يخادعون الله والذين آمنوا
إن الفهم الخاطئ لدى البعض لنصوص القرآن وآياته أدى إلى الفتن ونشر الخراب، وتدمير المدن، وقتل الأبرياء. فقد تحولت الروايات التي أطلق عليها السنة التي تدعو لكل ما حدث في الماضي من مآسي وآثام ومستمر حتى اليوم- إلى صور متعدد (“داعش” و”القاعدة” و” الإخوان”) تطبق نفس الأفكار المغلوطة وتستخدمها في سفك الدماء وارتكاب ما نهت عنه رسالة الإسلام.
هل تبين للناس حقيقة دعوة رسالة الإسلام التي تدعو الناس للتعاون على البر والرحمة والعدل والإحسان، وعدم الاعتداء على الناس في أرواحهم وأملاكهم وأراضيهم، ونشر البؤس في العالم العربي، وسقوط عشرات الآلاف من الضحايا، وخراب العديد من المدن وتشريد الملايين.. هل ذلك ما قاله الرسول الأمين في الكتاب المبين أو هذا هو التكليف الإلهي للرسول الأمين الذي جاء في كتاب يخاطب الله فيه رسوله عليه السلام.
1- كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج أن تنذر به وذكرى للمؤمنين) الأعراف (2) ذلك هو التكليف الذي يأمر رسوله بأن ينذر الناس بأن يتبعوا كتاب الله وآياته ليؤمنوا بيوم الحساب. 2 – ثم يتبع ذلك التكليف مضيفا إليه أمرًا آخر للناس في قوله سبحانه ( أتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون) الأعراف (٣). إن دعوتنا لا تخرج عن الأمر الإلهي للناس وما جاء في القرآن الكريم من دعوة الله للناس بممارسة الرحمة والتعامل بالعدل ونشر السلام بين الناس والإحسان والرأفة للضعفاء ومساعدة الفقراء والمساكين.
هل هذا هو الذي يعترض عليه المتشبثين بالتراث بعيدا عن كتاب الله.. فهل يخطئ من يدعو الناس إلى إتباع آيات الله في كتابه الكريم؟، وهل يمكن أن ينتشر الإسلام وتمارس العبادات والالتزام بالمنهاج الإلهي والتشريعات والأخلاقيات القرآنية بدون الاسترشاد بالآيات وإتباع كلام الله وعظاته ومحرماته التي ستكون المنهج الذي سيحاسب عليه الناس يوم القيامة تأكيدًا لقوله سبحانه مخاطباً رسوله بقوله (فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم / وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون )، ذلك تنبيه للرسول وللناس بأنهم سيسألون يوم القيامة. هل أطلعوا الله واتبعوا قرآنه كما أمر فسيكون الحكم كما قال سبحانه ( فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يخشى / ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى / قال لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا / قال كذلك أتتك آياته فنسيتها وكذلك اليوم تنسى) فللإنسان حق اختيار أحد الطريقين.. إما يختار طريق الله وكتابه طريق الحق، وإما يختار طريق الشيطان طريق الباطل ويتحمل نتيجة قراره.. فإما جنة وإما نار، والله في كتابه لا يكره الناس على الإيمان ومنحهم حق الاختيار والسلام.
ويصف الله سبحانه الذين يجادلوننا في كتابه بقوله سبحانه ( وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا) النساء (٦)، وقول سبحانه ( وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله والى الرسول قالوا حسبنا ما وجدناه عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون) المائدة (١٠٤)، وقوله سبحانه وتعالى سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (146)، وقوله سبحانه ( يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ) التوبة (٣٢).