الإسلام فوبيا في الغرب
من الطبيعي جدًا أن لا يطمئن الغرب للمسلمين؛ بل ويشعر بالخوف تجاههم؛ فالغرب لا زال يتذكر جحافل خيولهم -قبل أكثر من ألف عام- وهي تدك حصونهم، وتقتل رجالهم وتسبي نساءهم، حاملة شعار الإسلام في مخادعة واضحة وجلية لله وللأنفس والناس..
ليس ثمة من يمكن أن ينسى ما ارتُكب من جرائم إنسانية باسم الإسلام وتحت يافطة (الفتوح الإسلامية) والتي لم تكن في حقيقتها غير حملات توسعية أشد جرمًا من الحملات الصليبية اللاحقة.
ذكريات دامية عند الغرب:
لا يزال الأوروبيون يستذكرون قساوة المحتل في جزر إسبانيا، لا يزالون يذكرون تعطش حملة تلك الرايات للدماء في معركة (بواتييه) أو (بلاط الشهداء) على تخوم فرنسا..
وكذلك توسع الإمبراطورية العثمانية الذي احتوى ثلاثة أرباع أوروبا، والذي تم على أنهر من الدم والنهب والسرقة.
إن التاريخ يكاد يتكرر اليوم عبر عصابات الإرهابيين والمتطرفين والتي لم تدخر جهدًا في هدم الحضارة الغربية، بل والإنسانية عمومًا؛ من خلال كل أشكال العنف والجريمة؛ وهو ما حفّز الذاكرة الأوروبية -والغربية عمومًا- على استرجاع ذلك التاريخ الأسود الذي عانت منه تلك الأمة كل الويلات والخراب والدمار.
إن الأوروبيين اليوم حين يواجهون هذه المجموعات الشريرة، التي جاءت لتحارب حضارتهم وتفجر مدنهم وتقتل الأبرياء، حاملة نفس الشعار الذي غُزوا به من قبل (لا إله إلا الله محمد رسول الله) يسترجعون ذلك التاريخ، وما مثله لهم من نهب وتدمير وخراب..
عصابات الإرهاب:
إنهم يستعيدون صورة تلك العصابة العثمانية الساعية في الأرض فسادًا وخرابًا ودمارًا.
لذلك طبيعي جدًا أن ينزعجوا ويستشعروا الخطر، خصوصًا أن هذه العصابات (القاعدة وداعش وبوكو حرام) تمولها وتدعمها دول ما بين الضالع تاريخيًا في تلك الممارسات (مثل تركيا) وما بين الممجد والمبرر لها (مثل قطر) وهذا الموقف الأوروبي مفهوم كثيرًا؛ إذ كيف بهم أن يقفوا موقف المتفرج من هذه العصابات وهم شاهدوا بأعينهم كيف دمرت تلك العصابات بلدانهم وأحرقت الأخضر واليابس بها؟!.
لكن المحير في الأمر هو، أي إسلام يؤمن به أولئك المجرمون؟!، والله حرم عليهم العدوان فى قوله سبحانه “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ”(المائدة2) وهذا الأمر ليس موجهًا للمسلمين فقط، إنما هو موجه لكل الناس دون استثناء
فمن حق الأوروبيين -أقولها كلمة حق- أن يرتابوا من المسلمين الذين صنفوا أنفسهم يمثلون الإسلام، ولابد من فضحهم وكشفهم، لأنهم يدمرون البشرية أولًا، ويشوهون صورة الرحمة والعدل والحرية وحقوق الإنسان فى الإسلام من دعوة للسلام والإحسان وتحريم الظلم والتعامل مع كل البشر بالكلمة الطيبة والتسامح والحسنى، فلا ينبغي لنا كمسلمين أن تأخذنا العزة بالإثم.
لقد أجرم المسلمون في الماضي ويعود بعضهم اليوم ليرتكب نفس الحرائق البشعة التي نهى الله عنها، حيث حرم الاعتداء على الناس وعلى أملاكهم وحياتهم، وأمرنا بإعمار الأرض وزرع المحبة والسلام عليها.