ضغوط متراكمة: لماذا تتزايد مخاطر التغيرات المناخية في العالم؟
تتوالى الأخبار يوما بعد يوم، وربما لحظة بعد أخرى عن اضطراب في الظروف المناخية على غير المعتاد في مناطق كثيرة من العالم، ما بين حرائق هنا، وأمطار غزيرة وفيضانات هناك، ظواهر مناخية خطيرة تجتاح الكثير من الدول شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، في تغير سريع ومتعاقب للمناخ لم نشهد مثله منذ عقود، فرغم أن حرائق الغابات والأمطار والفيضانات ليست بالحَدَث الجديد، إلا أن ما يصاحبها من قوة تدميرة، وخسائر مادية جسيمة، ربما لم نشهد له مثيل، فهل هناك تفسيرا علميا لهذه التغيرات المناخية العنيفة؟ وكيف يمكن مواجهة أخطارها في المستقبل؟ هذا ما تحاول هذا التحليل الإجابة عنه في السطور التالية.
تغيرات مثيرة للانتباه:
قد يكون من المألوف مشاهدة الظواهر الطبيعية على مدار العام؛ سواء الأمطار الموسمية أو الفيضانات والسيول والأعاصير، وحتى حرائق الغابات، لكن ما نشهده هذه الأيام من ظواهر تشهدها عدة بلدان من العالم، مثل ألمانيا وبلجيكا وسويسرا، وانجلترا وتركيا والصين وغيرها، يمثل ظواهر مناخية غير معتادة في قوتها وعنفها، حتى أن الأمطار والفيضانات والسيول الجارفة في بعض الدول، أدت إلى انهيار السدود، وحولت الشوارع إلى أنهار، وأحدثت انهيارات أرضية، وعطلت المرافق والخدمات، وجعلت من الصعب على السلطات وفرق الإنقاذ السيطرة على تلك الأوضاع الكارثية الخطيرة.
ومن المثير للانتباه مشاهدة فيضانات هنا وحرائق هناك، ففي دول مثل روسيا وكندا والولايات المتحدة تندلع حرائق واسعة، وحتى في سيبيريا المعروفة بالثلوج والبرودة الشديدة، تشهد حرائق عديدة، أيضا دول وسط أفريقيا والمعروفة بمناخها شديد الحرارة، تشهد حاليا انخفاض حاد في درجات الحرارة وصلت إلى معدلات تحت الصفر، وفي الجزيرة العربية، هناك تساقط للثلوج في عدة مناطق، فضلا عن الأمطار الغزيرة وأعاصير ورياح شديدة.
وقد أدت هذه الظواهر غير المعتادة إلى وقوع خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، وبمرور الوقت تتزايد أعداد الضحايا، ما بين مئات القتلى والمفقودين، ومئات الآلاف وربما الملايين من المهجرين والنازحين، فضلا عن أرقام ضخمة من الخسائر المادية التي تتعدى مئات المليارات وربما ترليونات الدولارات، لا سيما إذا استمرت وقتا أطول، وهو ما دفع الكثيرون للتساؤل عن أسباب تلك الظواهر المفاجئة التي اجتاحت كثير من دول العالم؟.
عوامل وأسباب:
بحسب علماء المناخ، هناك العديد من العوامل التي تتسبب في حدوث الظواهر الطبيعية من أمطار غزيرة وفيضانات وسيول وأعاصير، وكذلك الحرائق وموجات الجفاف، ولكن أغلب هذه الظواهر يعود إلى التغيرات المناخية – وإن كان ذلك ليس على وجه اليقين- لا سيما وأن الظواهر المناخية القصوى أصبحت أكثر تواترا وتسارعا وأكثر احتمالا.
وتعني التغيرات المناخية، تغير واضطراب في الظروف المناخية المعتادة كالحرارة، واتجاه الرياح، ومنسوب تساقط الأمطار لكل منطقة من مناطق الأرض، ومن أهم أسباب هذه التغيرات المناخية ما يلي:
(*) الاحتباس الحراري، وهو ارتفاع درجة حرارة غلاف الكرة الأرضية نتيجة انبعاث الغازات الدفيئة (ثاني أكسيد الكربون وأكسيد النيتروجين وغيرهما)، حيث يؤدي استمرار انبعاث الغازات الدفيئة إلى اتساع ثقب الأوزون، وارتفاع درجات الحرارة وحدوث كوارث طبيعية كالحرائق، والفيضانات، والأعاصير، وذوبان الجليد، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى البحـار والمحيطات، وتسرب المياه المالحة إلى موارد المياه العذبة، التي لن تكون صالحة للشرب أو الزراعة، كما يمكن أن يؤثر بالفعل في كثير من النظم الفيزيائية والإحيائية مما يترتب عليه حالات من الفيضان ونوبات من الجفاف الشديد نتيجة نقص الأمطار، واندلاع حرائق الغابات على مساحات واسعة، مثلما حدث في ولاية تكساس الأمريكية عام 2011، عندما أحرقت حوالي 4 ملايين فدان.
(*) ارتفاع درجات الحرارة، تشير هيئة المناخ التابعة للأمم المتحدة إلى أن درجات الحرارة وصلت عام 2016 إلى (130) درجة فهرنهايت -ربما هي أعلى نسبة موثقة على الأرض مطلقا- وترى أنه من المحتمل زيادة حدوث ظواهر مناخية قصوى بسبب الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، وخلصت دراسة حديثة أجرتها جامعة “يونيفر سيتي كولدج” البريطانية، ونشرت نتائجها مجلة “ذي كريوسفير” إلى أن ارتفاع درجات الحرارة أدى إلى تقلص الجليد في المناطق الساحلية الرئيسية في القطب الشمالي بنسبة تراوح بين 70% إلى 100% أكثر من المعدل المتعارف عليه حاليا، مما يزيد مستويات مياه المحيطات والذي يؤدي إلى فقدان الساحل والأراضي الرطبة الساحلية، ويعزز المخاوف بشأن تداعيات استمرار ارتفاع درجات الحرارة والجفاف وغيرها من الظواهر الجوية القاسية، والتي لها آثار مدمرة على الزراعة وإمدادات المياه العذبة.
(*) الأمطار الحمضية، تتحد الانبعاثات المنبعثة من محطات الطاقة التي تعمل بالوقود الأحفوري مع الرطوبة في الهواء، والنتيجة هي هطول الأمطار مع نسبة عالية من الحمض، حيث تظهر الأدلة الموثقة الأضرار المادية للأشجار، والحياة النباتية الأخرى، إذ تؤدي الأمطار الحمضية إلى تلوث المياه والتربة معا، ووفقًا للدراسات التي أجرتها الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، يعتقد العلماء أن التلوث وزيادة نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو، تمثل سبب أساسي للتغير المناخي، وينتج عنها آثار معقدة للغاية.
أيضا لا يمكن تجاهل عبث الإنسان بالطبيعة، وانتشار الفساد في الأرض، فاستنادا إلى قول الله تعالى في سورة الروم: « ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ”، قد تكون هذه الظواهر الطبيعية إشارات من الله يرسلها إلى من طغوا وتجبروا وغيروا خلق الله، للكف عن عبثهم وظلمهم وفسادهم؛ الذي ملأ الأرض طولا وعرضا، لعل الناس ترتدع عن ما تفعله!!.
تأثيرات التغيرات المناخية:
من الملاحظ أن قضية التغيّرات المناخية تحوز الكثير من الاهتمام في السنوات الأخيرة، وتحولت لواحدة من أبرز الأسباب وراء الخلافات بين الدول وربما أحد أهم أسباب اندلاع الصراعات، إذ أصبحت تداعيات تغير المناخ حقيقة ملموسة في كل مكان، وتؤثر بشكل مباشر على كافة مناحي الحياة، ولا تقف تأثيراتها على الأحوال الجوية والمناخية فحسب، بل إن آثارها تمتد إلى كل شيء حولنا، منها على سبيل المثال ما يلي:
(&) النظم البيئية: يحد التغير المناخي من التنوع البيولوجي، ويؤدي أحيانا إلى انقراض بعض أنواع الكائنات الحية، إذ يجعل من الصعب على العديد منها البقاء على قيد الحياة، إضافة إلى أنها تساعد في نمو كائنات أخرى ضارة بالإنسان، كما يتسبب التغير العنيف الذي يحدثه البشر في الطبيعة عمدا؛ في بث كميات ضخمة من الملوثات في الغلاف الجوي للأرض، وتغيير الطبيعة بالدرجة التي أصبحت تمثل تهديدا مباشرا للوجود البشري ذاته.
(&) النظم المائية: يتوقع تعرض إمدادات المياه العذبة لاضطراب شديد، يؤدي إلى تراجع إنتاج المحاصيل الزراعية التي تعتمد على مياه الأمطار، خاصة في جميع أنحاء أفريقيا جنوب الصحراء، إضافة إلى أنه في الوقت الذي يعاني فيه أكثر من نصف سكان العالم من انعدام الأمن المائي، وبحسب قول مديرة الصحة العامة والبيئة في منظمة الصحة العالمية “ماريا نايرا” إن مشكلة “المياه هي إحدى القضايا التي سيقوم جيلنا بمواجهتها في وقت قريب جدا، وسيكون هناك نزوح وهجرة جماعية”.
(&) النظم الزراعية: يؤدي الارتفاع الكبير في درجات الحرارة إلى الجفاف الشديد، وكذلك سقوط الأمطار الغزيرة لفترات طويلة من الوقت، إلى تلف العديد من المحاصيل الزراعية، كما أن يحول دون زراعة أصناف متعددة من المحاصيل الزراعية الضرورية لحياة الإنسان، وبحسب تقرير أعدته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، من المتوقع أن تضر الظواهر المناخية القصوى بإنتاج القمح في الكثير من مناطق العلم، فيما سيؤدي تراجع المحاصيل وتزايد الطلب على الوقود الحيوي والغابات التي تمتص ثاني أكسيد الكربون إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بحلول العام 2050 بحوالي الثلث، ما سيدفع بـ 183 مليون شخص إضافي من ذوي الدخل المحدود إلى حافة المجاعة المزمنة.
(&) النظم الحضرية: يؤثر تغير المناخ على الأنظمة الحضرية، من خلال ما يتسبب به من ظواهر مناخية عنيفة، تحدث دمار كبير للبنية التحتية وتعطيل حركة النقل والمواصلات، وقد تصيب حركة الناس بالشلل التام، مما يؤثر بشكل عام على نمط الحياة المعتادة للناس، وعائقا كبيرا أمام ممارسة حياتهم بصورة طبيعية، وأحيانا ما تؤدي إلى حركة نزوح كبيرة من مناطق الكوارث إلى مناطق أكثر أمنا.
(&) النظم الصناعية والاقتصادية: إذ تؤثر التغيرات المناخية -خاصة إذا كانت عنيفة أو مستمرة لأوقات غير معتادة-على مصادر الحصول على الطاقة وعمليات الإمداد والتمويل نتيجة توقف حركة النقل والمواصلات، والذي يؤثر بدوره في عمليات التصنيع وتوقف حركة الإنتاج والتوزيع، الأمر الذي يعيق عمليات التنمية، ونمو الكثير من اقتصادات الدول.
(&) النظم الصحية: تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن ارتفاع مستوى المياه بسبب التغير المناخي قد يكون سببا في تكاثر حيوانات أخرى ناقلة للفيروسات والبكتيريا، إذ أن بعض المناطق ستغرق بالمياه، وركودها سيكون سببا في تكاثر البكتيريا، خاصة في المناطق التي تكون معالجة المياه فيها سيئة، كما سيكون سببا في انتشار حمى المياه، وقد يؤدي تغير المناخ بين عامي 2030 و2050، إلى ارتفاع أعداد الوفيات بـ250.000 حالة إضافية سنويا، بما في ذلك 38000 من كبار السن بسبب تعرضهم لحرارة الشمس، إضافة إلى 48000 شخص سيتوفون بسبب الإسهال والملاريا، في حين يتوقع وفاة ما بين 60000 إلى 9500، من الأطفال بسبب سوء التغذية، فضلا عن أن زيادة الأمراض، ستعمل على إنهاك الأنظمة الصحية بشكل أكبر ولفترة أطول بكثير، وارتفاع التكاليف العلاجية.
لا شك أن التأثيرات العديدة التي يمكن مشاهدتها بالفعل في كل مكان، والناتجة عن الكوارث الطبيعية المتعلقة بالتغيرات المناخية، وعبث الإنسان، تفضي إلى الكثير من التداعيات السلبية على مجمل جوانب الحياة وإن بطرق مختلفة، وقد حذرت “ماريا نايرا”، مديرة الصحة العامة والبيئة بمنظمة الصحة العالمية، من أن الركائز التي تعتمد عليها استدامة أسس صحة الإنسان، من الطعام والمياه والمأوى، باتت ضعيفة للغاية وعلى وشك الانهيار، الأمر الذي دفع “أنطونيو غوتيريش” الأمين العام للأمم المتحدة، وخلال كلمته أمام المؤتمر الأممي لتغير المناخ في كاتوفيتسا ببولندا، في ديسمبر 2018، إلى القول:
“نحن في ورطة كبيرة، وبالنسبة للكثير من الشعوب والدول، يعد تغير المناخ مسألة حياة أو موت، من الصعب المبالغة في وصف مدى إلحاح وضعنا، حتى ونحن نرى الفوضى التي تحدثها الآثار المدمرة لتغير المناخ بأنحاء العالم، ما زلنا لا نفعل ما يكفي ولا نتحرك بالسرعة الكافية لمنع الآثار المناخية الكارثية والتي لا يمكن عكس مسارها، ولا نفعل ما يكفي للاستفادة من الفرص الاجتماعية والاقتصادية والبيئية الهائلة للعمل المناخي.”
إن التأثيرات التغيرات المناخية شديدة الخطورة، والتي تطال مجالات الحياة المختلفة، تدفع إلى البحث عن حلول عاجلة وطارئة، فكم يمكن أن يتحمل الناس من وقت أثناء مثل تلك الأزمات؟ وهل هناك استعداد مسبق لمواجهتها؟ فما نشاهده كل يوم من أوضاع مأساوية تخلفها الظواهر الطبيعية؛ تدفع إلى التفكير جيدا فيما يتوقع حدوثه في المستقبل، وكيف يمكن التكيف مع تلك التغيرات المناخية العنيفة وتداعياتها الجسيمة؟!
هل يمكن المواجهة؟:
تعد التغيرات المناخية الخطيرة من أهم التحديات التي تواجه الدول والحكومات في المستقبل، خاصة وأن الاستعدادات الحالية لمواجهة تداعياتها قد لا تكون كافية، بالإضافة إلى ذلك، هناك نقص كبير في الوعي العام بأخطار الظواهر المناخية غير المعتادة والطارئة، كما أن مظاهر القلق باتت واضحة لدى العديد من الأشخاص حول العالم إزاء استمرار تداعي هذه الظاهرة وبهذه الصورة.
وقد قادت الأمم المتحدة الجهود الدولية لمواجهة التغيرات المناخية منذ عقود، فعقدت العشرات من المؤتمرات الدولية الخاصة بتلك القضية، ويعد اتفاق “باريس للمناخ 2015″، أهم انجازات تلك الجهود، إذ أنه يمثل اتفاقا دوليا غير مسبوق للتصدي للاحتباس الحراري، والذي تعهدت فيه 195 دولة وقعت عليه، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية، باتخاذ جملة من الإجراءات والقرارات المتعلقة بالمناخ، للتصدي للاحتباس الحراري، ومن أهم ما تضمنه هذا الاتفاق ما يلي:
- وضع إطار عمل شفاف لتعزيز الثقة بين الدول بشأن قيام كل منها بدور في معالجة تغير المناخ، إذ يتعين أن تكون الدول المتقدمة “في الطليعة في مستوى اعتماد أهداف خفض الانبعاثات”، في حين يتعين على الدول النامية “مواصلة تحسين جهودها” في التصدي للاحتباس الحراري “في ضوء أوضاعها الوطنية”.
- العمل على حصر ارتفاع درجة حرارة الأرض وإبقائها “دون درجتين مئويتين”، قياسا بعصر ما قبل الثورة الصناعية، وبـ “متابعة الجهود لوقف ارتفاع الحرارة عند 1,5 درجة مئوية”.
- العمل على تقليص انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 45% بحلول 2030 مقارنة بمعدلات عام 2010، ولتصبح صفرا بحلول 2050.
- القيام باستثمارات كبيرة لتطوير تقنيات الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وحرارة الأرض الجوفية، والطاقة المتجددة والارتقاء بها، لتوفير ما يتراوح بين نصف وثلثي الاحتياجات الأساسية للعالم من الطاقة بحلول 2050، مع تقليص استخدام الوقود الأحفوري.
- وضع آلية مراجعة كل خمس سنوات للتعهدات الوطنية التي تبقى اختيارية، وستجري أول مراجعة إجبارية في 2025 ويتعين أن تشهد “إحراز تقدم”.
لقد حذر “غوتيريش” الأمين العام للأمم المتحدة، من أن الفشل في مواجهة التغيرات المناخية معناه، سيتواصل ذوبان المنطقة القطبية الشمالية والقطب الجنوبي، وستبيّض الشعاب المرجانية ثم تموت، وسيرتفع مستوى المحيطات، وسيلقى مزيد من الناس حتفهم بسبب تلوث الهواء، وستعاني نسبة كبيرة من البشرية من ندرة المياه، وسترتفع بشكل حاد تكلفة الكوارث”.
وبالتالي من الأهمية معالجة أسباب التغيرات المناخية المسببة لتلك الظواهر العنيفة، التي باتت تهدد الجميع دون استثناء، ومن العوامل المساعدة على مواجهة تحدياتها الخطيرة ما يلي:
- الحاجة إلى توافر الإرادة السياسية الدولية، وتحرك جميع دول العالم لاستكمال الجهود المبذولة من أجل التخفيف من وطأة عواقبها المحتملة، والتي لم تعد قاصرة على مناطق بعينها.
- تعزيز التعاون المشترك، وتبادل المعلومات والخبرات بين الدول وبعضها البعض لمواجهة هذه التحديات، فليس هناك دولة بمنأى عن التداعيات والتأثيرات السلبية، كما أن تكاليف الأضرار الناجمة عنها، ربما تعجز دولة بمفردها عن تحملها.
- أهمية وضع استراتيجيات -محلية ودولية- متطورة لمواجهة ما يمكن أن يطرأ من تلك الظواهر، والاستعداد المسبق على كل المستويات، حتى يمكن التقليل من حجم الخسائر المحتملة في المستقبل، والتي قد لا يمكن تحمل عواقبها الوخيمة.
- دعم مراكز الأبحاث الخاصة بدراسة التغيرات المناخية، والسعي إلى زيادة الاستثمار في التكنولوجيات النظيفة والطاقة المتجددة.
- تطوير نظم الإنذار المبكر للتحذير من التغيرات المناخية بوقت كافي، والعمل على زيادة الوعي العام بأخطار هذه التغيرات الطارئة.
وانطلاقا من ذلك فإن التخطيط لمواجهة الكوارث الطبيعية بات ضرورة حتمية، في ظل ما نشهده من تغيرات فجائية، تخلف عواقب كارثية، إذ تؤكد كل الشواهد من حولنا أنه لا يوجد مكان علي وجه الأرض بعيدا عن تداعيات تلك التغيرات المناخية.
بالنهاية، يمكن القول ‘ن التعامل مع التغيرات المناخية لابد أن يأخذ حجما أكبر من الجدية، على المستويات كافة – الدولية والمحلية، والعامة والشخصية- فقد باتت الأخطار أقرب إلينا من أي وقت مضى، وبالتالي من الأهمية أن يكون لدى الدول والحكومات والشعوب والأفراد؛ المهارات اللازمة للتعامل مع التغيرات المناخية الطارئة، وتوخي الحذر بشكل مستمر، فإذا كنا نشهد اليوم أمطار غزيرة وفيضانات تجتاح الكثير من مناطق العالم؟، من المحتمل تشهد تلك المناطق في المستقبل حالة من الجفاف وشح المياه، فكيف يمكن مواجهة مثل هكذا حالة؟، وهل الحكومات قادرة عل مواجهة مثل هذه التحديات؟ لعل الاستعداد من الآن أفضل من الإبقاء على وضع الانتظار!!.
جهد رائع من الباحث ومقال وافي لكل أبعاد مشكلة التغيرات المناخية وتأثيراتها علي كافة المجالات الصحية والاقتصادية .