مُتفائل جدًا بتولي “الوزير” الصناعة
السيد راشد- رئيس الهيئة الاستشارية لمركز رع للدراسات
ما يُهم المُستثمر في أي دولة من دول العالم، بمجرد دخوله أرضها، نقطتين اثنين -أي عند تفكيره في تأسيس منشأة صناعية، هما: الأولى،- خريطة استثمارية واحدة محددة المعالم، أما الثانية فتتمثل في إجراءات محددة وسريعة للتراخيص دون تعقيد أو بيروقراطية. ربما التطبيق الواقعي لما سبق ذكره، في كثير من دول العالم، خاصة النامية منها، غير موجود على أرض الواقع، حتى إن حصلت على ترخيص المنشأة الصناعية، فإنك تواجهه مشكلة في تجديدها.
باعتباري، واحد من المستثمرين المصريين، الذين تتحرك وتدار أموالهم في الداخل والخارج، كنت حريص تمام الحرص على التمسك بالصبر المدفوع بالأمل، من منطلق رسالة أكدها الرئيس عبدالفتاح السيسي أكثر من مرة، هي” التغيير ليس بالهدم بل بالعمل” و”بالصبر والعمل تبني الأمم”. وهنا أقصد بحرصي على التمسك بالصبر المدفوع بالعمل، هو “أن تحديات الصناعة في مصر، مؤقتة وستنتهي ولو بعد حين، وأن هناك رجال وطنيين قد يُأتي بهم لحلحلة كل مشاكل الصناعة المصرية”.
كنت مُتفائلًا خلال العشرة سنوات الماضية، وكان لدي يقين بأن إجراءات استخراج رخص المنشآت الصناعية وتجديدها ستُسهل، وتُحل كل تعقيداتها، واليوم متفائل جدًا بتولي “الوزير” الصناعة، خاصة بعد أن شاهدت الفريق كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون التنمية الصناعية ووزير النقل والصناعة،- يتحدث في صميم مشاكل الصناعة المصرية وفي طرق حلها، كنت متفائلا جدا وأنا أسمعه يقول إن “المصانع المتعثرة التي حصلت على رخصة، سنعمل على حل مشاكلها طالما قرار الحل بيد الوزارة، ويتم العمل على الدعم الفني للمصانع كي تكون المصانع عالمية وجيدة وتوفر منتج بجحودة مرتفعة”. طباعًا ازددت تفاؤل، وأنا استمع للفريق كامل الوزير، وهو يقول “حصلت على تكليف واضح وصريح من الرئيس السيسي، بضرورة تطوير قطاع الصناعة والنهوض بالقطاع لأنه مستقبل مصر”.
لم تكن تصريحات الفريق كامل، كغيره من وزراء الصناعة الذين سبقوه، فقراءة تصريحاته وتحليلها تُبشر بجدية تجاه هذا الملف، فعندما يقول وزير الصناعة الفريق كامل الوزير “قبلت التحدي”، فهذا يعني أنه جمع أوراق ملف الصناعة جيدًا، ودرسه بدقه، وعرف مشاكله وهمومه، وتحدياته، واعتبر النجاح مع الصُناع بالصناعة بمثابة تحدي، وهو ما يعني أنه مثل التزام عنده، حيث اجتمع مبكرًا بالمستثمرين واتحاد الصناعات للتعرف على مشاكل القطاع وطرق حلها، وتأكيده للمجتمعين معه أنه سيقضي على البيرقراطية في قطاع الصناعة” التي تُعطل الإجراءات وتزيد من هروب الاستثمار.
مُتفائل بقدوم “الوزير”، وهو يقول “لدينا مصانع حديد وصلب كثيرة في مصر تم إنشاؤها ويجب استثمارها لسد احتياجات السوق المحلي وتصدر للخارج. متفائل جدًا، عندما يقول وزير الصناعة نسعى إلى الحد من فاتورة الاستيراد من الخارج وزيادة التصنيع المحلي، مع الاهتمام بتحسين الجودة داخل قطاع الصناعة.
مُتفائل جدًا بتولي “الوزير” الصناعة، وأنا أشاهده قبل أمس بالتحديد يوم السبت الـ20 من يوليو الجاري، وهو يعقد لقاء موسع مع كل المستثمرين بمقر الهيئة العامة للتنمية الصناعية، ويستمع لعدد من المعوقات والمشكلات التي تواجهنا. متفائل بشدة، وأنا أُشاهد تنسيق وزير الصناعة مع محافظ الدقهلية، بشأن طلباتنا نحن الصناع، بشأن إقامة توسعات في المنشآت الصناعية بالمنطقة الصناعية بجمصة.
مُتفائل جدا بتعليمات الفريق كامل الوزير، بشأن تقنين الأوضاع واستخراج رخصة المباني، ومنح المصانع المتعثرة مدد إضافية، حيث أكد سيادته أن من حصل على رخصة مباني وأنجز أكثر من 50 % من الإنشاءات، يمنح 6 شهور إضافية لنهو الإنشاءات والتقدم للحصول على رخصة التشغيل، كذلك من حصل على رخصة مبانى ولم يبدأ حتى الآن في الإنشاءات وتعرض لظروف خارجة عن إرادته؛ يمنح 12 شهر إضافية لنهو الإنشاءات والتقدم للحصول على رخصة التشغيل.
كم أنا مُتفائل، عندما استمع للفريق كامل الوزير، وهو يصدر توجيهاته بأن “من خصصت له الأرض ولم يتقدم للحصول على ترخيص البناء ولم يشرع في البناء، سيتم سحب الأرض منه”، وكم أنت مُلم بملفك معالي الوزير، وفقكم الله، وجعلكم سندًا لكل الصناع المصريين.