لماذا يتزايد القلق الإثيوبي من التعاون العسكري المصري الصومالي؟

في الفترة الأخيرة تزايدت التوترات الإقليمية في منطقة القرن، وذلك على خلفية إصدار الخارجية الإثيوبية بيانًا انتقدت فيه ما أسمته تواطؤ الصومال مع جهات أجنبيه ( تقصد بها مصر) بهدف زعزعة استقرار إثيوبيا، وجاءت هذه التصريحات بعد إرسال مصر معدات وقوات عسكرية إلى الصومال في إطار تفعيل بروتوكول التعاون العسكري الموقع بينهما في 14 أغسطس الجاري، وقد عبرت إثيوبيا عن قلقها من هذه التحركات، معتبرة إياها تهديدًا لأمنها القومي واستقرارها الداخلي.

تأسيسا على ما سبق، يحاول هذا التحليل توضيح أسباب القلق الإثيوبي، وأسباب التعاون العسكري المصري الصومالي في هذا التوقيت، وتداعيات هذه التطورات على الوضع الإقليمي.

سياق ضاغط:

يمكن قراءة الوضع الإقليمي والدولي وانعكاساته على تطورات الوضع في الصومال من خلال التطرق إلى ما يلي:

(*) الوضع في الصومال: يعيش الصومال منذ عقود في حالة من عدم الاستقرار بسبب الصراعات الداخلية وانتشار الجماعات الإرهابية، التي أكثرها دموية حركة الشباب، هذا الوضع جعل من الصومال ساحة للتدخلات الدولية والإقليمية بهدف مكافحة الإرهاب ودعم الحكومة المركزية في مقديشو، وقد أدت هذه التدخلات إلى توتر العلاقات بين الدول المجاورة، خاصة إثيوبيا التي ترى في أي تدخل خارجي في الصومال تهديدًا مباشرًا لأمنها، وعقب إعلان إثيوبيا توقيعها مذكرة تفاهم مع إقليم أرض الصومال الانفصالي لاستئجار منفذ ساحلي مقابل الاعتراف باستقلال الإقليم عن الصومال، وهو ما اعتبرته الصومال تعدِ على سيادتها الوطنية، وهو ما آثار قلق العديد من دول الجوار الإثيوبي، تخوفًا من تزيد المطامع الإثيوبية حتى ولو على حساب استقرار المنطقة، وكذلك أثار قلق الاتحاد الإفريقي خشية التأثير على سلامة ووحدة الدول الإفريقية، وتزايد الدعوات الانفصالية، وهو ما يهدد الاستقرار والسلم فى القارة بأكملها.[1]

(*) السياسة الخارجية المصرية في أفريقيا: تسعى مصر في السنوات الأخيرة إلى تعزيز دورها الإقليمي في القارة الأفريقية، خاصة في منطقة القرن الأفريقي وحوض النيل، وهذا يمثل جزءًا من استراتيجيتها لمواجهة التهديدات الأمنية المحتملة من دول الجوار، والحفاظ على مصالحها الاقتصادية والسياسية، وقد شكلت التحركات المصرية في الصومال جزءًا من هذه الاستراتيجية، بهدف تعزيز الأمن في المنطقة ومكافحة الإرهاب.

وفى الآونة الأخيرة بدأت مصر فى اتخاذ سياسة خارجية أكثر نشاطًا وتشابكًا مع الأحداث الجارية فى مناطق التحركات المصرية الحيوية، خاصة فى منطقة باب المندب ومنابع النيل، وذلك عقب الاستفزازات المتتالية لإثيوبيا وقراراتها المنفردة بتشغيل وملء سد النهضة دون الوصول لاتفاق مع دول المصب، والضغط الدبلوماسي من أجل دخول اتفاقية عنتيبى حيز النفاذ، ومحاولة إهدار حقوق مصر التاريخية في مياه النيل بمساعدة العديد من القوى الإقليمية والدولية من أجل محاولة الضغط على مصر فى ملف مياه النيل مقابل التساهل فيما سميت بصفقة القرن ونقل سكان غزة إلى سيناء، وهو ما رفضته القيادة المصرية بشكل حازم وبات.

لذا كان جزءًا من التحركات المصرية النشطة فى أفريقيا فى الفترة الأخيرة، هو إبرام اتفاقات عسكرية مع كل من الصومال ونيجيريا وأوغندا من قبل، وهو ما اعتبرته إثيوبيا محاصرة لها من قبل مصر. [2]

تحركات ضرورية: 

تمثلت تحركات المصرية لدعم الاستقرار الصومال في عدة مسارات، هي كالتالي:

(&) التعاون الأمني بين مصر والصومال: توصلت مصر إلى اتفاقات أمنية مع الحكومة الصومالية، تتضمن تقديم دعم لوجستي وتدريبي لقوات الأمن الصومالية، هذا التعاون يأتي في إطار الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب والجماعات المسلحة التي تهدد استقرار الصومال،  كما أعلنت مصر مشاركتها في بعثة الاتحاد الإفريقي لدعم وتحقيق الاستقرار فى الصومال ( أوسوم) بدلًا من بعثة المهمة الانتقالية الإفريقية فى الصومال ( أتميس) فى يناير 2025، وقد أثار هذا التعاون قلقًا إثيوبيًا، خاصة في ظل العلاقات المتوترة بين مصر وإثيوبيا بسبب ملف سد النهضة متهمة الصومال بالتواطؤ مع جهات فاعلة لم تسمها سعيًا إلى زعزع استقرار المنطقة، وذلك بعد إرسال مصر لمعدات وقوات عسكرية إلى الصومال من اجل بدء مهمتها في الصومال ودعم الاستقرار في هذه الدولة[3].

(*) دوافع مصر للتدخل في الصومال: يمكن فهم التحركات المصرية في الصومال من خلال عدة عوامل:

(-) مكافحة الإرهاب: تعد مصر من الدول صاحبة التجربة في القضاء على الإرهاب، وتسعى إلى تطبيق تجربتها خارج حدودها، خاصة في المناطق المجاورة التي قد تكون مصدرًا لهذه لتهديدات إرهابية، وخاصة مع انتقال الجماعات الإرهابية عبر الحدود، وهو ما يشكل تهديدًا أمنيًا متواصلاً، لذا فتسعى لتأمين ونقل خبراتها فى مجال مكافحة الإرهاب للدول الإفريقية، وهو ما يفسره توقيع الاتفاق الأمني مع أوغندا والصومال وأخيرًا نيجيريا، باعتبارها قوة إقليمية مسئولة فى المنطقة، وتسعى لمواجهة نفوذ بعض القوى الإقليمية في القارة الإفريقية، خاصة التي تدعم عدم الاستقرار.

كذلك تسعى مصر من خلال دورها في قوات حفظ السلام لتقوية العمل الجماعي فى أفريقيا من خلال تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي، وتوجيههم نحو تبني استراتيجيات موحدة لمواجهة الأزمات الأمنية.[4]

(-) تعزيز الاستقرار الإقليمي: تعمل مصر على تعزيز استقرار الدول المجاورة للحفاظ على أمنها القومي. ويعتبر الصومال دولة محورية في هذا السياق، نظرًا لموقعها الجغرافي وتأثيرها على أمن البحر الأحمر، وباعتبارها ممر حيوي لقناة السويس، التي تأثرت بشكل كبير بعد الهجمات الإرهابية فى منطقة القرن الإفريقي والبحر الأحمر، فقد هبطت إيرادات قناة السويس بنسبة 40 %، حيث تراجعت نسبة الملاحة فى البحر الأحمر بـ 30 % نتيجة هجمات البحر الأحمر، وتفاقم الأوضاع فى غزة، وهو ما يعنى تقليل الإيرادات المصرية من واحدة من أهم مصادر الدخل القومي المصري.[5]

لذا فتسعى مصر بالتعاون مع الصومال إلى تأمين المدخل الجنوبي لقناة السويس، بشكل يضمن سهولة وسريان حركة الملاحة فى باب المندب من أجل تأمين مصدر استراتيجي لأمن القومى المصرى.

وكذلك تسعى مصر من تحقيق الاستقرار الإقليمي إلى زيادة تحركها فى مجال التعاون الاقتصادي والإنمائي فى القارة من خلال تفعيل منطقة التجارة الحرة الإفريقية لزيادة حجم التجارة البينية بين دول القارة،  وهو ما يلزمه استقرار في كافة دول القارة لجني ثمار التنمية الاقتصادية.

(-) مواجهة النفوذ الإثيوبي: تأتي التحركات المصرية في الصومال في سياق التنافس الإقليمي مع إثيوبيا، خاصة في ظل الخلافات المستمرة حول سد النهضة، والتحرك المنفرد من قبلها فيما يخص بناء وتشغيل وملء السد، وهو ما يعنى التأثير بقوة على أهم المصادر الحيوية لمصر والتي تعتمد على نهر النيل بنسبة 97 % لتكفى احتياجاتها من المياه، وكذلك مواجهة النفوذ الإثيوبي ومطامعها فى السيطرة على منطقة القرن الإفريقي، وهو من شأنه  يؤثر بشكل كبير على الاستقرار في المنطقة. [6]

وفى ذات الوقت تسعى مصر لزيادة القدرات العسكرية للقوات الصومالية من أجل استعادة قوتها وتدريبها بشكل فعال من أجل السيطرة وبسط نفوذها على كافة الأراضي الصومالية، ومواجهة المطامع الإثيوبية فى دول الجوار، وبالتالي تقليل تداعيات ذلك النفوذ من خلال الصوماليون أنفسهم.[7]

(-) قطع الطريق الإثيوبي للنفاذ للبحر الأحمر: حيث تسعى مصر من أجل محاصرة المطامع الإثيوبية فى الولولج بقواعد عسكرية على البحر الأحمر، وهو ما يعنى تهديد الأمن القومي للمنطقة بأكملها، فحتى وإن كان سد لنهضة بات أمرًا واقعًا فالعمل الاستباقى المصرى من أجل منع إثيوبيا من انتهاج نفس سياساتها التوسعية للوصول إلى البحر الأحمر وتهديد أمن المنطقة، يعد هدفًا حيوياً للسياسة الخارجية المصرية . [8]

قلق إثيوبي:

تأسيسا عل ما سبق، يمكن تفسير القلق الإثيوبي من التحركات المصرية لدعم استقرار الصومال على النحو التالي:

(*) تفسير القلق الإثيوبي: يأتي من التحركات المصرية في الصومال، وذلك نتيجة عدة عوامل:

(1) التوترات حول سد النهضة: يعتبر ملف سد النهضة نقطة خلاف رئيسية بين مصر وإثيوبيا، وقد رأت إثيوبيا في التحركات المصرية في الصومال محاولة لتطويقها والضغط عليها في هذا الملف، خاصة وأن إرسال المساعدات العسكرية المصرية، بمثابة الخطوة الأولى من أكثر من 4 عقود ما يثير الجدل حول توقيتها بالتزامن مع ما تقوم به إثيوبيا من تشغل السد منفردة دون الوصول لاتفاق قانوني ملزم، وهو ما يعد سابقة خطيرة فى مجال التعاون حول الأنهار الدولية فى القارة .

(2) الخوف من التحالفات الإقليمية: تخشى إثيوبيا من أن تسعى مصر إلى تشكيل تحالفات إقليمية مع الدول المجاورة، مثل الصومال، لمحاصرتها سياسيًا وعسكريًا، ومن قبلها أوغندا وجيبوتي، واريتريا، خاصة بعد توتر العلاقات بين إثيوبيا وتلك الدول نتيجة المطامع الإثيوبية المتزايدة فى دول المنطقة.

(3) تهديد الأمن الداخلي: تخشى إثيوبيا من أن يؤدي التدخل المصري في الصومال إلى زعزعة استقرار المنطقة الحدودية بين البلدين، خاصة في ظل التوترات العرقية والسياسية التي تعاني منها إثيوبيا، وخاصة فى مناطق الأورومو وإقليم تيجراى الساعيين إلى الانفصال عن إثيوبيا. [9]

(*) ردود الفعل الإثيوبية: اتخذت إثيوبيا عدة خطوات للتعبير عن قلقها من التدخل المصري في الصومال:

(1) التصريحات الرسمية: عبرت إثيوبيا عن قلقها من التحركات المصرية من خلال تصريحات رسمية تحذر من تداعيات هذه التحركات على الاستقرار الإقليمي، وأصدرت الخارجية الإثيوبية بيانًا عقب تقارير عن وصول قوات مصرية إلى الصومال للانضمام إلى بعثة السلام، وأعربت أديس أبابا عن قلقها من استبدال بعثة حفظ السلام، داعية إلى تكوين بعثة جديدة للسلام فى الصومال تأخذ فى اعتبارها مخاوف المشروعة لها من أجل عدم تأجيج التوتر بالمنطقة.

(2) تعزيز الوجود العسكري: قد تقوم إثيوبيا بتعزيز وجودها العسكري في المنطقة الحدودية مع الصومال، كإجراء احترازي ضد أي تهديد محتمل، حيث أعربت مصادر إثيوبية عن اعتزام رئيس الوزراء الإثيوبي أبى أحمد إرسال قوات عسكرية إلى إقليم واجادين الحدودي مع الصومال بشرق البلاد، لمواجهة الاقتتال الداخلى ومنع تسلل قوات حركة الشباب إلى الأراضي الإثيوبية.

(3) التصعيد مجددًا: فور إرسال مصر قوات عسكرية إلى الصومال وانتقاد إثيوبيا لتلك الخطوة قررت أديس أباب التصعيد، وعينت سفيرًا لها فى إقليم أرض الصومال الانفصالي وغير المعترف به، فقد أعلنت الخارجية الإثيوبية تسلم موسة بيهى عبده رئيس إقليم ارض الصومال أوراق اعتماد تيشومى شوندى هاميتو السفير الإثيوبي الجديدة، وهى خطة من شانها أن تصعد من حالة التوتر فى المنطقة نتيجة لتلك الإجراءات المخالفة للأعراف الدولية، كما قام رئيس إقليم أرض الصومال، بإصدار بيان صعدت فيه ضد مصر، وانتقدت إرسال قوات مصرية لحفظ السلام فى الصومال.[10]

خيارات متاحة:

يمكن مناقشة الخيارات المتاحة على مستويين، هما: المستوى المصري ثم المستوى الإثيوبي ومحاولة إبراز مسارات تلك الخيارات، وذلك على النحو التالي:

(&) الخيارات المتاحة لمصر:

(-) تعزيز التعاون الإقليمي: يمكن لمصر أن تسعى إلى تعزيز التعاون مع دول القرن الأفريقي من خلال مبادرات دبلوماسية واقتصادية تهدف إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة.

(-) اللجوء إلى المنظمات الدولية: يمكن لمصر التوجه إلى الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة للحصول على دعم دولي لتدخلها في الصومال كمحاولة لمكافحة الإرهاب.

(&) الخيارات المتاحة لإثيوبيا:

(-) تعزيز الحوار الدبلوماسي: يمكن لإثيوبيا أن تسعى إلى فتح حوار مباشر مع مصر لبحث المخاوف المشتركة ومحاولة الوصول إلى تفاهمات تقلل من حدة التوتر.

(-) التحرك في المنظمات الإقليمية: قد تلجأ إثيوبيا إلى الاتحاد الإفريقي لتقديم شكوى رسمية ضد التحركات المصرية، في محاولة للحصول على دعم إقليمي لموقفها.

 وختامًا، تشكل التحركات المصرية في الصومال وتصاعد القلق الإثيوبي حاليًا جزءًا من التوترات المتزايدة في منطقة القرن الأفريقي، ورغم أن هذه التوترات تعكس تنافسًا إقليميًا على النفوذ، إلا أن هناك حاجة ملحة للتعامل معها بحذر من خلال الدبلوماسية والتعاون الإقليمي لتجنب تداعيات سلبية على الأمن والاستقرار في المنطقة، يمكن لمصر وإثيوبيا، من خلال الحوار والتفاهم المتبادل، التوصل إلى حلول وسط تضمن مصالحهما المشتركة وتحافظ على استقرار القرن الأفريقي.

__________________________________________________

[1]رئيس المفوضية الإفريقية يعرب عن قلقة إزاء الاتفاق بين إثيوبيا وأرض الصومال، 4 يناير 2024 على الرابط:

https://2u.pw/nbK5y3ZC

[2]مصر توقع اتفاقًية تعاون استخباراتى عسكرى مع أوغندا فى ظل تواصل أزمة سد النهضة ، 8 ابريل 2021 على الرابط:

https://www.bbc.com/arabic/middleeast-56674777

[3]بعد ارسال مصر أسلحة للصومال .. .إثيوبيا تحذر من مساع لزعزعة الاستقرار ف القرن الإفريقي، 29/8/2024 على الرابط :

https://2u.pw/fgXXVJeF

[4]د. محمد فؤاد رشوان، دلالات انضمام مصر لقوات حفظ السلام الإفريقية فى الصومال، مركز رع للدراسات الاستراتيجية على الرابط :

https://rcssegypt.com/18516

[5]رئيس هيئة قناة السويس : الإيرادات هبطت بنسبة 40 % نتيجة هجمات البحر الأحمر ، على الرابط :

https://2u.pw/Qs8HOG2u

[6]التعاون العسكري المصرى الصومالى يصعد التوترات مع إثيوبيا ،،، الشرق الأوسط 29 أغسطس 2024 على الرابط :

https://2u.pw/UynB1jIZ

[7]ماذا تستهدف مصر من حضورها العسكرى فى الصومال ،  جريد الشرق الأوسط على الرابط:

https://2u.pw/RGQjdREj

[8]صراع النيل والبحر .. لمذا أغضب تعاون مصر والصومال  عسكريا إثيوبيا؟ على الرابط

https://2u.pw/kWWsb1G1

[9]الصراع فى إفريقيا .. المشروع المأزم وتداعياته الإقليمية ، المركز المصري للفكر على الرابط :

https://ecss.com.eg/46333/

[10]إثيوبيا تغضب مصر مجددًا .. عينت سفيرًا فى ” أرض الصومال”  موقع العربية 29/8/2024 على الرابط  :

https://2u.pw/qOkMlKmO

 

د. محمد فؤاد رشوان

خبير مشارك في شئون الدراسات الأفريقية، الباحث حاصل على دكتوراه الفلسفة فى الدراسات الأفريقية من جامعة القاهرة، وكان يعمل مساعداً رئيس تحرير مجلة الشئون الأفريقية خلال الفترة من 2013 – 2018، وعضو مؤسس فى رابطة التواصل الأفريقي، ومحاضراً لدى مكتب الاتحاد الأفريقي بالقاهرة خلال الفترة من 2015 وحتى تاريخه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى