كيف تغير وضع الشباب بعد 7 سنوات من تولى “السيسى” رئاسة الجمهورية؟
منذ تولى الرئيس “عبد الفتاح السيسى” فترة رئاسته الأولى للجمهورية يونيو 2014، حدث تغير كلى في وضع الشباب داخل المجتمع المصري، تمثل في تحسين مكانتهم السياسية داخل مؤسسات الدولة الرسمية، وتزايد دورهم الاجتماعي من خلال رئاستهم للعديد من مؤسسات المجتمع الأهلي، هذا بالإضافة إلى أن أغلب التشريعات الصادرة منذ التاريخ المذكور حرصت على تضمين تمكينهم في كل نواحي الحياة.
وينبع اهتمام الدولة بالشباب خلال هذه الفترة من إدراكها بتغير تركيبة المجتمع وتوسع النخبة الشبابية فيه، خاصة في ظل تزايد عدد سكان مصر من الشباب والذين يشكلون 26.8% من إجمالي سكان مصر وفقاً لنتائج تعداد السكان عام 2017، والنسبة الأكبر من المشاركين فى القوة العاملة 34.9% فى الربع الثالث للعام 2020. وتأسيسا على ما سبق، سيتم فيما يلى تحليل ورصد الوضع الديموجرافى للشباب في مصر وأبرز الجهود الحكومية المبذولة للنهوض بالشباب، بالإضافة إلى ملامح ومؤشرات تمكين الشباب فى مصر خلال السنوات الأخيرة.
الوضع الديموجرافى للشباب في مصر:
يشكل الشباب ما يقرب من ثلثى سكان مصر، حيث يمثل السكان في الفئة العمرية (15-29)، وهى فئة الشباب، 26.8% من إجمالي السكان- أى يبلغ عددهم نحو 25.4 مليون نسمة؛ ويشكل الشباب من الإناث النسبة الأكبر من إجمالي سكان مصر 27.1% أما الذكور 26.6%، نظراً لارتفاع عدد الإناث فى الفئة العمرية (25-29) مقارنة بالذكور فى تلك الفئة.
المصدر: إعداد الباحثة، بالاعتماد على إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء-تعداد السكان 2017
المصدر: إعداد الباحثة، بالاعتماد على إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء- تعداد 2017
وبالنظر إلى التوزيع الجغرافى للشباب وفقاً للريف والحضر، نجد أن النسبة الأكبر للشباب تتركز فى الريف والذين تبلغ نسبتهم نحو 57.4% أما الحضر فتبلغ نسبة الشباب به 42.6%.
المصدر: إعداد الباحثة، بالاعتماد على إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء-تعداد 2017
أما عن توزيع الشباب وفقاً للمحافظات، فتُعد محافظة القاهرة هى المحافظة التى تستحوذ على النسبة الأكبر من إجمالي الشباب، يليها محافظة الجيزة، الشرقية، الدقهلية، البحيرة. فى حين تُعد محافظة جنوب سيناء هى أقل المحافظات، يليها محافظة الوادى الجديد، مطروح، شمال سيناء.
المصدر: إعداد الباحثة، بالاعتماد على إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء-تعداد 2017
وبالنظر إلى مساهمة الشباب فى القوة العاملة بمصر، نجد أن الشباب فى الفئة العمرية (15-29) سنة قد شكلوا 34.9% من إجمالي القوة العاملة فى الربع الثالث للعام 2020، وفى المقابل بلغ معدل البطالة بين الشباب فى هذه الفترة 13.8%.
المصدر: إعداد الباحثة، بالاعتماد على إحصائيات بحث القوة العاملة
جهود وسياسات غير مسبوقة:
أولت الحكومة المصرية بقيادة برئاسة الرئيس ” عبد الفتاح السيسى” اهتماماً واضحاً بالشباب وخلق قنوات اتصال بين الشباب والحكومة وفتح آفاق بينه وبين شباب العالم خلال الحكومة المصرية، ومن أبرز تلك الجهود ما يلى:
(*) إطلاق البرنامج الرئاسى لتاهيل الشباب للقيادة (PLP): تم إطلاق البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة عام 2015 بتكليف من الرئيس ” السيسى”، والذى يتبع رئاسة الجمهورية، ويهدف إلى تأهيل الشباب للقيادة من خلال إنشاء قاعدة قوية وغنية من الكفاءات الشبابية كى تكون مؤهلة للعمل السياسى والإدارى.
(*) إعلان عام 2016 عاماً للشباب: ففى خلال مشاركة الرئيس “السيسى” فى الاحتفال بيوم الشباب المصرى فى يناير 2016، تم إعلان 2016 عاماً للشباب المصري، حيث ضم هذا العام إطلاق العديد من المشروعات والبرامج التي تستهدف الشباب في مختلف المجالات .
(*) خلق قنوات اتصال بين القيادة السياسية والشباب المصرى واستحداث جائزة الإبداع للشباب: من خلال المؤتمرات الوطنية للشباب، والتى تنعقد كل عام فى محافظة جديدة غير التى سبقتها، وتم استحداث جائزة الإبداع للشباب فى تلك المؤتمرات لأول مرة، وأقيم منها حتى الآن 7 مؤتمرات فى في شرم الشيخ والقاهرة والجيزة وأسوان والإسماعيلية والإسكندرية والعاصمة الإدارية الجديدة، حيث تساعد تلك المؤتمرات على خلق جسور التواصل والحوار بين الشباب وبين كل من صناع القرار والقطاع الخاص والحكومة ومنظمات المجتمع المدنى، مما يؤدى إلى تحفيز طاقاتهم وتطوير قدراتهم على الابتكار.
(*) خلق قنوات اتصال بين الشباب المصرى وشباب العالم: تم إطلاق منتدى شباب العالم فى مصر لأول مرة في نوفمبر 2017، وترجع فكرة إنشاء المنتدى شباب العالم إلى 25 أبريل 2017، عندما عرض مجموعة من الشباب المصرى، خلال المؤتمر الوطني الثالث للشباب بالإسماعيلية، مبادرتهم لإجراء حوار مع شباب العالم، وهى الفكرة التى لاقت استجابة من الرئيس “عبد الفتاح السيسي”، الذى أعلن دعوته للشباب من مختلف دول العالم، ليعبروا عن آرائهم ورؤيتهم لمستقبل أوطانهم وللعالم أجمع.
ومنذ ذلك التوقيت، أخذت القيادة السياسية المصرية على عاتقها مسئولية إنشاء منصة، يشارك فيها الشباب المصرى الشباب من جميع أنحاء العالم، لإثراء أفكارهم وثقافتهم، والتعبير عن آرائهم والخروج بتوصيات ومبادرات، في حضور نخبة من زعماء وقادة العالم والشخصيات المؤثرة، وتم انطلاق المنتدى فى نسخته الأولى خلال الفترة 4-10 نوفمبر 2017، وبعد النجاحات التى حققها المنتدى، كلف الرئيس “السيسى” اللجنة المنظمة له وتحت الإشراف المباشر للمكتب الرئاسى باتخاذ الإجراءات اللازمة لتحويل المنتدى إلى مركز دولى معنى بالحوار العربى الأفريقي الدولى بين شباب العالم، ويستهدف تفعيل آليات الحوار بينهم من أجل تحقيق السلام والتنمية، على أن يتم انعقاد المنتدى سنويا خلال شهر نوفمبر من كل عام بمدينة شرم الشيخ، وهو ما تم الالتزام به وأطلقت النسخة الثانية منه خلال الفترة 3-6 من نفس الشهر للعام 2018، وكانت الثالثة خلال الفترة 14-17 ديسمبر 2019.
(*) خلق قنوات اتصال بين الشباب المصرى والشباب العربى والإفريقي: أنعقد نسختين من ملتقيات الشباب العربى الإفريقي، بهدف خلق قنوات اتصال بين الشباب المصرى وشباب المنطقة العربية وقارتهم السمراء، ففى مارس 2019 أنعقد منتدى الشباب العربى الإفريقى بمدينة أسوان، وفى ديسمبر 2019 انعقدت النسخة الثانية من المنتدى.
(*) إنشاء الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب: تم إنشاء الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب بناء عى قرار جمهورى رقم 434 لسنة 2017، أصدره الرئيس “السيسى” فى 28 أغسطس 2017؛ بهدف تحقيق متطلبات التنمية البشرية للكوادر الشبابية بكل قطاعات الدولة والارتقاء بقدراتهم ومهاراتهم.
(*) تكليفات الرئيس “السيسى” للمحافظين بالاهتمام ببناء الإنسان المصرى: وذلك من خلال تأكيد السيد الرئيس فى اجتماعه بالمحافظين فى 30 أغسطس 2018 على أن “هذه المرحلة تتسم بالتركيز على بناء الإنسان المصرى من حيث توفير التعليم المتميز للارتقاء بقدراته ومهاراته، وتأهيله للمستقبل، ومن حيث توفير الرعاية الطبية الجيدة والبيئة النظيفة والمياه النقية والغذاء السليم وظروف العمل المناسبة، فضلاً عن إحياء منظومة القيم المصرية العظيمة من خلال تحفيز السلوكيات الجيدة بما يسهم فى نشرها وتعزيزها في ثقافتنا، وكذا تفعيل البرامج التثقيفية والترفيهية للشباب من خلال قصور الثقافة والأندية الرياضية والاجتماعية ومراكز الشباب”.
(*) البرنامج الحكومى المصرى (2018-2022): تميز برنامج الحكومة الحالية برئاسة المهندس/مصطفى مدبولى (2018-2022)، والذى يستمر لمدة 4 أعوام بأنه أدرج محور بناء الإنسان المصرى فى المرتبة الثانية ضمن أولوياته وبرامجه الخمسة التى تضمنها ذلك البرنامج، وهى المرة الأولى التى جاء فيها بناء الإنسان المصرى كمحوراً منفردا بالبرامج الحكومية، والذى تضمن ملف التعليم والثقافة والإعلام والرياضة والصحة والبحث العلمى، إلى جانب الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة وتمكين المرأة، بما يعنى منح هذا المحور اهتماماً واضحاً من قبل الحكومة وعزمها على أخذ خطوات جدية للرقى والنهوض بالمواطن المصرى فى كافة المجالات والتركيز على الاستثمار البشرى.
(*) تحسين المستويات المعيشية للشباب: وذلك من خلال إطلاق مبادرات وسياسات واتخاذ خطوات من شأنها التحسين من المستوى المعيشى للشباب، ومنهم ما يلى:
- إتاحة الفرصة في عام 2016 أمام كل شاب للحصول على 10 أفدنه بالتقسيط بفائدة 5% متناقصة بمشروع المليون ونصف المليون فدان.
- تنفيذ العديد من الوحدات السكنية المدعومة من قبل الدولة بمختلف المحافظات للشباب الأعزب والمتزوجين، فمنذ يوليو 2014 إلى يونيو 2020 تم الانتهاء من تنفيذ 414 ألف وحدة سكنية بمشروع الإسكان الاجتماعي لشريحة الشباب ومحدودي الدخل، بتكلفة 51 مليار جنيه.
- إطلاق مبادرة تأهيل 10 آلاف شاب مصري وأفريقي على تطوير الألعاب والتطبيقات الرقمية وتحفيز تأسيس 100 شركة ناشئة مصرية وأفريقية بهذا المجال.
(*) الاهتمام بتطوير رأس المال البشرى من خلال:
– تطوير نظام التعليم فى مصر، حيث تم إطلاق نظام التعليم الجديد، والذى تم نشره فى الجريدة الرسمية للدولة فى 10 أكتوبر 2018؛ بهدف النهوض بنظام التعليم فى مصر كمحور من محاور بناء الإنسان المصري، وتضمن تغيير نظام التقييم للطلاب وفقا لمستويات الأداء والسلوك الفردى والجماعى للطفل بدلا من التقييم القديم الذى كان يشمل على درجات يتم إعطاءها للطفل وفقا لدرجة الاختبار فى نهاية الفصل الدراسى، إلى جانب التركيز على المهارات البدنية والصحية للطلاب بإدخال منهج جديد يسمى” بالتربية البدنية والصحية” بمرحلة رياض الأطفال والصف الأول الابتدائي وإلغاء نظام الامتحانات حتى الصف الثالث الابتدائي، فيتم التركيز خلال تلك المرحلة على كيفية تنمية قدرات الطفل وليس على كيفية حصوله على أعلى الدرجات، إلى جانب إنشاء المدارس اليابانية وزيادة أعدادها وهو ما اشتمل عليه البرنامج الحكومى أيضاً، هذا إلى جانب تطبيق نظام التجربة اليابانية فى التعليم المصرى.
وكذلك تغيير طريقة التقييم والاختبارات فى نظام الثانوية العامة، والتى كان يمكن وصفها بالنظام العقيم؛ من خلال أن يكون للصف الأول والثاني الثانوي 4 اختبارات فى العام الدراسى، اثنين فى الفصل الدراسي الأول واثنين فى الفصل الدراسى الثانى ويتم حساب مجموع الدرجات وفقا للدرجة الأعلى فى كل فصل دراسى، وتدريس مادة التربية الرياضية للطلاب فى المرحلة الثانوية وأن يكون لها امتحان عملى.
- تطبيق نظام التأمين الصحى الشامل وإطلاق حملة 100 مليون صحة، حيث أولت الحكومة المصرية اهتماماً بالغاً بقطاع الصحة فى مصر؛ وذلك من خلال تطبيق نظام التأمين الصحي الشامل في الـ٢٨ محافظة، على مدار ١٥ عاما، وذلك بهدف معالجة سوء المنظومة الصحية فى مصر ومعاناة المواطنين فى الحصول على الخدمات الطبية فى المستشفيات الحكومية وسط ارتفاع تكاليف المستشفيات الخاصة، هذا إلى جانب التوجه الحكومى لتطوير مستشفيات الصعيد ورفع كفاءتها، وإطلاق حملة 100 مليون صحة للقضاء على الأمراض غير السارية بمصر وتوفير قاعدة بيانات عنها، والكشف عن المرأة.
ملامح ومؤشرات تمكين الشباب المصرى:
حرصت الدولة المصرية منذ عام 2014 على تمكين الشباب المُدرب من الحصول على فرص قيادية في مجالات متنوعة وفي مراكز مهنية وتنفيذية لم يكن أبدا يتموقع فيها الشباب قبل التاريخ المذكور، وذلك على النحو التالي:
(&) فتح المجال للشباب لتولى المناصب القيادية: تم فتح المجال أمام الشباب لتولى المناصب القيادية والمشاركة فى العملية السياسية داخل مصر خلال السنوات الأخيرة، ويظهر ذلك من خلال ما يلى:
– قيادات المحافظات:
حصد الشباب لأول مرة فى مصر على النسبة الأكبر من القيادات بالمحافظات ما بين محافظ ونائبا للمحافظ، ففى حركة المحافظين الجديدة التى تم نشرها بالجريدة الرسمية فى 27 نوفمبر 2019، وشملت تعيين 16 محافظا جديدا و23 نائب محافظ جديد، من بينهم 60% من فئة الشباب، حيث جاء نصيب الشباب منها 25 قيادة منها 2 محافظين و23 نائبا.
– معاونين الوزراء:
تمكن الشباب من المشاركة فى صنع واتخاذ القرار داخل الحقائب الوزارية فى مصر بعد أن صدر قرار رئيس الوزراء السابق “إبراهيم محلب” رقم 1592 لسنة 2014 بتفويض الوزراء فى اختيار معاونيهم وبدأ العديد من الوزارات في تطبيق القرار.
– عضوية البرلمان بغرفتيه:
بلغ عدد الأعضاء من الشباب تحت سن الأربعين بمجلس النواب فى دورته الحالية 2021-2026، نحو 124 نائبا بنسبة 21% من إجمالى عدد النواب بالبرلمان.
المصدر: إعداد الباحثة، بالاعتماد على إحصائيات مجلس النواب فى دورته الحالية
(*) استحواذ الشباب على النسبة الأكبر من تمويل جهاز تنمية المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر: ففى خلال الفترة يوليو 2014 إلى نهاية ديسمبر 2018 حصل الأفراد حتى سن 34 عامًا على 30% من إجمالى قروض جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر.
المصدر:إعداد الباحثة، بالاعتماد على إحصائيات جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر
(*) تحسن المستويات المعيشية للشباب: ويمكن أن نستدل على ذلك من الانخفاض الكبير الذى شهده معدل البطالة بين الشباب فى الفئة العمرية (15-29 سنة)، والذى بلغ 13.8% فى الربع الثالث من العام السابق 2020، مقارنة بـ 25.5% فى الربع الثالث للعام 2017.
المصدر: إعداد الباحثة، بالاعتماد على إحصائيات بحث القوة العاملة
حاصل القول، شهد الشباب المصرى تغييرا كليا فى الأوضاع منذ تولى الرئيس “السيسى” فترة رئاسته الأولى، محققين العديد من النجاحات الملموسة فى التمكين السياسى والاقتصادى والاجتماعى، وزيادة الانفتاح والتواصل مع الشباب فى جميع أنحاء العالم، وباعتبارهم العمود الفقرى الذى إن أحسنت الدولة نشأته تمكنت من تحقيق التقدم الاقتصادى وحجز موقعها بين صفوف الدول المبتكرة والمتقدمة.