هل تضمن نمطية المواجهات المتكررة مستقل “الإخوان” في 2022؟
عبد الجليل الشرنوبي
(هل للإخوان مستقبل؟)، سؤال مُتكرر الطرح يُمكن اعتبار طرحه (إدانة) لكافة مشاريع وتصورات مواجهة الإرهاب والتطرف عمومًا و(الإخوان) على وجه الخصوص، والسر في هذه الإدانة هو أن هذا السؤال عادة ما يَعْقُب (تواتر الأخبار عن خلافات أو انشقاقات تحدث داخل التنظيم؟)، وهو ما يُعبر عن حالة من الركون إلى تًحقق دعاء العوام قليلي الحيلة (اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بين أيديهم سالمين)!.
والحقيقة أنَّ التاريخ بتعاقب تواتر أخبار خلافات الإخوان منذ عهد المؤسس “حسن البنا” ولليوم لم يمنح الواقع ردًا إيجابيًا على عدم وجود مستقبل للإخوان في ظل خلافاتهم قيادات أو أفراد أو أفرُع، وتصدمنا التجارب دومًا بأن (التنظيم) أكثر تماسكًارغم كل خلاف، وأرسخ حضورًا من كل إدعاءات التشظي، وأقوى في بناءه من أن يتأثر بانشقاق قيادي حتى وإن كان مراقبًا للتنظيم في قُطر كما حدث في الأردن أو لبنان، أو مسئولًا لجناحه السياسي كما حدث في الجزائر، أو مُتحدثًا باسمه في أوروبا كما حدث مع الدكتور “كمال الهلباوي” في لندن، أو حتى نائبًا أول للمرشد العام تمامًا مثلما كان مع الدكتور “محمد السيد حبيب” في مصر عام 2009، أو مثلما كان الحال مع مسئول (اللجنة الإدارية العليا) الراحل محمد كمال عام 2016، أو مثلما هو الحادث حاليًا مع أمين عام التنظيم السابق (محمود حسين) وخمسة من كبار القيادات على رأسهم مسئول رابط إخوان مصر بالخارج، ومسئول مجلس شورى إخوان مصر في الخارج، ومسئول المكتب الإداري للمصريين في الخارج.
وهكذا يحكم الانتظار من طرف المعنيين والمتابعين الإجابة على سؤال المصير الإخواني (هل للإخوان مستقبل؟)، فيما يحكم العمل أجهزة التنظيم محليًا ودوليًا لتجاوز ربكات الاختلاف والانشقاق والصراع وحتى الفضائح، بما يُحَوِّل (الحدث) من نقطة ضعف إلى نقاط قوة يستثمرها التنظيم في إضفاء ضبابية على مشهده إبان الأزمات تُعفيه من تحمل مسئوليات أية أعمال أو إنشطة تُدينه والعنف على رأسها، وتمنحه الفرصة لإعادة ترتيب صفه بما يمنح إدارتة الرسمية كامل المكاسب نحو الانطلاق لتحقيق أهدافها قصيرة وبعيدة الأمد.
شهادة عيان:
خلال عُمرٍ عاشه كاتب هذه السطور داخل (عالم الإخوان)، كُنتُ شاهدًا ومتابعًا على أحداث خلافاتٍ وانشقاقاتٍ داخل التنظيم الدولي مركزيًا وأفرعه، حيث الخلافات بين فريق القيادة الرسمي والدكتور “كمال الهلباوي” والتي انتهت إلى الإطاحة بالرجل من موقعه في أمانة التنظيم الدولي مصحوبًا بالعديد من الشائعات المُشوِهَة، ومثله الخلافات بين إدارة التنظيم الرسمية في لبنان –الجماعة الإسلامية- والقيادي الكبير “فتحي يكن” والذيي انتهى إلى خروجه عن الجماعة مصحوبًا بالعديد من الاتهامات، وكذلك خلافات إخوان “العراق” بعد الاحتلال الأمريكي لها على اقتسام غنائم الشراكة في حكومة “بريمر”، ومِن بعده خلافات أجنحة ورثة قائد التنظيم الجزائري “محفوظ نحناح”، والتي انتهت إلى انقسام واجهة التنظيم الرسمية (حركة مجتمع السلم –حِمسْ-)إلى أربعة أفرع.
أمّا في مصر فلقد عايش كاتب هذه السطور في مرحلة الانتقال من تبعية (قسم الثانوي) بمحافظة البحيرة إلى قسم (طلاب الجامعة) في (أزهر القاهرة)، واحدة من أكبر الانشقاقات عن التنظيم في العصر الحديث هي واقعة انشقاق مكتب جامعة الأزهر بقيادة الدكتور “محمد رشدي” عن إدارة التنظيم الرسمية –مكتب الإرشاد-عام 1992، وهي الواقعة التي أحدثت ربكة عنيفة داخل الصف التنظيمي نظرًا لخصوصية جامعة الأزهر وتوزع هيئة تدريسها وطلابها على مُحافظات الجمهورية، والتي انتهت إلى احتواء قسم الطلاب المركزي بالجماعة للانشقاق عبر إشرافٍ مباشر من مشرفه آن ذاك عضو مكتب الإرشاد الراحل “محمد مهدي عاكف”، وإدارة من القيادي التنظيمي المحنك الدكتور “محيي الدين الزايط” –هذا الاسم مهم لأنه يعاود الظهور في التوقيت الحالي-، أما المجموعة المنشقة والتي أعلنت أنهم (الإخوان الأُصَّل) فتدريجيًا تلاشت بتلاشي مواردها، وصولًا إلى عودة قائدها نفسه إلى حاضنة التنظيم بعد عدة سنوات.
كما شهدت مرحلة التسعينات من القرن الماضي عملية انشقاق لمجموعة مكتب إداري جنوب القاهرة، وكان باعثها خلاف مالي بالأساس، وكان من ألمع قياداتها آن ذاك شقيق القيادي الدكتور “عبد المنعم أبو الفتوح” وانتهت إلى استقلال المجموعة المُنشقة عن التنظيم واحتفاظها ببعض المؤسسات التي كانت مملوكة للجماعة، لكنها لم تجنح إلى إنشاء كيان تنظيمي مستقل عن الإخوان، فيما يبقى خلاف مجموعة “الوسط” بقيادة المحامي “أبو العلا ماضي” هو الأكبر في الأعداد التي انشقت عن التنظيم المصري واستمرت في العمل عبر واجهة سياسية هي “حزب الوسط تحت التأسيس” وهي اللافتة التي ظلت المجموعة تعمل عبرها خلال الفترة التي سبقت ثورة يناير 2011 غير أنَّ هذا الانشقاق لم يستهدف انشاء تنظيم موازي للإخوان وإنما تكوين جناح سياسي ينطلق من نفس المرجعية.
أما الانشقاق الأكبر الذي شهدت إرهاصاته مرحلة ما قبل ثورة يناير مباشرةً فكان قائمًا ما يُمكن توصيفه بـ (تصفية الحسابات) بين جناحي (التنظيم الرسمي) وجناح (إخوان الجماعة الإسلامية) الذين انضموا إلى التنظيم الرسمي بناء على صفقة عقدها المرشد العام الثالث “عمر التلمساني” نهاية السبعينات معهم بقيادة الدكتور “عبد المنعم أبو الفتوح”، وهي الصفقة التي ضمنت دخولهم الإخوان قادة يُنافسون برؤاهم الانفتاحية القيادة الرسمية بأجيالها المتعاقبة، وهو ما أثمر صراعًا مثل طرفيه “أبو الفتوح” من جهة والقيادي “محمد خيرت الشاطر” من جهة أخرى وظل صراعًا مكتومًا حتى تفجر في انتخابات (مكتب الإرشاد 2009) وانتهى بالإطاحة بـ “أبو الفتوح” الذي كان مصدرًا للإزعاج الدائم للقيادات الرسمية التقليدية، وأطيح معه بالنائب الأوَّل للمرشد الدكتور “محمد السيد حبيب” الذي كان يُكرس كل جهوده ليكون المرشد؟!، ولم ينتهى الصراع عند هذا الحد بل تنامى في مرحلة ما بعد ثورة يناير 2011.
حالة الوصول الإخواني المُفاجئ إلى الحرية في أعقاب الإطاحة بنظام الرئيس الأسبق “حسني مبارك”، أدت إلى حالة من الثورية داخل التنظيم خلفت عددًا من الانشقاقات التي أثمرت :
- حزب مصر القوية بقيادة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح ومعه قطاعات متعددة من أجيال الشباب، واستطاع أن يحظى بدعمٍ من اطرافٍ عدة في التنظيم الدولي باعتباره مشروعًا سياسيًا إخواني المرجعية انفتاحي الأدوات والخطاب.
- حزب النهضة تحت التأسيس بقيادة الدكتور محمد حبيب ومعه عدد محدود من الأفراد وسرعان ما تآكلت الفكرة وانفض عنها المتحمسون لها.
- حزب شبابي تحت التأسيس ظل يتحرك بعدد من الوجوه الشابة الإخوانية لكنه رغم نجاحه في الحصول على بعض الدعم لم يستمر إلاَّ كخادمًا لحالة التنوع السياسي داخل المشروع التنظيمي.
وهكذا بنظرة سريعة يمكننا الوصول إلى نتيجة خلاصتها أن فكرة الانشقاق أو الخلاف داخل التنظيم الإخواني عادة ما تكون خلفياتها إدارية أو اقتصادية لا فكرية أو عقدية، وهو ما يؤدي إلى ذبول الخارجين عن إدارة التنظيم الرسمية تدريجًا أواستثمار حضورهم في فضاء ما يُعرف بـ (المشروع الإسلامي).
خلافٌ أم اختلاف:
خلال المرحلتين التي سبقت وأعقبت ثورة 30 يونيه 2013، حيث “التمكين” المؤقت عبر حكم الرئيس الأسبق الراحل الدكتور “محمد مرسي” عضو مكتب الإرشاد، اصطفت كامل الوجوه التي خالفت التنظيم المصري لتتخذ مواقعًا متماهية مع مشروع “التمكين”، سواءً أكان هذا الاصطفاف في موقع دعم السلطة أو معارضتها حسب تنوع الأدوار المستهدفة، وهكذا انتهى مشهد المواجهات الوطنية الشاملةمع التنظيم المصري إلى اتساع جبهة التنظيم الإخواني لتشمل إلى جواره مكوناته التي انشقت عنه (الوسط – مصر القوية – التيار المصري) بالإضافة إلى وجوه شبابية كانت تُعلن أنها تابعة لـ (كفاية – ائتلاف شباب الثورة – حزبية متنوعة -مستقلة)، وهو الاصطفاف الذي لا يُشير إلّا لكون الانشقاق كان مرده خلافات إدارية لا اختلافات حول المنهج والمشروع.
أمّا على مستوى البدن التنظيمي الرسمي فتُثبت الوثائق والأداءات التنظيمية أن إجراءات استثنائية حكمت العقل التنظيمي لإدارة مرحلة ما يعد ثورة 30 يونيه بحيث تم وضع سيناريو سقوط “التمكين” وصولًا إلى المواجهات الشاملة بين الإخوان والدولة المصرية بكل مكوناتها (مؤسسات – أجهزة – جماهير)، وبالتالي اتخذ مكتب الإرشاد قبل 30 يونيه قراراتٍ من شأنها تهيئة الواقع القيادي للمرحلة المُقبلة على رأسها تكيلف 2 من كبار أعضاء مكتب الإرشاد (جمعة أمين – محمود حسين) بالخروج من مصر لتكوين نواة إدارة بالخارج حال غلق المجال العام في وجه الإخوان يدعمها مكتب التنظيم الدولي في “لندن” بقيادة “إبراهيم منير”.
هذا الاستباق أثمر في مرحلة ما بعد سقوط “التمكين”، تهيئة لملاذات آمنة للهاربين من مصر، وإعادة بناء محاضن مركزية في العديد من الأقطار كان على رأسها علانية (السودان – قطر – تركيا – لندن –أمريكا –السويد)، وسرًا (المملكة العربية السعودية – جنوب أفريقيا – ماليزيا – أندونسيا)، وهكذا بات على التنظيم أن يطور مظلات إدارته بحيث تسمح بإدارة البدن التنظينمي المصري في الداخل والخارج وهو ما تم عبر الآتي :
- قائم بأعمال المرشد (محمود عزت في الداخل حتى القبض عليه أغسطس 2020) وخليفة احتياطي له تم إعلانه رسميًا نائبًا للمرشد (إبراهيم منير في لندن).
- مكتب إرشاد عالمي مقره “لندن” نائب المرشد.
- إدارة الإخوان المصريين :
- اللجنة الإدارية العليا في الداخل (محمود عزت – محمد عبد الرحمن – محمد كمال) حتى 2016.
- أمين عام التنظيم في الداخل والخارج (محمود حسين في تركيا) بالتنسيق مع “منير” و”عزت”.
- مكتب إخوان مصر في الخارج (الدكتور أحمد عبد الرحمن)
- رابطة إخوان مصر في الخارج (مسئولها محمد عبد الوهاب في قطر وتدير شئون إخوان مصر المقيمين في الخارج عمومًا).
- المكاتب الإدارية للمحافظات المصرية وتتواصل مع (عزت).
حين وضع التنظيم خطته للعمل في أعقاب (30 يونية 2013) استهدف (إسقاط الدولة المصرية) عبر خطط (2014 : 2015)، وهي المعروفة تنظيميًا بـ (خطط المراحل الثلاث : إرباك الدولة – إنهاك الدولة – إفشال الدولة فإسقاطها)، وفيها تم إحياء (النظام الخاص) المسلح حيث استدمجها عضو مكتب الإرشاد الراحل “محمد كمال” داخل أطر التنظيم تحت مسمى (اللجان النوعية)، غير أن هذه الخطط لم تستطع في 25 يناير 2015 إحداث الإسقاط المنشود، وبدأت تتساقط لجانها النوعية في قبضة الأمن المصري الأمر الذي دفع إدارة التنظيم إلى اتخاذ قرارها بوقف عمل (اللجان النوعية) وحل تنظيمها وهو ما أدى إلى خلاف إداري طغى على السطح مُصدرًا صورة انشقاق إلى جماعتين رسمية يديرها (عزت / منير/حسين) وغير رسمية يديرها (كمال في الداخل / أحمد عبد الرحمن في تركيا)، وبمرور الوقت عاد “كمال” إلى حظيرة التنظيم وتدريجيًا تلاشت ممانعة فريقه في الداخل والخارج ولم يبقى منه لليوم سوى أعداد محدودة من الشباب يصنعون بعض الضجيج الإعلامي على صفحات التواصل الاجتماعي على رأسهم المتحدث الإعلامي السابق “محمد منتصر”.
طبيعة الخلافات الحالية:
باستثناء مرحلة (التأسيس الأوَّل) التي أدارها ووضع قواعدها وعقيدتها ومناهجها وأدواتها المؤسس “البنا” فإن مراحل التأسيس التألية ترتبط بحالات صدام مُباشر مع الدولة يؤدي بالتنظيم إلى الدخول فيما يُسميه مرحلة (المحنة أو الاستضعاف) وخلالها يعاني التنظيم مِن مظاهر من :
- ملاحقات أمنية .
- سجن قياداته وقواعده.
- كمون القيادات والقواعد في الداخل.
- تشظي جموع التنظيم في الخارج عبر التوزع على أوطان اللجوء (الملاذات الآمنة).
- ضعف الهياكل التنظيمية القائمة وآليات التواصل والتنسيق بينها.
- تبني قطاع من التنظيم تفعيل خطاباته الجهادية الصريحة باعتبارها فرض الوقت في مواجهة الإجراءات الأمنية التي يرونها (ظالمة تعادي الله والمشروع الإسلامي)
- رفض شعبي نسبي.
- تربص إعلامي من خصوم التنظيم .
وخلال مرحلة (المحنة) تبرز مُبادرات تنظيمية من قيادات التنظيم لـ إعادة بناء التنظيم وترتيب صفوفه وعادة تكون هذه المبادرات مُتسمة بالآتي :
- التوزع بين داخل القُطر وخارجه.
- الاعتماد على آليات البناء الداخلي التي اعتمدها حسن البنا (الأسرة – الكتيبة – الاشتراكات).
- فتح قنوات اتصال مع فلول الإخوان الفارة للحصول على الدعم المادي والتأييد.
- استهداف بعض رموز التنظيم الدولي للحصول على تأييدهم باعتباره دليل مشروعية.
- محاولة التواصل مع القيادات الرسمية السجينة للحصول على اعتمادهم.
- تبادل الاتهامات بالعمالة والخيانة والخروج على الجماعة مع المُبادرات أو الفرق الأخرى التي تُنافسها على صدارة مشهد التنظيم.
هذه السمات العامة كانت حاكمة لمراحل الصدام المُختلفة التي حدثت خلال تاريخ الإخوان منذ النشأة ومحطاتها الرئيسية في السابق هي :
- أزمة ما بعد مقتل حسن البنا وتولية المرشد الثاني (حسن الهضيبي) 1949.
- أزمة المواجهات الأولى مع الدولة الناصرية 1954.
- أزمة المواجهات الثانية مع الدولة الناصرية 1965.
وهذه السمات هي تحديدًا الحاكمة للواقع الآني للحالة التنظيمية التي يتهيأ فيها التنظيم للحضور على مشهد عالم جديد يتشكل، وهو ما يستوجب عدة إجراءات تُعيد ترتيب مشهد الإدارة التنظيمية بحيث يتم :
- تقديم كباش فداء تنظيمية تتحمل فواتير خطايا المرحلة السابقة.
- تطيب خواطر المختلفين مع الإدارة الرسمية للتنظيم خلال المرحلة المنقضية.
- تقديم وجوه توافقية قادرة على تجميع شتات الصف في الداخل والخارج.
- تأهيل جيل جديد للقيادة يتصدر مشهد البعث الجديد تحت إشراف القلب التنظمي الخشن.
- تصدير صورة حيوية التنظيم الداخلية للرأي العام .
إدارة التحول الحادث في قيادة تنظيم الإخوان المصري حاليًا بدأت بحسب وثائق التنظيم فور (إلقاء القبض على محمود عزت)، عبر اجراءات مُنضبطة استهدفت من اللحظة الأولى تقديم “حسين” باعتباره المسئول الأول عن كل إخفاقات وخطايا التنظيم خلال السنوات الثماني الماضية، وصولا إلى الإطاحة به ومعاونيه من مجموعة الخمسة وهم :
- محمود حسين – الأمين العام السابق للتنظيم وعضو مكتب الإرشاد.
- همام علي يوسف- مسئول (مكتب إخوان مصر في تركيا)
- محمد عبد الوهاب حمودة- مسئول (رابطة إخوان مصر بالخارج)
- مدحت الحداد– عضو مجلس الشورى العام
- رجب البنا – عضو مجلس الشورى العام
- ممدوح مبروك – عضو مجلس الشورى العام
في حين استقرت إدارة الداخل والخارج رسميًا تحت لواء :
- إبراهيم منير – قائمًا بأعمال المرشد.
- لجنة إدارة معاونة لنائب المرشد على رأسها “حلمي الجزار” مرحليًا .
- مكتب المصريين في الخارج
وهو التشكيل الذي بادرت إلى تأييده قطاعاتٌ واسعة من قيادات التنظيم دوليًا ومحليًا، غير أن حالة “العناد” التي تتسم بها شخصية “حسين” دفعته لإعلان الاستقلال بـ التنظيم وموقعه الرسمي (إخوان أون لاين)، وفضائيتيه (وطن – دعوة)، فضلًا عن مساعيه إلى إحداث ربكة في مسارات الإدارة المعاونة لـ “منير” دفع الأخير لتصدير القيادي “محي الدين الزايط” ليكون متصدرًا مشهد القيادة الداخلية مرحليًا لاستثمار خبراته السابقة في احتواء (انشقاق جامعة الأزهر) مطلع تسعينات القرن الماضي، بما يسمح بلملمة الصفوف وتجاوز أية محاولات من قبل “حسين” لتعطيل خطوات السير بالتنظيم المصري نحو مرحلة “بعث جديد”.
عند هذا الحد يكون المشهد الإخواني المصري قد استقر قياديًا وبدأ يتعامل وفق عدة أهداف -بنص خطته- هي:
- لم الشمل.
- وحدة الصف.
- تفعيل الطاقات الشابة .
- إحداث حلحلة في الموقف مع النظام المصري.
وبينما تتسارع خطوات التنظيم نحو تحقيق إدارته الجديدة لأهدافها ينشغل خصومه بمتابعة مُصارعة محمود حسين مع طواحين الهواء التنظيمية، والتي تضع لها تصورات الإدارة الإخوانية الحالية مسارات هي:
- العناد والإصرار على الموقف وصولًا لإعلان حسين نفسه مرشدًا وهو ما إن حدث فمصيره مصير سوابقه من تجارب الذبول تدريجيًا مع نفاد الموارد والتمويلات.
- الاكتفاء بما تحت يديه من موارد والركون .
- الانزواء حتى تمر العاصفة ثم العودة تدريجيًا إلى حاضنة التنظيم.
وأمام كل المسارات المحتملة تتعاطى إدارة التنظيم معها باعتبارها طارئًا على حركتها يجب ألا يشغلها عن عملية السير نحو (بعث جديد) يتناسب ومعايير العالم الجديد الذي يتشكل وينطلق من علاقات واسعة تحظى بها قيادات التنظيم مع النظم والأجهزة العالمية.
وهكذا واقع يعود بنا إلى سؤال البداية (هل للإخوان مستقبل؟)، والإجابة هي بالتأكيد نعم طالما بقيت كل خطط مواجهة التنظيم مُكتفية بحالة تسكين السطح عبر الإجراء (الأمني)، دونما تصورات شاملة للمواجهة تتعامل مع التنظيم انطلاقًا من شمولية عالمه، وتسعى لملء الفراغات الدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تنتشر جراثيم الفكر التنظيمي عبرها لتصيب المئات من المخدوعين كل حين، وعلى من ينتظر أن تقضي فِرق الإخوان في “لندن” على نظيرتها في “اسطنبول” ألا يلومَنّ إلا نفسه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبدالجليل الشرنوبي، هو خبير مصري متخخص في دراسات الجماعات المتطرفة، وهو رئيس تحرير الموقع الإلكتروني الأشهر لجماعة الإخوان المسلمين “إخوان أون لاين” سابقاً، من أبرز المنشقين عن الجماعة.