دلالات المؤشرات.. كيف جاءت نتائج أعمال بنك Saib خلال الربع الأول 2024؟
خلال الربع الأول من عام 2024 حقق بنك الشركة المصرفية العربية الدولية “Saib” طفرة كبيرة في مؤشرات نتائج أعماله بالمُقارنة بعام 2023، مُحققًا تقدماً ملحوظاً فى بناء خدماته للأفراد والشركات، منوعًا محفظته من خلال الاستجابة لمتطلبات الشركات في مصر مع الحرص على مفاضلة احتياجات عملاء القطاع المصرفي من الأفراد والشركات الكبرى، وكذا شريحة الشركات الصغيرة والمتوسطة، وهو الأمر الذي حقق توسع كبير في أعمال البنك، وجاءت نتائج أعماله قوية في الربع الأول من عام 2024، مما سيُحقق انعكاسات إيجابية كبيرة على البنك وعلى الاقتصاد المصري.
تأسيسًا على سبق، يتطرق هذا التحليل إلى مؤشرات نتائج أعمال البنك خلال الربع الأول من عام 2024، بالإضافة إلى توضيح الأليات التي ينتهجها البنك في خطة عمله، وأخيراً سيتم اقتراح مجموعة من التوصيات العلمية.
مؤشرات هامة:
يُمكن الاستدلال على نتائج أعمال بنك Saib من خلال النقاط التالية:
(-) صافي الأرباح: يُعد مؤشر صافي الأرباح من المؤشرات الهامة التي تعكس مستوى أعمال المؤسسة المصرفية، إذ أن صافي الربح يُعبر عن مقدار الدخل المُتبقي بعد اقتطاع التكاليف والمصروفات المختلفة، فمن هنا فقيمة هذا المؤشر يتوقف عليها استمرارية عمل البنك في المُستقبل، وعليه يُشير الشكل (1) إلى أن صافي أرباح بنك saib ارتفعت من 5.561 مليون دولار في الربع الأول من عام 2023 إلى 12.300 مليون دولار في الربع الأول من عام 2024، إذ ارتفع صافي الربح بنسبة بلغت 121.18%، وهي نسبة كبيرة للغاية توضح الطفرة الكبيرة التي حققها البنك في بداية عام 2024.
الشكل رقم (1) يوضح صافي أرباح بنك saib في الربع الأول من عامي 2023 و2024
المصدر: القوائم المالية للبنك
(-) حجم القروض والودائع: يتضح من الشكل (2) أن بنك saib شهد في عام 2023 انخفاضًا في إجمالي القروض والودائع بالنسبة لعام 2022، إذ انخفضت الودائع من 2.945 مليار دولار في عام 2022 إلى 2.756 مليار دولار في عام 2023، كما انخفضت القروض من 1.689 مليار دولار في عام 2022 إلى 1.494 مليار دولار في عام 2023، ولكن في الربع الأول من عام 2024 تحسن هذا الوضع بشكل كبير، إذ بلغ إجمالي القروض التي منحها البنك للمؤسسات والأفراد حوالي 1.213 مليار دولار، كما بلغ حجم الودائع 2.211 مليار دولار، وهو ما سيؤدي في نهاية عام 2024 إلى زيادة حجم القروض والودائع عن قيمها في عام 2023، مما ينعكس على أداء البنك ككل، إذ أن حجم الودائع والقروض هو الذي يحكم حجم نشاط البنك في الفترة المُقبلة وقدرته على الوفاء بواجباته والتزاماته المختلفة.
الشكل (2) يوضح إجمالي الودائع والقروض لبنك Saibفي الربع الأول من عام 2024 و عام 2023
المصدر: القوائم المالية للبنك
ومن خلال قيمة إجمال الودائع، يُمكن حساب مؤشر السيولة لبنك Saib من خلال قسمة صافي القروض على إجمالي الودائع، إذ بلغت قيمة صافي القروض للبنك 1.145 مليار دولار في الربع الأول من عام 2024، وبالتالي ستكون نسبة مؤشر السيولة 51.8%، مما يُعني أن البنك يوظف نسبة كبيرة من الودائع في منح القروض، وتُمثل هذه النسبة وضع أمن للبنك، بحيث لو زادت هذه النسبة بشكل كبير من الممكن أن يتعرض البنك لمخاطر نقص السيولة ومن ثم التعثر.
(-) صافي التدفقات النقدية: يُعتبر صافي التدفقات النقدية مؤشر هام من مؤشرات قياس تشاط البنك، إذ أن هذا المؤشر يُعد بيان مالي عن جميع العمليات والأنشطة التشغيلية والاستثمارية والتمويلية التي قام بها البنك خلال فترة مُحددة، فبذلك هو أداة أساسية في تحليل أداء البنك من الناحية الاقتصادية، فوفقًا للشكل (3) ارتفع صافي التدفقات النقدية من أنشطة الاستثمار لبنك saib من 10.399 مليون دولار في الربع الأول من عام 2023 إلى 26.740 مليون دولار في الربع الأول من عام 2024، أي ارتفعت بمقدار 157%، وهو ما يعني أن البنك حقق أرباح في إدارة اصوله الثابتة، بالإضافة إلى ذلك ارتفع صافي التدفقات النقدية من أنشطة التمويل من 23.37 مليون دولار إلى 24.59 مليون دولار، وهو الأمر الذي يوضح أن أنشطة التمويل المختلفة التي قدمها البنك حققت نمواً قدره 5.22% خلال الربع الأول من عام 2024
وعلى الجانب الأخر انخفض صافي التدفقات النقدية من أنشطة التشغيل من 102.212 مليون دولار إلى 25.689 مليون دولار، ونظراً لأن أصول البنك تُقدر بـ 2.910 مليار دولار، فإنه يُمكن حساب نسبة العائد على الأصول من التدفقات النقدية من الأنشطة التشغيلية، سنجد أنها تساوي 0.88%، وانخفاض هذه النسبة يدل على أن البنك في وضع غير جيد من حيث قدرة أصوله على توليد تدفقات نقدية.
الشكل رقم (3) يوضح صافي التدفقات النقدية لبنك saib خلال الربع الأول من عامي 2023 و2024
آليات التطور:
يتطور بنك saib من خلال مجموعة من الآليات التي سيتم توضيحها على النحو التالي:
(*) تقديم خدمة المدفوعات اللحظية: يعد بنك saib من أول عشرة بنوك قامت بإطلاق خدمة المدفوعات اللحظية “IPN” بالتعاون مع البنك المركزي، والذي يتيح للعملاء التحويلات والمدفوعات بشكل لحظي من خلال إتمام عملية الخصم مـن حسابات العميل المرسل، وإضافتها لحسابات العميل المستفيد لحظياً.
(*) إصدار خدمة الانترنت البنكي: هي خدمة للشركات، جاءت في إطار خطة تطوير وضعها المصرف للقنوات الرقمية الخاصة به. وتتيح هذه الخدمة لعملائه من الشركات والمؤسسات، مجموعة من الخدمات المصرفية الرقمية التي من شأنها تسهيل المعاملات البنكية وإنجازها في أسرع وقت من أي مكان، إذ أنها تتسم بالعديد من المميزات، منها إمكانية التحويل داخل حساب الشركة وإجراء التحويلات المحلية أو الدولية من خلال التطبيق الذي يتم تحميله على الهاتف وربط الودائع، وشراء شهادات الادخار، وإصدار دفتر شيكات.
(*) تقديم خدمة الأسورة الالكترونية: هي وسيلة عصرية وحديثة للدفع الإلكتروني، وهي إحدى وسائل السداد اللاتلامسية، لمواكبة تكنولوجيا المدفوعات والسداد، وبإصدار هذه الخدمة يكون بنك Saib ثالث بنك يقوم بإتاحة وسيلة الدفع الأكثر تطورًا من نوعها في العالم. إذ يُمكن للعملاء سداد قيمة مشترياتهم عن طريق أسورة إلكترونية يجرى ارتدائها في اليد، وإنجاز المعاملة بتمرير الأسورة عن بعد على نقاط البيع الإلكترونية POS، ولا يمكن إجراء معاملات سحب نقدي بـ أسورة saib. كما تُعد هذه الأسورة ملحقًا للبطاقة، وكأنك تستخدم بطاقتك ولكن بحد لكل معاملة، حيث يُمكن للعميل إجراء كل معاملاته التي تصل إلى 600 جنيه دون إدخال رمز سري باستخدام الأسورة، وتصدر للبطاقات الائتمانية البلاتينية وبطاقات الخصم المباشر ورلد إيليت.
(*) إطلاق حساب ” سيطرة بلس”: قام البنك بإطلاق هذا الحساب بأعلى عائد سنوي يُقدر بـ 24%، بحرية في السحب والايداع على الحساب في أي وقت وبدون أي قيود، ويُقدر الحد الأدنى لفتح هذا الحساب بـ 10 ألاف جنيه، والحد الأدنى لاحتساب الفائدة هو 15 ألف جنيه، ويتميز هذا الحساب بأن سعر الفائدة به تصاعدي، كما يُتيح سهولة الوصول إلى الأموال باستخدام بطاقة الخصم المباشر الخاصة به.
(*) سياسة التوسع الجغرافي: تهدف استراتيجية البنك إلى تطوير وتحديث شبكة الفروع لتشمل تجهيز الفروع وتزويدها بجميع الإمكانيات وفقًا لأحدث النظم والمعايير المطبقة عالميًّا، بالتالي توفر لعملاء البنك الراحة والسرعة في أداء الخدمات المصرفية المتميزة، الأمر الذي يتواكب مع هوية البنك المُستحدثة، و تستهدف خطة التوسع التي ينتهجها البنك إضافة فروع جديدة وتغيير مواقع فروع قائمة إلى مواقع أكثر تميزًا وتطوير الفروع القائمة، فكما يوضح الشكل (4 ) ارتفعت فروع البنك من 35 فرع في عام 2021 إلى 42 فرع في عام 2024، كما ارتفع عدد ماكينات الصراف الآلي من 60 ماكينة إلى 144 ماكينة في عام 2024، ولكن بالرغم من ذلك يتطلب الأمر مزيد من الانتشار، مما يسهم في توسيع قاعدة المتعاملين بمختلف الفئات من أجل دعم مبدأ الشمول المالي الذي تسعى الدولة لتعزيزه وتطويره.
الشكل (4) يوضح عدد فروع وماكينات الصراف الآلي لبنك saib
توصيات علمية:
يُمكن تقديم مجموعة من التوصيات التي تعمل على تحقيق تطور أوسع لبنكSaib، وذلك على النحو التالي:
(1)- توسيع الانتشار الجغرافي: يُعتبر تواجد فروع للبنك في كل محافظة من أولويات خطط النجاح على أرض الواقع، فالعميل يذهب أسرع للبنك الأكثر انتشاراً في محافظته، فبنكSaib فى حاجة لزيادة عدد الفروع بصورة أكبر، لتخدم قاعدة أكبر من العملاء فى المحافظات، فالبنك يمتلك فقط 41 فرعًا في حين يمتلك البنك الأهلي المصري 645 فرع، وهو ما يستدعي التوسع بصورة أكبر على مستوى المحافظات، حيث أن الانتشار الجغرافي للبنك بين المحافظات، يجعل له ميزة تنافسية بين البنوك العاملة فى القطاع المصرفي.
(2)- تسهيل الإجراءات المصرفية: تخلق تسهيل إجراءات حصول الخدمة على العميل، صورة جيدة عن البنك في أذهان العملاء، مما يجعله يستقطب المزيد من العملاء، ويتحقق تسهيل الإجراءات من خلال عدم المبالغة في الحصول على الضمانات من العملاء، والإسراع في استخدام البيانات المالية وغير المالية والبديلة للتقييم الائتماني للعملاء من المؤسسات، مما يُسهل إجراءات نفاذ هذه المشروعات إلى التمويل.
(3)- زيادة الترويج لخدمات البنك: يعرف الترويج والتسويق لخدمات البنك عن طريق الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، فئات كبيرة من المواطنين بالبنك وخدماته، ويجعلهم يفضلوا التعامل معه، فتكثيف الحملات الإعلانية بالخدمات الالكترونية للبنك وعقد المؤتمرات والندوات لعملاء البنك، يرفع من عدد المُتعاملين مع بنك Saib، وهو الأمر الذي سيزيد من ودائع البنك والقروض التي يمنحها، مما ينعكس على مستوى الأرباح في نهاية العام.
(4)- إدارة المخاطر الرقمية: يُعد من الضروري تطوير منهجية لإدارة المخاطر الرقمية بالبنك، ويتماشى ذلك مع تطوير قدرات العاملين في إدارة تلك المخاطر، بالإضافة إلى ضرورة تعزيز ثقافة الحوكمة الالكترونية، وهو الأمر الذي يزيد من استفادة البنك من إجراءات التحول الرقمي، وتخفيض المخاطر المُحيطة بها.
(5)- التوسع في أنشطة جديدة: تتطلب انخفاض نسبة صافي التدفقات النقدية من الأنشطة التشغيلية، اتخاذ مجموعة من الإجراءات التي تعمل على زيادة التدفق النقدي الداخلي من خلال التوسع في أنشطة جديدة لتوليد ربح وإعادة تخصيص الموارد وتحقيق الكفاءة في استخدامها.
في النهاية، يُمكن القول إن بنك Saib بدأ في حصد ثمار الاستراتيجيات وخطط العمل الذي وضعها في السنوات الماضية؛ للنهوض بالأداء المالي للبنك، إذ حقق البنك مؤشرات قوية في بداية عام 2024، توضح السعي المُستمر للبنك في إحراز التقدم والنجاح، وهو الأمر الذي يُحقق تنافسية البنك في القطاع المصرفي المصري، ومن هنا فعندما يقوم كل بنك في القطاع المصرفي المصري، بتطوير نتائج أعماله على كافة المستويات، سينعكس ذلك على الاقتصاد المصري برمته.