billion regional  development plane  for Kurdish southeast, Reuters,https://www.reuters.com/world/middle-east/turkey-announces-14-billion-regional-development-plan-kurdish-southeast-2024-12-29/?utm_source=chatgpt.com

[9] Israel-Iran Escalation prompts turkey to launch  talks with PPK ,Middel East Eye, https://www.middleeasteye.net/news/israel-iran-escalation-prompts-turkey-launch-talks-pkk

[10] مبادرات التحالف الحاكم للتصالح مع الأكراد الدوافع والدلالات ، مركز الإمارات للدراسات ، https://www.ecssr.ae/ar/research-products/reports/2/199145

[11] Bakan Güler’den ‘süreç’ çıkışı: ‘PKK koşulsuz olarak silahları teslim etmeli’, Cumhuriyet,https://www.cumhuriyet.com.tr/siyaset/bakan-gulerden-surec-cikisi-pkk-kosulsuz-olarak-silahlari-teslim-2307135

[12] The behindErdogan’s calculated shift on kurds and its potential consequence ,The conversation, https://theconversation.com/whats-behind-erdogans-calculated-shift-on-kurds-and-its-potential-consequences-246879

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى