دوافع جولة وزير الخارجية الأمريكي في القارة الإفريقية
على عكس الإدارة الأمريكية السابقة، بدأت الإدارة الحالية للرئيس “جو بايدن” عملها بالتأكيد على أهمية تعزيز العلاقات مع القارة الإفريقية واستعادة النفوذ الأمريكي هناك، بيد أن هناك العديد من القضايا الاستراتيجية التي فرضت نفسها على أجندة البيت الأبيض خلال الأشهر الماضية، مما عطل تحقيق التطلعات الأمريكية إزاء القارة السمراء، حتى أن الجولة التي كان وزير الخارجية الأمريكي يعتزم القيام بها في عدد من دول القارة، والتي كان من المفترض تنظيمها في أغسطس الماضي تأخرت حتى منتصف الشهر الجاري.
وفي هذا السياق، بدأ وزير الخارجية الأمريكي “أنطوني بلينكن”، في 17 نوفمبر الجاري، جولة خارجية إلى القارة الإفريقية تنتهي في 20 من الشهر ذاته، حيث تتضمن هذه الجولة ثلاث دول رئيسة، تتمثل في كينيا، نيجريا، والسنغال، ووفقا للتصريحات الأمريكية التي سبقت الجولة، يفترض ان ترتكز زيارات الوزير الأمريكي على ثلاثة موضوعات محورية، هي الأوضاع الأمنية المتدهورة في العديد من دول القارة الإفريقية، وملف دعم الديمقراطية، وأخيراً التغيرات المناخية والتداعيات المحتملة لها، بيد أن هناك دافع أخر غير معلن لهذه الجولة يرتبط بالنفوذ الروسي والصيني المتنامي في القارة السمراء، ومساعي واشنطن لإعادة بلورة استراتيجية أمريكية للتأكيد على استمرارية دورها القيادي وتواجدها الاستراتيجي في المنطقة، خاصةً في ظل تعثرات حلفاء واشنطن الأوروبيين – فرنسا بالأساس- في إدارة الأزمات الأمنية والسياسية في القارة.
كينيا والقرن الإفريقي المتأجج:
بدأ جولة وزير الخارجية الأمريكي عبر بوابة كينيا، حيث تمثل الأخيرة حليفاً استراتيجياً تقليدياً بالنسبة للولايات المتحدة، وقد زار الرئيس الكيني “أوهورو كينياتا” واشنطن في أكتوبر الماضي، وهي أول زيارة لزعيم أفريقي إلى البيت الأبيض منذ تولي “جو بايدن” للسلطة، حيث تحظى نيروبي بثقل نسبي في منطقة القرن الإفريقي، كما أنها عضو غير دائم في مجلس الأمن في دورته الحالية. وفي الواقع ترتكز زيارة “بلينكن” إلى كينيا ببحث ثلاثة ملفات رئيسة تتمثل فيما يلي:
(*) الانهيار المحتمل للدولة الإثيوبية: تأتي زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى كينيا في ظل تفاقم الحرب الأهلية الراهنة في إثيوبيا (جارة كينيا الشمالية)، مع وجود تقديرات أمريكية تشير إلى احتمالية انهيار الدولة في الفترة المقبلة، بعدما بات التحالف الذي يقوده التيجراي على بعد 80 كيلومتر فقط من دخول العاصمة أديس أبابا، والإصرار على تنحية “آبي أحمد” رئيس الوزراء كشرط رئيس لوقف القتال، وقد سبق زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى كينيا، زيارة أخرى قام بها الرئيس الكيني إلى أديس أبابا لبحث إمكانية تسوية الأزمة وتجنب انهيار الدولة، ويبدو أنه سيكون هناك زيارة أخرى للرئيس الكيني إلى إثيوبيا لبحث نتائج المباحثات التي تمخضت عنها زيارة “بلينكن”، فيما يبدو أن واشنطن تحاول الدفع بالرئيس “كينياتا” كوسيط بينها وبين الحكومة الإثيوبية.
وقد عمد وزير الخارجية الأمريكي إلى حث الأطراف الإثيوبية على وقف العنف، بعد الجلسة المغلقة التي عقدها مع الرئيس الكيني، والتي استمرت قرابة الساعة ونصف، إلا أن “بلينكن” خلال المؤتمر الذي عقده مع نظيرته الكينية “رايشيل أومامو” تجنب وصف الأحداث الراهنة في إثيوبيا باعتبارها “إبادة جماعية”، مستخدماً بدلاً من ذلك وصف “الهجمات الوحشية”، على الرغم من أن هناك بعض التقارير الدولية كانت قد أشارت إلى وجود بعض المسئولين داخل الخارجية الأمريكية يضغطون من أجل الإعلان عن الأحداث الراهنة باعتبارها “إبادة جماعية”، بيد أن “بلينكن” ألمح إلى أن الإدارة الأمريكية لا تزال تبحث الأمر، مشيراً إلى أنه بغض النظر عن التوصيف، غير ان الصراع لابد أن يتوقف، محذراً من وجود عقوبات محتملة للانتهاكات التي رصدتها الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية، كما أشار إلى القلق الأمريكي من التداعيات الخطيرة للأزمة الراهنة في إثيوبيا والتي سيكون لها انعكاسات على المنطقة ككل. وتجدر الإشارة إلى أن هناك مباحثات أمريكية- أوروبية كشفت عنها وكالة “بلومبيرج” والتي تدور حول فرض عقوبات على أديس أبابا.
وفي الواقع، بدأت مقدمات العقوبات الأمريكية على إثيوبيا من خلال الإعلان عن طرد أديس أبابا من “اتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة وإفريقيا”، فضلاً عن فرض عقوبات على إريتريا التي شاركت في الحرب على التيجراي، كذا، حذرت واشنطن من فرض عقوبات على الحكومة الإثيوبية وفي مقدمتها “آبي أحمد” رئيس الحكومة، وهو ما أثار غضب أديس أبابا، وزادت من حدة انتقاداتها لما اعتبرته تدخل أمريكي في شئونها الداخلية، وفي الأخير لم تسفر الجهود الدبلوماسية التي بذلها مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص إلى القرن الإفريقي “جيف فيلتمان” في التوصل إلى أي تسوية بين الأطراف المتصارعة في اثيوبيا، وهو الأمر ذاته بالنسبة لمحاولات مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية “سامانثا باور” والتي قامت بزيارة إلى أديس أبابا في أغسطس الماضي، وتجدر الإشارة هنا إلى أن الولايات المتحدة تعد أكبر مانع للمساعدات بالنسبة لإثيوبيا.
(*) التطورات الراهنة في السودان: بينما ارتكزت الجهود الأمريكية خلال الأشهر الأخيرة على الملف الأثيوبي المتعثر، ما لبث أن لاحت في الأفق معضلة جديدة في المنطقة، تمثلت في التطورات الأخيرة في السودان، والتي أثارت غضب الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، باعتبار أن هذه المتغيرات تهدد التجربة الديمقراطية الناشئة، خاصةً في ظل تصاعد وتيرة الاحتجاجات في البلاد.
حيث أعلنت الإدارة الأمريكية تجميد نحو 700 مليون دولار من المساعدات المباشرة التي كانت مخصصة للسودان، وعلى الرغم من فشل واشنطن حتى الآن في حلحلة التوتر الراهن في الخرطوم، حتى مع مساعيها الدبلوماسية عبر مبعوثتها “مولي في” التي عقدت اجتماعات مباشرة مع الأطراف المختلفة في السودان، بيد أن ثمة مؤثرات إيجابية بدأت تلوح في الأفق بشأن إمكانية الدخول في مباحثات بين مختلف الفصائل السودانية عبر الوساطة الأمريكية، خاصةً وأن زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى كينيا قد تزامنت مع زيارة أخرى لمساعدته للشئون الإفريقية “ماري كاثرين” إلى الخرطوم، حيث عقدت خلالها عدد من الاجتماعات بالأطراف المعنية في السودان، إلا أن المعطيات الراهنة لا تعكس ملامح تسوية في الأفق في ظل تمسك كل طرف برأيه.
وفعلياً، ثمة تخوفات أمريكية متنامية من التداعيات المحتملة للتطورات الراهنة في إثيوبيا والسودان على المنطقة ككل، في ظل حالة الهشاشة التي تتسم بها منطقة القرن الإفريقي، وهو ما قد يتمخض عنه أزمات أمنية وسياسية في السياق الإقليمي الأوسع، وفي إطار منطقة تمثل أهمية استراتيجية للولايات المتحدة والتجارة العالمية ككل، حيث تطل على البحر الأحمر.
(*) محاولة تجنب أفغانستان جديدة في الصومال: مثلت التطورات الراهنة في الصومال أحد الملفات الرئيسة التي تضمنتها مباحثات وزير الخارجية الأمريكي في زيارته إلى كينيا، في ظل الاضطرابات الأمنية والسياسية التي شهدتها مقديشيو خلال الفترة الأخيرة، فضلاً عن استمرار تعطيل إجراء الانتخابات حتى الآن، ويضاف لذلك معضلة أخرى تتعلق بمستقبل بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال “الأميصوم”، والتي تساهم فيها كينيا بقوات في مهام حفظ السلام، كما تعد الولايات المتحدة مانح رئيس في البعثة، وفي ظل رفض مقديشو تمديد مهام البعثة، فضلاً عن ضغوطات الممولين الأوروبيين في محاولة إيجاد بديل أكثر فاعلية للمهام المنوطة بالبعثة، لا يزال مستقبل الأميصوم غير واضح حتى الآن في ظل تعدد البدائل المطروحة بالفعل، إلى جانب تنامي القلق من الانتهاء غير المدروس لمهام البعثة، وهو ما قد يفتح المجال أمام حركة الشباب الإرهابية لإعادة بسط سيطرتها على المزيد من المناطق، في مشهد وصفته بعض التقارير باحتمالية تكرار أفغانستان جديدة في إفريقيا.
نيجريا بوابة إقليم غرب إفريقيا:
مثلت أبوجا المحطة الثانية في جولة وزير الخارجية الأمريكي، حيث تعد نيجريا بوابة غرب إفريقيا، وهي اكبر دول القارة من حيث عدد السكان، فضلاً عن كونها أكبر مصدر للنفط في القارة الإفريقية، لكنها في المقابل تشهد تنامياً ملحوظاً في نشاط الجماعات الإرهابية، وعمليات الخطف من قبل العصابات المسلحة.
وتأتي زيارة “بلينكن” إلى نيجريا في أعقاب تعليق الإدارة الأمريكية لعملية تسليم صفقة مروحيات كان من المفترض تسليمها لأبوجا، ومن ثم يبدو أن هذه الزيارة سوف تنطوي على بحث أبعاد الموقف الأمريكي بشأن هذه الصفقة، وفي محاولة لتحسين العلاقات بين البلدين، وقع وزير الخارجية الأمريكي مع نظيره النيجري “جيفري أونياما” على برنامج مساعدات للتنمية بحوالي 2.17 مليار دولار، كما ألمح “بلينكن” إلى الاتفاق مع الحكومة النيجرية على تعزيز الدعم الأمريكي العسكري والاستخباراتي لجهود أبوجا في مكافحة الإرهاب. فضلاً عن طرح مقاربة أمريكية جديدة بشأن العلاقات مع القارة الإفريقية ككل، خاصةً فيما يتعلق بأهمية قيم الديموقراطية في حلحلة الأزمات القائمة في القارة، في ظل موجة الانقلابات المتتالية التي شهدها القارة السمراء خلال الأشهر الأخيرة، مع وجود تقديرات تفيد باحتمالية ان تشهد القارة السمراء مزيداً من هذه الانقلابات في الفترات المقبلة.
من ناحية أخرى، تشهد منطقة غرب ووسط أفريقيا تصاعداً ملحوظاً في النشاط الإرهابي والهجمات المتكررة التي تنفذها الجماعات الأصولية التي باتت منتشرة بشكل واسع في هذه المنطقة، في المقابل هناك تراجعاً ملحوظاً في الدور الفرنسي الفاعل في هذه المنطقة، حيث فشلت باريس في التعاطي مع الأزمات الأمنية المتفاقمة في منطقة الساحل الإفريقي، في الوقت الذي تنامي فيه النفوذ والحضور الروسي في هذه المنطقة، بالدرجة التي باتت تهدد النفوذ الفرنسي بشكل مباشر، بل وتحويل هذه المنطقة لساحة تنافس جديدة بينها وبين الغرب.
وبالتالي تأتي زيارة “بلينكن” إلى نيجريا لتمثل مؤشر هام بشأن احتمالات تعزيز الانخراط الأمريكي في المنطقة خلال الفترة المقبلة، ودعم التواجد الفرنسي من خلال استراتيجية غربية مشتركة لقطع الطريق أمام تنامي النفوذ الروسي – وكذلك الصيني- هناك، وربما يدعم هذا الطرح الاجتماعات الدورية التي بات حلفاء واشنطن (بريطانيا وفرنسا واليابان) يعقدونها مع القوى الإفريقية المختلفة.
وفي هذا الإطار، أعلن وزير الخارجية الأمريكي “أنطوني بلينكن” خلال زيارته إلى أبوجا أن الرئيس الأمريكي “جو بايدن” يخطط لعقد قمة مع قادة الدول الإفريقية لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك، والتأكيد على الدعم الأمريكي المستمر للقارة السمراء، والتلويح إلى استمرار الالتزام الأمريكي بالشراكة مع الدول الأفريقية.
السنغال كنموذج للديمقراطية الإفريقية:
يختتم وزير الخارجية الأمريكي جولته الإفريقية من السنغال، حيث تمثل داكار أحد الديمقراطية المستقرة “نسبياً” في القارة السمراء، ومن ثم تحرص واشنطن على تعزيز التعاون معها باعتبارها نموذجاً يمكن تعميمه في القارة الإفريقية، ومن ناحية أخرى ترتبط هذه الزيارة ببحث أبعاد الرؤية الأمريكية تجاه القارة الإفريقية في إطار استعداد دكار لتولي رئاسة الاتحاد الإفريقي في الدورة المقبلة.
وفعلياً، تزامنت هذه التحركات الأمريكي في غرب أفريقيا بالخطوات السريعة التي تتخذها الصين لتعزيز حضورها وانخراطها في هذه المنطقة، فقد سبق زيارة “بلينكن” إلى السنغال زيارة أخري رفيعة المستوى من قبل مسئولين صينيين بهدف تعزيز التعاون مع الحكومة السنغالية.
استعادة الدور الأمريكي:
تأتي زيارة “بلينكن” قبل أسابيع من “قمة الدول الديمقراطية” التي سوف تستضيفها واشنطن، والتي سوف تحضرها كل من كينيا ونيجريا والسنغال، في إطار مساعي الإدارة الأمريكية تعزيز انخراطها في القارة الإفريقية. ومن بين الآليات التي بدأت الإدارة الأمريكية تعتمد عليها في تعزيز عودتها للقارة الإفريقية هو مساعيها لدعم قدرات دول القارة الإفريقية على إنتاج اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد Covid-19، بخلاف الصين التي تعمل على الترويج للقاحاتها في القارة، فضلاً عن محاولات الولايات المتحدة الحثيثة لتحذير الدول الإفريقية من الأهداف المبطنة للاستثمارات الصينية الكثيفة في القارة، إلا أنه لم تنجح حتى الآن في تحويل وجهة الدولة الإفريقية بعيداً عن الصين، بل على العكس، فقد شهدت حجم التجارة البينية بين بكين والدول الإفريقية زيادة غير مسبوقة خلال العام الحالي 2021، فقد بلغت تجارة الصين مع القارة الإفريقية منذ مطلع العام الجاري نحو 187 مليار دولار.
وتقليدياً، ظلت القارة الإفريقية بعيدة عن أولويات الإدارات الأمريكية المتعاقبة، فحتى في ظل بعض ملامح الاهتمام التي أظهرها بعض رؤساء البيت الأبيض، على غرار كلينتون وبوش الابن وأوباما، بيد أن هذا الاهتمام لم يكن سوى مبادرات متقطعة لا تعكس رؤية استراتيجية أمريكية طويلة المدى في القارة السمراء، وفي الواقع، باتت واشنطن تجني في الوقت الراهن تبعات هذا الفتور المتراكم في علاقاتها الإفريقية، بعدما أضحت القارة من ناحية بؤرة للجماعات الإرهابية الفارة من أماكن مختلفة حيث تجد في السيولة الأمنية في القارة بيئة خصبة لها، فضلاً عن تحول القارة إلى ساحة مشتعلة للتنافس الإقليمي والدولي، وتعدد الفاعلين المنخرطين في القارة، ومن ثم لم تعد عودة واشنطن للقارة بالأمر اليسير، خاصةً في ظل تعدد الملفات الإقليمية والدولية التي تمثل أولوية خاصة بالنسبة لها.
من ناحية أخرى، تسعى إدارة “جو بايدن” لإظهار مدى اختلافها عن الإدارة السابقة للرئيس “دونالد ترامب” بشأن الاهتمام بالقارة الإفريقية، وكذلك الأمر بالنسبة للاهتمام بملف المناخ، خاصةً وأن هذه الجولة الإفريقية تأتي مباشرة في أعقاب قمة التغير المناخي “كوب 26” في جلاسكو، وقد تضمنت هذه القمة دعوة من قبل الدول الأشد فقراً إلى الدول المتقدمة بضرورة تقديم كافة أشكال الدعم لمواجهة الانعكاسات الخطيرة لهذا الملف.
وفي النهاية، على الرغم من الدلالة الهامة التي تعكسها جولة وزير الخارجية الأمريكي إلى القارة الإفريقية، إلا أنها حتى الآن لم تتجاوز حاجز المبادرات الأمريكية التي اعتادت واشنطن اتخاذها على فترات متقطعة إزاء القارة السمراء، لكنها لا تعبر بشكل واضح عن استراتيجية حقيقية ذات خطوات محددة لعودة الدور الأمريكي في القارة، من ناحية أخري، تعكس المعطيات الراهنة عدم فاعلية الأدوات الأمريكية في التعاطي مع القضايا المتشابكة والمعقدة التي تعاني منها دول القارة، وربما انعكس هذا الأمر في التصعيد الأخير في السودان الذي تزامن مع تواجد “بلينكن” في كينيا، وهو الأمر ذاته بالنسبة لاستمرار الأطراف الإثيوبية في التصعيد العسكري، وعدم إذعان “آبي أحمد” – المحسوب على الغرب- للمطالبات الأمريكية المتكررة بوقف المواجهات المسلحة.
كما أن التحركات الأمريكية الراهنة في القارة الإفريقية ترتبط بالأساس بالتنافس الدولي الراهن بين القوى العظمي، في إطار الحرب الباردة الجديدة بين الولايات المتحدة وحلفائها من ناحية، والصين –وبدرجة أقل روسيا- من ناحية أخرى، ومن ثم فالأمر لا يتعلق بمساعي حقيقية لتعزيز التعاون الأمريكي- الإفريقي، وإنما بمحاولة الترويج لعودة الدور القيادي الأمريكي كلاعب رئيس في الملفات الإقليمية والدولية، وكمدافع عن الديمقراطية.