جمهورية السلام في اليوم العالمي للأخوة الإنسانية
في ٢١ ديسمبر ٢٠٢٠م، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بالإجماع يُعلن يوم الرابع من فبراير كل عام “يوماً دولياً للأخوة الإنسانية” ضمن مبادرة قادتها كل من دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية، حيث دعت فيه كافة الدول الأعضاء والمنظمات الدولية إلى الاحتفال سنويًا بهذا اليوم. قال الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش: “بينما نحتفل باليوم الدولي للأخوة الإنسانية، دعونا نتعهد ببذل المزيد دوماً من أجل تعزيز قيم التسامح والتفاهم والحوار الثقافي والديني.” (المصدر اللجنة العليا للأخوة الإنسانية- الأمم المتحدة). وبهذه المناسبة نُفسر محددات تحقيق الأخوة الإنسانية من خلال رؤيتنا عن معركة الخير ودعاة الشر ومبادئ جمهورية السلام التي نتمناها.
معركة الخير والشر:
الحقيقة تظهر الصدام بين الخير والشر، بين أتباع الشيطان وأهل الإجرام، فلا ينبغي أن نتعجب من أفعالهم ولا سلوكياتهم، فمن باع نفسه للشيطان وأصبح عونًا له على الشر والتدمير، فلا تستغرب أقواله، ولا تتعجب من أعماله، تلك هي عقيدتهم يتآمرون على الشعوب ويسقطون الأنظمة، ويدفعون الثعالب إلى الصفوف الأولى لخلق الشائعات.
وتغيير الحقائق ولتثير الفتن. ثم تأتي بعدها الضباع لتنهش في الشعوب وتستأثر بالثروات وتتمتع بالسرقات، وتحتل الديار.. ألم تكن بريطانيا صاحبة اتفاقية سايكس بيكو؟! ألم تكن بريطانيا قاعدة للاستعمار؟! ألم يكن وزير خارجيتها من أعلن عن إنشاء وطن قومي للصهاينة..
لذلك العالم اليوم أصبح معظمه تقريبًا تحكمه قوى الشر الخفية من الصهاينة، تتحكم في الاقتصاد العالمي وتكتنز الذهب، وتساوم الشعوب بالقروض لتفتح أبواب السرقة، وتصطاد في المياه العكرة.. ماذا فعلت بريطانيا العجوز في الدول العربية من استعباد وقهر وجبروت وطغيان؟!
وبما أن الله سبحانه يقص على الناس في كتابه الكريم عقاب أمم سبقت ودمرها بما ظلمت، وأهانها حتى حكم عليها بأن يحكمها مواطن هندي سبق لبريطانيا أن احتلت بلاده، وتسلطت على خيراته وجلبوا آلاف الهنود إلى لندن ليفتحوا لهم الأنفاق تحت الأرض، لتيسير وسائل النقل كالمترو
فنحن اليوم نرى عقاب الله على ما ارتكبته بريطانيا في الوطن العربي وآسيا من بغي وطغيان نراها اليوم أصبحت عجوزًا لا ترى النور ومن حولها القبور، دفنت فيها آخر ملكة لبريطانيا العاجزة عن استعادة أمجادها فقد سادت واليوم سوءتها بانت ، وهكذا يبين الله للناس أنه هو الملك الأوحد الجبار.
جمهورية السلام:
الخطاب الديني الذي يليق بالجمهورية الجديدة هو استبداله بالخطاب الإلهي، ليكون مرجعًا لكل التشريعات، واجتهاد المفكرين والمثقفين والمشرعين باستنباط كافة التشريعات من نصوص القرآن الكريم.
وهكذا يتم إلغاء كل الروايات والإسرائيليات التي تسببت في خراب الديار، والتحريض على قتل الأبرياء، وتوحش الإنسان، واستفحال الظلم والعدوان، وتمزيق العرب وبذر الشقاق بينهم.
والخصام أدى إلى التخلف والفرقة والصدام وغياب السلام ليحل مكان الروايات الخطاب الإلهي الذي يدعو الناس للرحمة والعدل والإحسان والسلام، وحرية الاعتقاد للإنسان، والتعاون على البر لمصلحة الإنسان وتحقيق الأمن والاستقرار، وإلغاء نظام الكهنة الذي يسمى شيوخ الدين الذين احتكروا تفسير القرآن ومقاصد الايات لغير مراد الله للشر والتحريض على العدوان وتوقيفهم عن نشر السموم وخطاب الكراهية، ونشر الفتن بين الناس، وخلق الالتباس عند الناس في فهم الإسلام الصحيح، الذي أنزله الله على رسوله في القرآن والذي شهد الرسول عليه السلام بأنه (أحسن الحديث وأصدق الحديث وأصدق القول).
ألم يقرأوا قول الله الصاعق والمستنكر للأحاديث الذي خاطب به رسوله عليه السلام لينذر المسلمين عن اتباع الأحاديث إلا حديث الله في الذكر الحكيم في قوله سبحانه: (تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ) (الجاثية :6) فالله سبحانه يدعوهم بالاعتصام بكتاب الله وحده حتى لا يتفرقوا سيعا وأحزابا وهو يأمر المسلمين بقوله: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ) (آل عمران: 103).
فلا حاجة للمسلم إلى روايات أقل مصداقية من آيات القرآن، تثير الفرقة وتستدرج الناس إلى طريق الباطل، فيخسرون في حياتهم ويعيشون حياة الضنك والبؤس ويعانون يوم الحساب من الخسران المبين فلا يتنتظر يا سيادة الرئيس خيرًا أو موقفًا جادًا ومخلصًا ومتجردًا في سبيل الله والحق من المؤسسات الدينية، فهم كما وصفهم الله لرسوله عليه السلام بقوله سبحانه: (وَمَا يَسْتَوِى ٱلْأَحْيَآءُ وَلَا ٱلْأَمْوَٰتُ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَآءُ ۖ وَمَآ أَنتَ بِمُسْمِعٍۢ مَّن فِى ٱلْقُبُورِ) (فاطر: 22).
نظرًا لعدم إيمانهم بأن القرآن هو المرجعية الوحيدة لدين الإسلام، واتخذوا الروايات المفتريات على الرسول أساسًا لدين الإسلام، واستنباط الأحكام من الروايات على حساب الآيات التي خلقت خللًا خطيًرا في المجتمعات الإسلامية وحوروا الخطاب الإلهي للذكر والأنثى الذي ساوى بينهما إلى تسلط الذكور على النساء. مما جعل الرجال يتسلطون على زوجاتهم بالاستعلاء والسيادة عليهن واستباحة حقوقهن. مما خلق ذلك الفهم المتناقض مع مقاصد الآيات لخير الذكر والأنثى ليحيوا حياة طيبة ويطبقوا ما أمرهم الله سبحانه بالمعاملة بينهم بالمودة والرحمة والرعاية والتسامح للحفاظ على بقاء الأسرة كي لا يتشرد الأطفال وتضيع الألفة بينهم وتكون النتيجة كلمة تصدر من الزوج في حالة غضب أو حزن أو أي سبب تافه ليقول لزوجته (أنت طالق).
مهددات الأخوة الإنسانية:
فكم تسببت فتاوي شيوخ الدين على غير مقاصد الآيات في تفرق مئات الآلاف من الأسر الذين احتكروا فهم الأحكام في القرآن وهجروا كتاب الله واعتمدوا على الروايات المفتراة على الرسول عليه السلام، فكم خاطب سيادة الرئيس المؤسسات الدينية لإعداد خطاب إسلامي يتفق مع مقاصد آيات القرآن لمنفعة الإنسان من أجل مستقبل أكثر أملًا وأكثرإشراقًا واستقرارًا. لمجتمع يحقق للإنسان عيشًا كريمًا يحيطه الأمن والعدل والرحمة والطمأنينة والاستقرار.
وظل صدى نداء الحق يتردد على مدى أربع سنوات حتى اليوم منذ أكثر من أربع سنوات فلا مجيب؛ صم بكم عمي فهم لا يؤمنون، فقد استحكمت الأقوال والروايات في عقولهم، وأصبحوا أسرى لفكر الأموات علمًا بأن الله سبحانه نبّه الناس بشأن الأمم السابقة في قوله سبحانه: (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (البقرة: 134).
ذلك يعني كل عصر معني بعصره وعليه تدبر آيات القرآن ليستنبط أحكامًا ليست بالضرورة أن تتفق مع الأمم السابقة. ولكن على المجتمعات أن تصحح مسارها وتتعرف على أحكام القرآن ليكون تشريع القوانين يستند إلى نصوص الكتاب المبين لضمان دقة التشريعات وتوافقها مع التشريع الإلهي.
وقد وصف الله أولئك الذين شرّعوا أحكامًا لا تتفق مع شرع الله حينما يقال لهم تعالوا إلى ما أنزل الله يردون عليك بقول الله سبحانه: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ) (المائدة : 104)، وقد عرفهم الله سبحانه في كتابه المبين بلسان رسوله وهو يقول: (وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ۖ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) (الزمر: 45).
لذلك فشلت المؤسسات الدينية في تقديم عرض أمين عن رسالة الإسلام، كما عرضه الرسول عليه السلام، مستندًا إلى آيات القرآن.
ولذلك ومن أجل الخروج من النفق المظلم يتم تشكيل لجنة من أساتذة اللغة وكبار القانونيين وعلماء الاجتماع وعلماء النفس، لإعداد خطاب إسلامي يتفق مع رسالة الإسلام، وما أنزله الله على رسوله عليه السلام من آيات القرآن، والذي كلفه رب العالمين بقوله سبحانه: (كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ) (الأعراف: 2)، كما أمر وكلف الله رسوله وعرفه بأسلوب عرض الخطاب الإلهي على الناس، بقوله سبحانه: (ٱدْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْمَوْعِظَةِ ٱلْحَسَنَةِ ۖ وَجَٰدِلْهُم بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِۦ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ) (النحل:125)
وجعل الله حرية الاعتقاد للناس حكمًا مطلقًا لاختيار الإنسان لدينه دون إكراه فخاطب الله رسوله بقوله: (رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ ۖ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ ۚ وَمَآ أَرْسَلْنَٰكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا) (الإسراء: 54).