السيسي في قلب شباب العالم
د. حسام شبل همام- عضو الهيئة الاستشارية لمركز رع للدراسات الاستراتيجية
بعد عامين من التوقف ينطلق بعد أيام قليلة منتدى شباب العالم في دورته الرابعة تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، وإذا كان اختلف الزمان بين عامي 2019 و2022 وثبت المكان، وهو استمرار مدينة شرم الشيخ المصرية كـ مكان لانعقاد المؤتمر، فإن الإشارة هنا واجبة إلى عدد من الدلالات، لعل أهمها: تضاعف عدد الشباب المشاركين من مختلف دول العالم خلال عام 2022 رغم ظروف كورونا التي تهز العالم، حيث تلاحظ ارتفاع عدد المسجلين للمشاركة من 300 ألفاً من الشاب والشابات في عام 2019 إلى 500 ألفاً في عام 2022، مع الإشارة إلى أن عدد المسجلين في عام 2018 بلغ 122 ألفاً من الشباب والشابات، وهو ما يعني أن عدد المهتمين من شباب العالم بالمنتدى ارتفع بمعدل يزيد عن 83 %.
ومع زيادة أعداد المسجلين من العالم تلاحظ زيادة عدد الدول المشاركة فقد ارتفعت من 122 دولة في عام 2017 إلى 196 دولة في عام 2022، وهو ما يعني أيضا حضور ممثلين من جميع قارات العالم سواء أفريقيا، أوروبا، آسيا، أمريكا الشمالية، أمريكا الجنوبية.
الدلالات السابق ذكرها حول منتدى شباب العالم في دورته الرابعة 2022 تعبر عن نجاح المؤتمر خلال انعقاداته الثلاثة السابقة، وبالتالي يمكن القول إن المنتدى تمكن بفضل جهود القائمون عليه سواء من شباب البرنامج الرئاسي أو شباب تنسيقية الأحزاب والسياسيين وغيرهم من مختلف الشباب المصري – من تحقيق أهدافه التي يعد أهمها إرسال رسالة سلام وازدهار وتنمية إلى العالم أجمع.
التحولات والتغيرات التي شهدها العالم منذ توقف فعاليات منتدى شباب العالم في عام 2019، والتي يعد أهمها بدء وانتشار فيروس كورونا وتطوراته وانعكاساته الاقتصادية والاجتماعية- ستنعكس بالضرورة على القضايا التي يناقشها شباب العالم في المنتدى هذه المرة، التي يفرض كورونا نسفه على جميع جلساته، فبالإضافة إلى القضايا التي ناقشها المنتدى في المرات السابقة التي أهمها الأمن الغذائي، والبيئة والمناخ، والذكاء الاصطناعي، وتمكين المرأة، والفن والسينما، سنجد الانعكاسات الاقتصادية لـ ” كوفيد 19 ” والتضخم العالمي وكيفية مواجهته وزيادة معدل البطالة، بالإضافة إلى الزيادة السكانية وزيادة أعداد المواليد وقضايا المياه والصراع عليها تمثل كلها الإشكاليات التي يناقشها المنتدى خلال فترة انعقاده من 10 يناير إلى 13 من ذات الشهر.
إن التحول والتغير في القضايا التي يناقشها المنتدى في دورته المقبلة وزيادة عدد المشاركين والمسجلين في فعالياته رغم التخوفات العالمية من الإصابة بالوباء المنتشر يشير إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي نجح في أن يسكن في قلوب شباب العالم، وأن يجعل من مدينة شرم الشيخ قبلة للثقافة والحوار والنقاش بين ألوان ولغات مختلفة من شباب العالم.
بعيداً عن إرهاصات جماعة الإخوان الإرهابية وما ستقدمه فضائياتها المعادية لمصر من أكاذيب وتشويه للمنتدى وفعالياته ومحاولة بث صورة سلبية عن المؤتمر- يمكن القول إن مصر قادمة برجالها ونساءها وشبابها الذي أصبح أكثر تقارباً وأكثر تنسيقاً في تجمعات ومؤسسات نافعة تقدم كل ما هو جديد ينعكس بالإيجاب على المجتمع مثل تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين واتحاد شباب الجمهورية الجديدة وغيرهما من الاتحادات الشبابية المصرية التي لقيت دعماً ومساندةً من الرئيس ومن مؤسسات الدولة المختصة مثل وزارة الشباب المصرية و الأكاديمية الوطنية للتدريب والمؤسسات القائمة على تفعيل البرنامج الرئاسي للشباب.