إلى أين وصلت علاقات إسرائيل الخارجية؟

بعد تسعة أشهر من العدوان على قطاع غزة، وكذلك على أطول وأصعب حرب خاضتها إسرائيل طّوال تاريخها الممتد لما يقرب الثمانين عامًا، أصبحت إسرائيل في عزلة عالمية لم تشهدها من قبل، فقد تدهورت علاقاتها الخارجية بشكل كبير وعميق، وعلى نطاق يصعب تداركه في المستقبل المنظور، فإسرائيل اليوم تواجه طوفانًا سياسيًا ضخمًا لا يمكن لقادتها إنكاره أو التغاضي عنه، وهو ما حذر منه من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك.

فقد أعلنت العديد من الدول الأوروبية اعترافها بدولة فلسطين، وكانت آخرها سلوفينيا وإسبانيا والنرويج وأيرلندا، وأعربت أخرى عن دعمها للإجراءات القضائية ضد إسرائيل في لاهاي، كما قطعت عدة دول علاقاتها بإسرائيل، أو استدعت دولًا أخرى سفرائها من إسرائيل مثل شيلي وكولومبيا وبوليفيا، وأصدرت العديد من الدول بيانات تنديد بما تقوم به إسرائيل من عدوان على الشعب الفليسطيني، وأطلقت العديد من الدول مبادرات ضد إسرائيل، أو صوتت في المنظمات الدولية لصالح قرارات تدين إسرائيل، وفرضت دول مختلفة بما في ذلك الولايات المتحدة ودول أوروبية عقوبات على كيانات إسرائيلية، وخاصة المتطرفين اليهود المشتبه في ارتكابهم أعمال عنف ضد الفلسطينيين، ووصل الأمر إلى تهديد الإتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على الدولة الإسرائيلية نفسها، وفرضت عدة دول قيوداً تجارية مع إسرائيل بشكل كامل كما فعلت تركيا، وحْظَرت أخري مشاركة أسرائيل في معارضها، وقد حاول بعض المسئولين الإسرائيلين التخفيف من حدة هذا التدهور في العلاقات الخارجية، فزعم السفير الإسرائيلي السابق في رواندا رون أدم أن هذة نتيجة طبيعة ومتوقعة للتجفيف الذي طال وزارة الخارجية الاسرائلية منذ فترات طويلة، حيث تم تخفيض ميزانيات وزارة الخارجية منذ سنوات عديدة،فقد كان مبعوثو الوزارة يحصلون على ميزانيات تكفي البقاء في بلد المقصد بالكاد ولا يمكنهم القيام بأي شئ أبعد من ذلك، ويواصل السفير الإسرائيلي السابق الحديث عن أن الوزارة أصبحت بلا إمكانيات، فقد تم نزع المهام الرئيسية للوزارة وتقديمها كأوراق سياسية لحل مشكلات التحالفات،مثل انتزاع المهام الرئيسية من الدعاية الإسرائلية (الهاسبارا) التي تتعامل مع الشتات اليهودي ومكافحة المقاطعة، كذلك الإدارات السيئة التي توالت على وزارة الخارجية،ومن قبل وصف مقال في فاينانشيال تايمز وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس بأنه Troll في إشارة إلى عدم كفاءته

فإلي أين وصلت علاقات إسرائيل الخارجية مع بداية الشهر العاشر من عدوانها على فليسطين عمومًا وقطاع غزة على وجه الخصوص؟

العلاقات الأوروبية الإسرائيلية:

كان الانهيار الأبرز في علاقات إسرائيل الخارجية مع مختلف الدول الأوروبية،حيث تنظر إسرائيل إلى الإعتراف بفليسطين كدولة كاملة الحقوق وتستحق أن تكون عضواً في الامم المتحدة والمنظمات الدولية كعمل عدائي ضد الدولة الإسرائيلية،حيث تعتقد أن إنشاء دولة أو كيان فليسطيني يجب أن يتم من خلال مفاوضات بين الطرفين الإسرائيلي والفليسطيني،واعترفت إسبانيا والنرويج وأيرلندا وسلوفينيا بدولة فليسطين،وبعد أيرلندا تسعي سلوفنيا للإنضمام إلى القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي،وبذلك يكون هناك دولتان أوروبيتان ضد إسرائيل في تلك القضية،مع وجود تقاير تفيد بأن أسبانيا تدرس أيضا الإنضمام إلى تلك الإجراءات ضد إسرائيل وإن لم تتخذ قراراً نهائيا بعد،ومع أن هناك أكثر من 140دولة اعترفت بالدولة الفليسطينية حول العالم لكن وجود دول أوروبية ديموقراطية ضمن هذة الدول يُشَكل ضربة قوية لإسرائيل، على الجانب الاخر لم تتخذ فرنسا موقفاً بشأن الاعتراف بدولة فليسطين،لكنها اختارت إجراءات أخري لإيصال رسالة أنها غير راضية عن الطريقة التي تدير بها إسرائيل الموقف في عزة،فقد منعت إسرائيل من المشاركة في معرض يوروساتوري للأسلحة الذي أقيم في باريس، بعد قرار محكمة فرنسية بعدم السماح لأي ممثل لإسرائيل أو مؤسساتها الدفاعية بدخول موقع المعرض، مما عُد تفسيرًا صارمًا لقرار إعلان وزارة القوات المسلحة الفرنسية بمنع الشركات الإسرائيلية من المعرض، بل وأمرت المحكمة منظمي المعرض بوضع لافتات كبيرة عند المدخل تنص رسميًا وبشكل بارز على أنه لا يجوز للشركات والممثلين والوكلاء الإسرائيليين الدخول لقاعات المعرض، مما يعني الخوف وفقاً للأعراف القضائية الفرنسية من تورط إسرائيل في جرائم حرب، مما أحدث صدمة في إسرائيل، فقد اعتقدت وزارة الدفاع الإسرائيلية أنه يمكن التوصل إلى تسوية بين البلدين، إلا أن المقابلة التي أجراها نتنياهو مع قناة “Tv 1” الفرنسية نهاية شهر مايو الماضي، والتي قارن فيها قصف الجيش الإسرائيلي المدنين في غزة بغارة نفذها الجيش الفرنسي على حفل زفاف بالخطأ في مالي، مما تسبب في خسائر فادحة في صفوف المدنين، وردًا على سؤال عن إمكانية القيام بأعمال كوماندوز بدلاً من الطريقة التقليدية التي ينتج عنها هذا العدد الكبير من الضحايا الأبرياء، أجاب نتنياهو أن هذه ليست هجمات غير مَحدودة الأهداف ونحن نبذل كل ما في وسعنا، وأضاف “في مالي قامت القوات الفرنسية في سعيها لاستهداف الإرهابين بقصف حفل زفاف مما تسبب في خسائر فادحة بصفوف المدنين”، وتابع “هذا شئ يحدث في الحرب، لكنني لا أقول أن ماكرون مجرم حرب أو أن الجيش الفرنسي فعل ذلك متعمدًا، ونحن لا نفعل ذلك أيضًا”، وقد أغضبت تصريحات نتنياهو قصر الإليزيه.

وخفضت بريطانيا التصاريح الصادرة لبيع المعدات العسكرية لإسرائيل خلال الفترة من السابع من أكتوبر حتى نهاية عام 2023 بنسبة 95% عن المتوسط على مدى العشرين عامًا السابقة وفقًا لوكالة رويترز، وذلك استنادًا إلى بيانات قدمها مسئولون في الحكومة البريطانية، وأرقام من وحدة مراقبة الصادرات التابعة لوزارة الأعمال والتجارة.

وفي السويد هناك تهديدات ضد أهداف إسرائيلية في استكهولم تتعاون الشرطة السويدية مع المحققين الإسرائليين بشأنها، وفي اليونان يشعر السياح الإسرائيليين ببعض الراحة بالمقارنة بتركيا، ومع ذلك فهناك أعداد كبيرة من اليونانين يظهرون خلال التظاهرات أمام السفارة الإسرائيلية في أثينا، وفي بلجيكا جرت مظاهرات أمام السفارة الإسرائيلية في بروكسل ويدرس البرلمان والحكومة سلسلة من الإجراءات ضد إسرائيل، ومنها إجراءات ضد الجنود الإسرائيليين الذين يحملون الجنسية البلجيكية، وفرض عقوبات على المستوطنين الإسرائيليين، وعقوبات ضد إسرائيل في العلاقات التجارية الثنائية، ووصل الأمر لدعوة الإتحاد الأوروبي لحظر تجارة الأسلحة مع إسرائيل.

وحذت بريطانيا حذو الولايات المتحدة الأمريكية في فرض عقوبات على المستوطنين الإسرائيليين، وفي ذات الوقت تحرص على منح إسرائيل دعمًا كبيرًا، على الرغم من تصريحات كير ستارمر زعيم حزب العمال الفائز في انتخابات الرابع من يوليو الماضي  أنه يريد الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وأضاف أن تلك الخطوة يجب أن تأتي في وقت مناسب من عملية سلام حسب صحيفة الجارديان البريطانية، وهوما يشبه تصريح وزير الخارجية البريطاني السابق ديفيد كاميرون من حزب المحافظين بأن بريطانيا قد تعترف بالدولة الفليسطينية إذا أظهر الفليسطنيون تقدمًا لا رجعة فيه نحو حل الدولتين.

أما ألمانيا فما زالت من الدول القليلة التي تعتقد أن ما تقوم به إسرائيل من قتل وتدمير لجميع أوجه الحياه في قطاع غزة هو من أعمال الدفاع عن النفس ضد هجمات السابع من أكتوبر، وانضمت ألمانيا إلى إسرائيل في محكمة العدل الدولية لإثبات أنها لم ترتكب الإبادة الجماعية في حق الشعب الفليسطيني، في استمرار لعقدة الذنب منذ ثلاثينيات القرن الماضي والتي تشعر بها تجاه الشعب اليهودي.

علاقات إسرائيل مع أمريكا الجنوبية:

قطعت بوليفيا علاقاتها مع إسرائيل فور اندلاع الحرب، واستدعت البرازيل سفيرها لدى إسرائيل فيديريكو ماير إلى برازيليا في فبراير الماضي، بعد أن وبخه وزير الخارجية إسرائيل كاتس خلال جولة مشتركة، وقرر كاتس توبيخ السفير بسبب تصريح الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية مثل هتلر، وبعد أربعة أشهر تَقَرر في البرازيل جعل الاستدعاء المؤقت دائمًا.

كما استدعت شيلي سفيرها في نوفمبر الماضي، وفي مارس قررت منع الشركات الإسرائيلية من المشاركة في معرض أمريكا الجنوبية للطيران والفضاء(FIDAE)، وانضمت شيلي إلى محموعة الدول الداعمة للدعوي التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية في لاهاي، كما انضمت المكسيك أيضًا إلى تلك الدعوى في الأيام الأخيرة، وشهدت المظاهرات الأخيرة أمام السفارة الإسرائيلية عمليات حرق للممتلكات، وسارت كل من نيكاراجوا وكولومبيا على ضرب شيلي والمكسيك وانضمتا إلى الدعوى في لاهاي.

وقارن الرئيس الكولومبي جوستاف بترو سلوك الجيش الإسرائيلي بالمحرقة، وعلى إثر ذلك تم استدعاء السفيرة الكولومبية إلى وزارة الخارجية في إسرائيل للوم والاعتراض شديد اللهجة، كما تم تعليق صادرات الدفاع الإسرائيلية إلى كولومبيا، وطلبت كولومبيا من السفير الإسرائيلي في بوجوتا المغادرة باعتباره شخصًا غير مرغوب فيه، بل وأعلنت في مايو الماضي افتتاح سفارة لها في رام الله.

على الجانب الآخر، خالفت الأرجنتين النهج العام لدول أمريكا الجنوبية في مواجهة العدوان الإسرائيلي على غزة، وحافظت على علاقات دافئة للغاية مع إسرائيل، وزار الرئيس الأرجنتيني خافيير مايلي إسرائيل في فبراير الماضي وأثنى على قادتها.

علاقات إسرائيل مع آسيا:  

كان  التحفظ هو الموقف السائد للصين في التعامل مع إسرائيل في كل جولات الحرب ضد المقاومة الفليسطينية وخاصة حماس، فقد دعت إلى التوصل إلى حل للقضية الفليسطنية، كما طالبت بوقف العدوان على غزة، وكان الموقف الصيني من العدوان على قطاع غزة في الجولة الحالية أكثر حزمًا وانتقادًا تجاه إسرائيل، كما هاجمت الصين الولايات المتحدة الأمريكية بسبب مساندها لإسرائيل واستخدام حق الفيتو في مجلس الأمن لمنع أية إدانة لإسرائيل.

وأعلنت المالديف فرض حظر كامل على دخول الاسرائيليين الذي يقدر عددهم بعشرة آلاف سائح سنويًا، وردًا على ذلك دعت السفارة الإسرائيلية في الهند السائحين لزيارة الهند وشواطئها.

وتدهورت العلاقات مع تركيا مع بدأ العدوان الإسرائيلي بشكل تصاعدي حتى أعلنت أنقرة في مطلع مايو الماضي قطع العلاقات التجارية مع إسرائيل بعد سلسلة من المذابح التي ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة.

على الجانب الآخر بذلت دولًا مثل اليابان والهند وكوريا الجنوبية وسنغافورة الحفاظ على مستوى العلاقات مع إسرائيل، فقد افتتح السفير الياباني الجديد في إسرائيل بعثته في ساحة الرهائن في تل أبيب.

علاقات إسرائيل مع إفريقيا:  

وصلت العلاقات الإسرائيلية مع جنوب إفريقيا إلى الحضيض بعد تقدم الأخيرة دعوى ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية في لاهاي لارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في فلسطين، كما أعلنت عن السعي لاعتقال الإسرائيليين من أصل جنوب إفريقي الذين يخدمون في جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وبعد أن تحسنت العلاقات بين إسرائيل وتشاد بعد زيارة نتنياهو، والإعلان عن مرور الرحلات الجوية الإسرائيلية لاختصار الطريق إلى أمريكا الجنوبية إلى مستوى متقدم من التعاون وصل إلى كشف مواقع “حزب الله”، وزيارة الرئيس التشادي إلى إسرائيل وافتتاح أول سفارة في رمات جان، ولكن بعد اندلاع الحرب في غزة أعادت تشاد السفير للتشاور.

وكانت القاضية الأوغندية جوليا سابوتيندا هي الصوت الوحيد الذي وقف بجوار إسرائيل في محكمة العدل الدولية في لاهاي.

وبعيدًا عن التصويت ضد إسرائيل في المنظمات الدولية لم يتم تسجيل أية مواقف كبيرة ضد إسرائيل في القارة، فقد أرسلت بعض دول القارة عمالًا إلى إسرائيل لتعويض غياب العمال الفلسطينيين بعد منعهم من دخولها.

ويتناقض موقف القارة الإفريقية مع مواقفها السابقة خلال حرب أكتوبر 1973، والانتفاضة الفلسطينية الأولى والثانية وعملية الرصاص المصبوب عندما قطعت دول القارة علاقاتها مع إسرائيل واستدعت دولًا أخرى سفرائها.

العلاقات الإسرائيلية مع الولايات المتحدة الأمريكية:

على الرغم من أن تدهور العلاقات بين تل أبيب وواشنطن بدأ منذ سنوات بعيدة عن الحرب الحالية في غزة حيث دمر نتنياهو طوال ستة عشر عامًا علاقات إسرائيل مع الحزب الديمقراطي، حيث ابتعد عن السياسة التي اتبعها أسلافه والتي كانت تعتمد على الشراكة الثنائية مع الأحزاب الأمريكية، فقد اختار توطيد العلاقات مع الحزب الجمهوري وقلل من شأن الديمقراطيين، وعبر السيناتور الديمقراطي من ولاية كونيتيكت بقوله “لا أعتقد أن هناك طريقة أخرى لقول ذلك، نتنياهو كارثة مطلقة لدعم إسرائيل في أنحاء العالم وهنا في الولايات المتحدة فقد اتخذ قرارًا متهور بالاندماج في الحزب الجمهوري متخذًا موقف واضح في السياسة الامريكية ما كان له عواقب وخيمة”.

وذكرت الواشنطن بوست أن نتنياهو قاد التغير من خلال استراتيجية الانحياز لليمين الأمريكي كما صرح مساعده للصحيفة، وهو القرار الذي يقف وراء خلافاته المتزايدة مع إدارة الرئيس بايدن، والذي يجسد المودة الديمقراطية التقليدية لإسرائيل، كما أضاف ميرفي وهو عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ  أنه حذر نتنياهو شخصيًا عدة مرات خلال العشر سنوات الماضية، من مخاطر الانحياز بشكل وثيق إلى الجمهوريين، إلا أنه لم يرغب قط في الاستماع حسب تصريحه.

وسارع الجمهوريون بدورهم إلى تسليط الضوء على احتضانهم لنتنياهو ومهاجمة بايدن، فقد عبر رئيس مجلس النواب الامريكي مايك جونسون من ولاية لويزيانا عن عزمه دعوة نتنياهو لإلقاء كلمة أمام الكونجرس وفي الوقت الذي وصل التدهور في العلاقات مع إدارة الرئيس بايدن لمستويات غير مسبوقة.

وقد عبر العديد من القادة الإسرائيليين عن قلقهم من سياسة نتنياهو التي تدمر الدعم الأمريكي  الشعبي الموحد لإسرائيل على حد تعبير إيهود ألمرت رئيس الوزراء الاسبق والذي كان عضوًا في حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو.

كما أشار السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز -وهو يهودي فَقَد عدد من أقاربه في الهولوكست- إلى أن حرب نتنياهو ضد الشعب الفليسطيني وقتله عشرات الآلاف قللت بشكل كبير من الدعم الأمريكي لإسرائيل مما يضر بمستقبلها حسب تعبيره.

ووصل التدهور في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية إلى حد وقف شحنات من الأسلحة الأمريكية لإسرائيل وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت بمجلس الأمن الدولي والسماح بإصدار قرار بوقف العدان على فليسطين.

أما الغضب الشعبي في الولايات المتحدة ضد إسرائيل فوصل إلى مستويات غير مسبوقة، كما ظهر في مظاهرات طلاب الجامعات الأمريكية رفضًا للحرب والتي امتدت للعديد من جامعات العالم.

ختامًا: مع بداية الشهر العاشر من العدوان على قطاع غزة أصبحت إسرائيل تعاني من العديد من الأزمات التي تهددها، في مقدمة تلك التهديدات تراجع شرعيتها الدولية من خلال العزلة وشعور جيشها بالإنهاك فضلًا عن شبح الحرب في لبنان، فإسرائيل تبدو عالقة على المستوي الاستراتيجي في جميع الجبهات، فجبهة لبنان مهددة بالتحول إلى صراع هائل في أي وقت، إضافة إلى التعثر المتكرر في محادثات الإفراج عن الرهائن مع حركة حماس، واستمرار سقوط الضحايا في الشمال الإسرائيلي، وإطلاق عشرات الصواريخ والمسيرات يوميًا، واستمرار نزوح 60 ألف إسرائيلي من منازلهم على طول الحدود مع لبنان، مما أدى إلى زيادة الشعور بالإحباط لدي الإسرائيليين وزيادة الضغط على الحكومة حسب المقال الافتتاحي لصحيفة هآرتس الإسرائيلية، إذ تواجه إسرائيل حملة دولية غير مسبوقة تتجاوز التحديات السابقة في نطاقها وكثافتها عبر المجالات السياسية والإعلامية والعامة، وفشلت إسرائيل في التصدي لهذة الحملة، وقد عبّرت الإيكونومسيت الصادرة في السبت 23 مارس 2024 عن عزلة اسرائيل بعنوانها “إسرائيل وحدها”.

د. حسام البقيعي

رئيس وحدة دراسات العالم، الباحث حاصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة القاهرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى