“بطلوع الروح”: لماذا لم يتمكن “داعش” من اختراق صعيد مصر؟

في الحلقة الثالثة من مسلسل “بطلوع الروح” الذي تذيعه قناة “mbc مصر”، قال أحد قيادات معسكر داعش في سوريا، الذي تدور فيه بعض أحداث تلك الحلقة بين محمد حاتم الذي يحمل اسم ” أبو سيف المصري” وأحمد صلاح السعدني، أحد العناصر الخطرة في داعش، الذي يحمل اسم “أبو أسامة”- ” نحن جنود أبوبكر البغدادي.. نحن أسود الخلافة.. والله وبإذن الله سوف ندخل مصر فاتحين رافعين راية الإسلام، وبإذن الله سوف نقطع رأس كل من تطاول على دولة الخلافة ونجعله عبرة لمن لا يعتبر” انتهي كلام الممثل غير المصري في تلك الحلقة والذي يمثل دور عنصر قيادى في تنظيم داعش ويزف خبر عن استشهاد أحد عناصر التنظيم بمصر.

وعلي ما سبق، ووفقاً لما ردده عنصر التنظيم في داخل الحلقة، وهم يحتفلون بتفجير كنيستين في مصر وقتل 150 شخصاً خلال عمل إرهابي، وبعد سبع سنوات من إعلان تنظيم أنصار بيت المقدس الذي كان يعرف نفسه بـ “ولاية سيناء” المزعومة، عن نيته وسعيه في ذلك الوقت (يناير 2015 – أكتوبر 2015) إلى تأسيس فرع له بمحافظات صعيد مصر- نطرح هذا السؤال الذي ربما تحاول حلقات المسلسل الاقتراب من إجابته، وهو: لماذا فشل التنظيم فيما أعلنه عنصر داعش، الذي ردده “الممثل” في تلك الحلقة، وهو سوف ندخل مصر .. ونقطع رأس كل من تطاول على دولة الخلافة، وبالتالي يكون السؤال الأدق، وهو: لماذا لم يتمكن “داعش” من اختراق صعيد مصر؟، خاصة وأن أبو سفيان المصري، أحد أعضاء بيت المقدس، الذي كان يعرف في ذلك الوقت بـ (ولاية سيناء) في مصر، أعلن في أبريل من عام 2015 عن اقتراب التنظيم لتأسيس فرع جديد له في محافظات صعيد مصر، وذكر في تغريدات في هذا التاريخ على موقع التواصل الاجتماعي تويتر أنه “قريبا الإعلان عن ولاية الصعيد”.

يذكر أن أحداث مسلسل “بطلوع الروح” تدور بعد الحلقة الثانية في معسكر داعش في سوريا ورد فعل منة شلبي بعد أن يخدعها زوجها ويستدرجها من مصر إلى وكر لداعش الإرهابي في سوريا، لينتهي بها المطاف في معسكر للهاربات من التنظيم.

 ارتدادات الفشل:

بعد فشل تنظيم داعش في تطبيق نظريته “البقاء والتمدد” على أي مساحة من الأرض المصرية، لاستنساخ مقومات الدولة المزعومة في سيناء، بسبب تعرضه لضربات موجعة في ذلك الوقت من قبل قوات الجيش والشرطة المصرية، وخسارته مادياً وبشرياً، بالإضافة إلى حدوث انشقاقات بين صفوفه- لم يكن أمامه، إلا محاولة حشده لعناصر تسهم في تشكيل ما أطلق عليه “ولاية إسلامية” المزعومة تابعة لداعش في جنوب مصر، في محاولة منه لإرسال رسالة للعالم (شهر يناير 2015 وفبراير 2015 و مارس 2015) بأنه لم يفشل في سيناء بل أنه يؤسس لولاية جديد في منطقة أخرى من مصر. كما أن الضربات المكثقة من قبل الدولة المصرية على معاقل التنظيم في سيناء، التي حولت عملياته من الانتحارية بالسيارات المفخخة، والعبوات الناسفة، إلى استهداف الأكمنة الثابتة، والقيام بعمليات إجرامية ضد المدنيين-أفشلت مشروع التنظيم في سيناء، وهذا ما جعله يعلن في أبريل عام 2015 عن انتقاله للصعيد لتخفيف الضغط الأمنى على عناصره في مناطقه القديمة بسيناء.

ما سبق يشير إلى أن ارتباك التنظيم في سيناء خلال تلك الحقبة الزمنية (أعوام 2015 و2016) ارتد بالسلب على تقديراته لبيئة محافظات الصعيد التي اعتبرها مناسبة لاحتضانه، وظروفها مهيئة لتوجه عناصره المتطرفة إليها. وهذا ما أدى بالإضافة لعوامل أخرى إلى فشل انتقاله في ذلك واختباء واندساس عناصره بين سكان محافظات الصعيد، لدرجة أنه لم ينجح أو يداوم على تكرار تطبيق نظرية البديلة “أضرب وإهرب” التي استخدمها كثير في سيناء، قاصراً عملياته على استهداف أقباط أو اطلاق نار على قطار حربي مخصص لنقل الجنود أو السعى الفاشل  لإقامة معسكرات لتدريب عناصر، تزامنت جميعها، ثم توقفت سريعاً.

تجدر الإشارة إلى أنه بعد سيطرة الدولة المصرية على الإرهاب في سيناء، حدث تغيران مهمان في المشهد الإرهابي في مصر، في ذلك الوقت الأول، محاولة تنظيم داعش، متمثلاً في أنصار بيت المقدس، الذي أطلق على نفسه “ولاية سيناء” التسويق إعلامياً لولايته في الصعيد،  مشيرًا إلى أن عملياته ستنتقل وتتركز في محافظات مصر العليا، والثاني، التبني المتبادل لبعض العمليات في الصعيد بين الأذرع المسلحة لجماعة الإخوان الإرهابية، وتنظيم داعش، وهذا كان من منطلق الإعلان عن وجود نسخة كاملة من ولاية سيناء في صعيد مصر. لكن الذي بدأ واضحاً للمتخصصين وغيرهم من متابعة عمليات الصعيد، وأسلوب وحركة ووسائل إعلام تنظيم «داعش»، أنه يبحث بلا جدوى أو نجاح عن حتى مجرد الوجود المؤقت على أية مساحة من أرض الصعيد، لكي يقدم نفسه للمصريين والعالم في ذلك الوقت، باعتباره يستهدف منطقة جديدة يستخدمها.

محاولات فاشلة وبيئة رافضة:

بدأ الظهور الأول لداعش في الصعيد في أبريل 2015، حين أعلن تنظيم أنصار بيت المقدس الذي سمى نفسه بولاية سيناء، عن قرب تأسيس فرع جديد له في الصعيد، حيث أعلن حينها –التنظيم- عبر الموقع المعروف باسم “المنبر الإعلامي الجهادي” على سعيه لإعادة ولاية داعش في الصعيد.

وتلى هذا التاريخ عدة عمليات إرهابية في مناطق متفرقة بشمال وجنوب صعيد مصر، كان أخطرها في محافظة المنيا، التي أوقعت عشرات القتلى. وكان الإعلان الرسمي عن ظهور داعش في الصعيد في مايو 2016، حين أحال النائب العام المصري، نبيل صادق، 66 شخصا إلى محكمة الجنايات، منهم 43 تم حبسهم، بتهمة تشكيل خلية إرهابية والانضمام لها، تتبع تنظيم داعش، في القضية المعروفة إعلاميا بـ “تنظيم الصعيد”.

من خلال ما تضمنته بيانات التنظيم، وعمليات الشرطة المصرية ضد عناصره خلال عامي 2016، و2017، وما تضمنته التحقيقات في القضية رقم 823 لسنة 2016، يمكن القول إن ملامح الخريطة التي سعى داعش إلى رسمها وفشل في تحقيقها في تلك الفترة الزمنية، كانت تشمل 4 محافظات صعيدية، بالإضافة لمحافظتى الفيوم والوادى الجديد، هم: أسيوط،على اعتبار أن ظهيرها الصحراوي كان يمثل وفقا لمدركات التنظيم نقطة مصب لعناصر إرهابية قادمة من ليبيا. حيث استطاعات قوات الشرطة خلال نفس الفترة الزمنية المذكورة سابقا تصفية سبعة عناصر في هذه المحافظة، كانوا ينتسبون لتنظيم داعش ويتبنون أفكاره. ومحافظة المنيا، التي وفقا لمخططات التنظيم في تلك الفترة تعد مكان سهل لزعزعة الاستقرار عن طريق إشعال الفتنة الطائفية، حيث تمثل هذه المحافظة الأكبر في عدد الأقباط. وقد هاجم التنظيم في تلك المحافظة، حافلة كانت تقل أقباطا، وأكدت اعترافات أحد المتهمين في القضية 823 “ولاية داعش الصعيد” أنه سعى مع بعض عناصر التنظيم على إقامة معسكر بمركز مطاي التابع للمحافظة الصعيدية السابقة. وحاول عناصر التنظيم التواجد في محافظتي الفيوم وبني سويف، وعسكرت لفترة قصيرة في جبال أبوتشت شمال محافظة قنا الواقعة في جنوب مصر.

محصنات داخلية:

لكن رغم محاولات التنظيم نهاية عام 2014 وبداية عام 2015 التواجد في محافظات الصعيد، التي أكدتها خريطة محاولاته لتنفيذ عمليات إرهابية خلال تلك الفترة، وتحقيقات النيابة مع بعض العناصر المقبوض عليهم التي تبنت أفكار التنظيم، وبيانات وزارة الداخلية المصرية التي أكدت في ذلك الوقت على تصفية جهاز الشرطة لعدد من عناصر التنظيم الإرهابي- فإنه فشل في هذا فشلاً ذريعاً، وذلك لعدة أسباب، مرتبطة بعدد من المحصنات المحلية، في تلك المساحة الجغرافية من أرض مصر، هي:

(*) البيئة الجغرافية والاجتماعية لمحافظات الصعيد، وخاصة في منطقة مصر العليا: حيث ظل التطور البيئي سواء الجغرافي، المتمثل في اتساع مساحة العمران، وتقارب الظهير الصحراوي بالمناطق الزراعية في عدة محافظات أو الاجتماعي لتلك المحافظات، المتمثل في التقارب والمصاهرة بين العائلات الكبيرة والمهمشة سياسيا، بالإضافة إلى تخلصها السريع من اختراقات جماعة الإخوان- يمثل تحدياً كبيراً ومانعاً أمام محاولات تنظيم داعش وأيضاً الأذرع المسلحة لجماعة الإخوان المتعاونه مع التنظيم، للاستقرار والثبات لارتكاب عمليات إرهابية في هذه البقعة الجغرافي خلال تلك الفترة. وكان ذلك للأسباب الأتية:

  1. فشل محاولات تكوين حواضن اجتماعية: لم يستطع التنظيم في تلك الفترة اختباء واندساس عناصره بين سكان محافظات الصعيد، وخاصة المناطق الواقعة على طول نهر النيل، مقتصرا على محاولات الدخول عبر الظهير الصحراوي لبعض المحافظات. ويرجع فشل التنظيم في ذلك إلى رفض ومقاومة العائلات في الصعيد لكل الجماعات التي تتبنى العنف، بما فيهم بقايا الإخوان. وقد يكون أهم العوامل المساعدة في تحقيق ذلك، هو، النقل الحى للعمليات التي كانت دائرة في سيناء، المتمثلة في المواجهات بين عناصر تنظيم أنصار بيت المقدس ” ولاية سيناء” وقوات الجيش والشرطة، وهذا ما أدى حذر سكان الصعيد في تلك الفترة من انتقال تلك العمليات الإرهابية إلى أراضيهم، التي تضرر منها أهالي سيناء.
  2. فشل داعش والأذرع المسلحة لجماعة الإخوان في تكوين ما يعرف بالإرهاب العائلي في المناطق الفقيرة والريفية من صعيد مصر. بالإضافة إلى فشلهم أيضا في تجنيد عناصر ذات نطاق جغرافي ضيق، وذلك باستثناء حالة وحيدة، تمثلت في خلية قنا (الفترة من يناير 2015-أكتوبر 2015) التي نفذت لعديد من جرائم تفجير الكنائس خارج نطاق محل ميلاد عناصرها .لكن الذي كان واضح على أهم عناصر تلك الخلية أنهم عادوا من سيناء إلى الوادى محملين بأفكار إرهابية انعزالية تكفر المجتمع والدولة.

يذكر أن محكمة الجنايات وأمن الدولة طوارئ بقنا قررت في 30 مارس الماضي حجز قضية “خلية داعش دشنا ” المتهم فيها 9 متهمين بينهم هارب من قيادات خلية داعش الإرهابية للنطق بالحكم  لجلسة اليوم الثانى من دور شهر مايو المقبل من هذا العام 2022 مع استمرار حبس المتهمين.

  1. التحصين المسبق: حيث أن ارتدادات تأثيرات العمليات الإرهابية لعناصر داعش في سيناء على سكان محافظات الصعيد، أدت في ذلك الوقت إلى حدوث ما يمكن وصف بالرقابة الذاتية بين الأطراف المجتمعية في محافظات الصعيد. كما أن اختراق جماعة الإخوان لبعض العائلات الكبيرة في جنوب مصر وتصعيدهم للعائلات المهمشة سياسيا بعد ثورة 25 يناير، والذي تسبب في تعاطف بعض أفراد تلك العائلات مع جماعة الإخوان- مثل انذار مبكر للعائلات الكبيرة وذات التركيبة الاجتماعية الصلبة من الاختراقات التي حاولت القيام بها عناصر التنظيمات المتطرفة. فقد لعبت العائلات الكبيرة دورا في مراقبة مداخل القرى والنجوع في ذلك الوقت، وكانت أيضاً مراقبة خلال تلك الفترة لبقايا جماعة الإخوان في داخل النطاق السكني، خوفاً من أن يسهلوا دور عناصر تنظيم داعش أو يشكلوا لهم حاضنة اجتماعية.
  2. التأثير الايجابي للتداخل بين التكوين القبلي أو العائلي والصوفي في محافظات الصعيد: حيث ظل الفكر الصوفي، المنتشر بين أغلب عائلات وقبائل الصعيد، عامل رئيسي خلال تلك الفترة في مقاومة الفكر المتشدد في تلك البقعة الجغرافية من أرض مصر. وهنا يمكن الإشارة إلى أن جماعة الإخوان فشلت (مايو 2012- مايو 2013) في محاولاتها لخلخلة الطبيعة الصوفية تلك المناطق من منطلق أخونتها.

(*) التمركزات الأمنية الصلبة والمتقاربة خلال تلك الفترة حتى الوقت الراهن، والتى تتشابك مع التكوين القبلي والعائلي في صعيد مصر، حيث ظل التعاون بين جهاز الشرطة المصرى والعائلات الكبيرة، في تلك الفترة تحصين قوى لمنع اختراق عناصر التنظيم لتلك المناطق. بالإضافة إلى أن اتساع ظاهرة المشاركة الشعبية في مواجهة الإرهاب في الفترة من 2012 – 2015، والتي تعود بدايتها في تلك المناطق إلى تسعينات القرن الماضي، كانت بمثابة عامل مهدد لفكرة استقرار التنظيم في المناطقة البعيدة عن المراكزات الشرطية. ويمكن تصور فشل تواجد التنظيم في محافظات مصر العليا، وفقا لهذا المنظور للأسباب الأتية:

  1. القبضة الأمنية الشرطية في الصعيد، والتعاون الأهلى والقبلي الكامل مع أجهزة الأمن، والتي جعلت وتجعل من الصعوبة تكوين جماعات إرهابية مستقرة، أو تخلق لها بيئة اجتماعية حاضنة. وقد ساعد ذلك، جهاز الشرطة على الاستباق المبكر للعمليات الإرهابية خلال تلك الفترة، كما حدث مع مجموعة بمحافظ أسيوط جبل أبنوب في يوليو 2017، ومجموعة جبل أبوتشت شمال محافظة قنا في منتصف أغسطس 2017، وضبط مجموعة إسنا بمحافظة الأقصر في الأول من أغسطس من نفس العام، وأبطال محاولة تفجير معبد الكرنك بالأقصر في يونيو 2015.
  2. ضبط دائرة تجارة السلاح في تلك الفترة بالصعيد: حرص تجار السلاح على الثقة المتبادلة بينهم كشرط لاتمام عملية البيع والشراء، بسبب جهود الشرطة في مكافحة تلك التجارة غير المشروعة، واختراقها للعديد من أطراف تلك التجارة، أبطل مقولة قيادات داعش التي تضمنها بيان “أبو سفيان المصري” الصادر في أبريل 2015 عن الانتقال للصعيد، بأن “كثرة السلاح وتنوعه في هذه الأماكن يمثلان عنصرا مهما للجهاد”-فالذي لم يعرفه التنظيم عن استراتيجية بيع السلاح، خاصة في محافظات جنوب الصعيد، أنها تعتمد على الثقة المتبادلة بين البائع والمشتري في كثير من الحالات، بالتالي حركة التداول تكون بين أطراف معلومة، ومن ثم يمكن القول إن رؤية قيادات التنظيم خلال تلك الفترة بأن سوق السلاح في الصعيد يضمن سهولة تسليح عناصر التنظيم في تلك المناطق، يعد تصور خاطئ لان السلاح في الصعيد يكتنز ويستخدم في الصراعات القبيلية والعائلية فقط وليس ضد الدولة.

(*) التراجع السريع في مستوى عمليات التنظيم في سيناء، فخلال الفترة التي أعلن فيها التنظيم عن الانتقال للصعيد (أبريل 2015) حدث تراجع كبير في مستوى عمليات التنظيم في سيناء، وهو ما أثر بالسلب على مشروعه في الصعيد، بالإضافة إلى التصورات الخاطئة لقيادات التنظيم بسيناء عن الواقع الاجتماعي والجغرافي بمحافظات الصعيد، والذي تسبب في سرعة قطع الطريق على عناصر التنظيم من قبل أجهزة الأمن، ويمكن أن نرجع ذلك إلى ما يلي:

  1. إنهاك التنظيم ماديا وبشريا في توقيت إعلانه عن الانتقال للصعيد: فقد تلاحظ أن توقيت إعلان التنظيم عن تأسيس ولاية له بصعيد مصر كان بعد تعرضة لانشقاقات وخسائر مادية وبشرية كبيرة من قبل قوات الجيش والشرطة المصرية.
  2. الفهم الخاطئ للطبيعة الجغرافية والمجتمعية لمحافظات الصعيد:حيث الطبيعة المعقدة والتشابك المجتمعي والامتداد الجغرافي للعائلة الواحدة عبر عدة محافظات، فضلا عن اقتراب الظهير الصحراوي من الأماكن الزراعية المستصلحة في معظم محافظات الصعيد، وهو ما ساهم في تأمين مداخل المناطق المأهولة بالسكان، وسرعة ضبط العناصر الإرهابية وصعوبة تواجدها داخل الحيز العمراني.

في النهاية، يمكن القول إن الإدراك الخاطئ للتنظيمات الإرهابية التي نشأت بعد 2014، لمجتمع الصعيد وبيئته الجغرافية، أفشلت محاولات التنظيم خلال أعوام 2015 و2016 وبعدهما على الاستقرار في صعيد مصر خلال تلك الفترة.  وربما يكون ذلك ما أدركه التنظيم نفسه وأعلنه صراحة، حيث قال أبو أياد المصري أحد قيادات تنظيم أنصار بيت المقدس ” ولاية سيناء ” المزعومة فى ذلك الوقت بدعوته لمن وصفهم بـ” الذئاب المنفردة”- عبر الموقع المعروف باسم المنبر الإعلامي الجهادي في نوفمبر 2015، إن “المشكلة الوحيدة التي تواجه في الصعيد، تتمثل في الطابع العائلي والجهل بالتوحيد والشرك المستشري في نجوع الصعيد”.

 

 

 

 

 

د.أبو الفضل الاسناوي

المدير الأكاديمي -حاصل على دكتوراه في النظم السياسية من جامعة القاهرة في موضوع الأداء البرلماني في دول الشمال الأفريقي. -حاصل على ماجستير في النظم السياسية عن موضوع النظام السياسي والحركات الإسلامية في الجزائر. -مدير تحرير مجلة السياسة الدولية بالأهرام. -كاتب في العديد من المجلات العلمية وخبير مشارك في العديد من مراكز الدرسات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى