استنتاجات بعد توقف الحرب بين إسرائيل وغزة
اللواء: معتوق العدواني.
كالعادة لم تستطع إسرائيل القضاء على حماس – ولن تستطيع، وإنما ما حدث، هو قصف عشوائي راح ضحيته المدنيون والمباني فقط. وأيضا لم تستطع حماس تدمير إسرائيل، ولن تستطيع.
لكن في تلك الحرب يعتبر الرابح الوحيد منها، هو الدولة المصرية، التي تمكنت بقدرتها على إرساء هدنة بين الطرفين وإيقاف ضربات طلت مستمرة لمدة شهر كامل.
وتتمثل أهم الاستنتاجات من هذه الحرب، فيما يلي:
(*) تزايد المواقف المعارضة لإسرائيل والاحتجاجات داخل الولايات المتحدة الداعمة الأساسية سواء في الكونجرس أو الإعلام أو الشارع، وهنا تجدر الإشارة إلى أن هذا يحدث لأول مرة في تاريخ الصراع بين الطرفين.
(*) التظاهرات الحاشدة لعرب 48 داخل إسرائيل ضد حكومتهم تضامنا مع أشقاءهم في غزة والضفة الغربية، وهو ما يثبت عدم تأثير الاحتلال أو قدرته على تغيير مبادئهم.
(*) تطور صواريخ حماس وبقية المنظمات في غزة عن السابق، سواء من حيث المسافات التي وصلتها أو الحمولة المتفجرة أو كمياته، وذلك رغم حصار دام لسنوات طويلة.
(*) أصبح من السهل اختراق القبة الحديدية – والتي يراها البعض معجزة – وقد شاهدنا صواريخ بدائية تنطلق من غزة وتلحق أضراراً في عمق المدن الإسرائيلية.
(*) أصبح ما يروج عن قضيتي، “أقوى جيش في الشرق الأوسط” و”الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط”، اللتان صدعوا رؤوسنا بهما- يمثلان بعد تلك الحرب، أكذوبتان روجهما الاحتلال. وعلي ما سبق، يمكن القول، إن جيش إسرائيل، قد لا يختلف كثير عن جيوش الشرق الأوسط، بل ربما يكون أقل من بعضها، ولكن الفارق إن وجد، قد يكون مجرد تفوق نوعي في الطيران، وهذا ناتج عن الدعم الأمريكي المفتوح. أما ديمقراطيتها، فإسرائيل دولة دينية متعصبة متطرفة.
(*) إن الحل الوحيد بين الإسرائيليين والفلسطينيين، هو السلام فقط ولا غيره، وذلك حسب مبادرة الملك عبد الله رحمه الله، والمسماة بالمبادرة العربية، وقبل ذلك، أتصور أنه من الضرورة أولاً تحقيق المصالحة والتوحد بين الفلسطينيين أنفسهم.