العلاقة بين تجديد الخطاب الديني والتراث.. في “مساحات فكرية”
فتح حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي المتكرر في أكثر من مؤتمر عن تجديد الخطاب الديني وحرية الاعتقاد من منطلق ضرورة احترام أديان الآخرين وسماحة الدين الإسلامي- المجال أمام مراكز الفكر والدراسات في البحث والتحليل عن المفاهيم المغلوطة وسموم التراثيين، وهو ما جعل برنامج دراسات التطرف والإرهاب بمركز رع للدراسات يأخذ المبادرة في هذا الشأن، ويطلق دورية إلكترونية متخصصة “مساحات فكرية” لقراءة وتفسير كافة المفاهيم المغلوطة عند الجماعات المنتسبة للإسلام، والتي تستند عليها كثير من هذه الجماعات لتبرير عنفها ودمويتها.
وسوف يسعى العدد الأول من “مساحات فكرية” مع المفكر العربي على محمد الشرفاء، إلى التوصل للتعريف الأقرب للدقة والصحة لبعض من هذه المفاهيم في الإسلام، وما هي الحدود الشرعية لها وحدود تطبيقها والضوابط الحاكمة لهذا التطبيق.
وسنحلل في ضوء ماسبق فهم الحركات المنتسبة للإسلام لهذه المفاهيم، ومدى انحرافها عن معناها الأصلي، وحدود الاختلاف فيما بينها حولها. كذلك سنتعرض لنماذج وأمثلة من استخدام تلك الجماعات لهذه المفاهيم في اللجوء إلى القوة والعنف وسعيها لإسقاط النظم السياسية والاستيلاء على الحكم.
وسيتطرق العدد الأول من “الدورية” إلى أهم العوامل التي ساعدت على انحراف هذه المفاهيم عند الجماعات المتطرفة، حيث اقترنت بالعنف والترهيب والأهداف السياسية. وهو ما تطلب من “مساحات فكرية” عبر عددها الأول عرض أبرز تفسيرات وأدبيات هذه الجماعات التي انحرفت بهذه المفاهيم عن معناها الأصلي. بل وقد حاولت “الدورية” عبر كاتبات المفكر على محمد الشرفاء، الوصول لبعض الاقتراحات لإعادة تلك المفاهيم المغلوطة لمعناها الأصلي بعيداً عن انحرافات جماعات العنف والدم.
وبالتالي، يمكن التأكيد على أن هذه الدورية الإلكترونية التي يصدرها برنامج التطرف والإرهاب بمركز رع للدراسات، ستتناول في أعداها المقبلة وتعرض عبر صفحاتها في كل مرة، قضية فكرية جدلية تتطلب الغوص في ثناياها بالتفكير والتحلل سواء عبر مفكر واحد أو مفكرين أو مجموعة من المفكرين، يلتقون عبر سطورها إما متفقين أو مختلفين في الرؤية حول معالجة تلك القضية وتحديد مسار سليم وصحيح لها، وذلك لتجنب استخدامها في رشح مزيد من الدماء التي تُسيلها الجماعات المتطرفة من خلال أفكار التراثيين.
وعلى ما سبق، يمكن الإشارة هنا إلى أن العدد الأول من “مساحات فكرية” يواجه أصحاب الروايات المسمومة وأدوار الجماعات المتطرفة وبعض المفكرين التراثيين الذين يلعبون دوراً في تزييف الوعي الديني. وتُقسم الدورية إلى ثلاثة أقسام يغوص فيهم المفكر “الشرفاء” لكشف أكاذيب وزيف الجماعات المتطرفة وأصحاب التراث بالحجة والدليل، ففي القسم الأول يعرض العدد اشتباك فكري بين الكاتب وأصحاب الروايات المسمومة، وفي القسم الثاني تعرض الدورية صفحات الدم الموجودة في كتب التراث والكتب التي تستند عليها الجماعات المتطرفة في إسالة دماء الأبرياء، أما القسم الثالث فيفتح مساحة لكشف أكاذيب التنظيمات المتطرفة وفضحها سواء التي وصلت إلى السلطة وسقطت في بعض البلاد العربية أو التي مازالت باقية بشكل غير مباشرة في الحكم والآن تقاومها الشعوب.
لتحميل العدد الأول من “مساحات فكرية اضغط هنا: مساحات فكرية