ماذا قدم البنك الزراعي في عيد الفلاح الـ 71؟
استحدث البنك الزراعي المصري حزمة جديدة من القروض في إطار احتفاليته بـ ” عيد الفلاح المصري” الـ 71، إذ أطلق قرضًا جديدًا للمساهمة في مصروفات التعليم، مع توجيه هذا القرض بشكل أساسي لأبناء المزارعين، تحت شعار” علمهم واحنا في ضهرك”، وهو ما يدل علي توسع أنشطة البنك الزراعي بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، إذ أصبح بنك شامل يعمل علي تقديم العديد من الخدمات التي تخدم المواطن المصري، وترفع من شأنه في المجتمع.
وفي ضوء ما سبق يتناول هذا التحليل التعرف علي التسهيلات التمويلية التي يقدمها البنك الزراعي المصري للمزارعين، مع توضيح انعكاسات هذه القرارات علي الاقتصاد المصري.
إسهامات جديدة:
قدم البنك الزراعي المصري مجموعة من القرارات الهامة خلال الاحتفالية بعيد الفلاح المصري، ومن هذه القرارات ما يلي:-
الشكل رقم (1) يوضح تفاصيل قرض مصروفات التعليم للبنك الزراعي المصري
(-) قرض مصروفات التعليم: أطلق البنك الزراعي المصري قرض شخصي للمساهمة في تغطية مصروفات التعليم لأبناء المزارعين كما يوضح الشكل رقم (1)؛ لدعم المزارعين ومساعدتهم على تحمل تكاليف مصروفات المدارس والجامعات لأبنائهم، وذلك بمناسبة الاحتفال بعيد الفلاح وبدء العام الدراسي الجديد، إذ يُتيح هذا القرض تمويل المصاريف الدراسية ومستلزمات الدراسة لطلاب المدارس والجامعات من أبناء المزارعين الحائزين للأراضي الزراعية، حيث يتم احتساب القرض بواقع ٢٠٠٠ جنيه عن كل فدان ببطاقة الحيازة للمزارع، وذلك بحد أدنى 20٠٠ جنيه وحد أقصى ١٠ آلاف جنيه، كما تبلغ مدة التمويل 12 شهراً،ويتيح البنك للعميل مرونة في دورية السداد حسب اختيار العميل، حيث يُمكن سداد القرض على أقساط شهرية أو ربع سنوية أو نصف سنوية للتيسير على المزارعين، بالإضافة إلى منح العميل وثيقة تأمين حياة مجانية خلال فترة القرض.
وتسهيلاً من البنك علي المواطنين في الحصول علي هذا التمويل، صرح الأستاذ/ علاء فاروق رئيس مجلس إدارة البنك الزراعي المصري أنه سيتم إطلاق القرض من خلال جميع فروع البنك بالمحافظات في مختلف أنحاء الجمهورية؛ ليستفيد جميع المزارعين من التمويل الجديد، وهو ما يوضح مدي حرص البنك علي دعم الدولة في تحسين مستوي معيشة المزارعين، وهو الأمر الذي يُحقق التنمية في الريف المصري بشكل كبير، تحقيقًا لأهداف مبادرة ” حياة كريمة” التي تطبقها الدولة المصرية في المدن الريفية.
(-) مبادرة الشمول المالي للفلاح: أعلن البنك الزراعي المصري عن مشاركته في مبادرة الشمول المالي بمناسبة عيد الفلاح خلال الفترة من 1 سبتمبر إلي 15 سبتمبر، إذ سيتم خلال هذه المبادرة تقديم باقة مميزة من الخدمات المصرفية والمزايا الإضافية لجميع عملائه الحاليين والجدد، إذ تشمل هذه الخدمات فتح حسابات (توفير – جاري – نشاط اقتصادي)مجانًا بدون مصاريف أو حد أدني لفتح الحساب، بالإضافة إلي إصدار بطاقات الخصم المباشر مجانًا، وبطاقات ميزة مسبقة الدفع، كما يوضح الشكل رقم (2)، وتأتي هذه المبادرة تأكيداً على دعم و تقدير البنك المستمر للفلاح المصري الذى بدوره يسهم بشكل فعال في تحقيق التنمية المستدامة ويشكل قاطرة نمو الاقتصاد الوطني.
الشكل رقم (2) يوضح خدمات مبادرة الشمول المالي للفلاح بمناسبة عيده الـ 71
وإلي جانب هذه القرارات التي اتخذها البنك الزراعي حديثًا في الاحتفالية الـ 71 لعيد الفلاح المصري، حقق البنك انجازات كبيرة في الريف المصري من خلال الخدمات الأخرى التي أطلقها سابقًا، وهي:-
(-) قرض المحاصيل الزراعية: يوفر البنك الزراعي قروضًا للمحاصيل الزراعية بأقل فائدة تبلغ 5% سنويًا متناقصة، إذ تصل قيمة التمويل 100% من قيمة الموازنة المحصولية المعتمدية للمحاصيل الزراعية، كما يُقدم هذا التمويل تسهيلات كبيرة في السداد، وفترة سماح في بداية التمويل، وتأتي أهمية ذلك في مساعدة الفلاح علي تغطية خدمة الأرض الزراعية وتكاليف الإنتاج الزراعي، الأمر الذي سيعمل علي تحسين جودة الإنتاج وزيادة الإنتاجية.
(-) قرض باب رزق: يعتبر ” باب رزق” أحد أهم البرامج التمويلية التي يُقدمها البنك الزراعي المصري؛ لتمويل المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر للمرأة الريفية و صغار التجار والحرفين في قري الريف المصري، ويتميز هذا التمويل إنه بفائدة 14% متناقصة، بالإضافة إلي الإجراءات البسيطة التي يتطلبها، إذ إنه يتطلب فقط صورة بطاقة الرقم القومي وإيصال مرافق وصورة بطاقة ضامن، وهو ما يُشير إلي إمكانية استفادة قاعدة كبيرة من المزارعين من هذا القرض.
(-) تمكين الشباب: أطلق البنك مبادرة “رواد النيل” بهدف تمكين الشباب، إذ تُقدم هذه المبادرة خدمات تعزيز الابتكار ونشر التوعية عن طريق التدريبات والمنصات الرقيمة، و خدمات تطوير الأعمال ودعم الريادة، من خلال إنشاء عدد من مراكز تطوير الأعمال لتقديم الدعم لرواد الأعمال وتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة للعمل في القطاعات الاقتصادية، مثل الصناعة والزراعة، وفي سبيل ذلك يوجه البنك الزراعي المصري جزء كبير من محفظة القروض للمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر، إذ ارتفعت من 32.724 مليار جنيه في 2022 إلي 42.842 مليار جنيه في يونيو 2023، وذلك بدون مصاريف إدارية وبسعر فائدة 5% متناقصة، وبهذا يكون أكبر حصة من القروض موجهه للمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر، وهو ما يعمل علي تحقيق ريادة الأعمال بين الشباب المصري.
وتأسيسًا عما سبق يتضح إن البنك الزراعي المصري يُقدم خدمات شاملة للمزارع المصري، وهو الأمر الذي اتضح من زيادة محفظة القروض بشكل كبير كما يوضح الشكل رقم (3) الذي يشير إلي زيادة حجم المحفظة من 36 مليار جنيه إلي 69.4 مليار جنيه، وهو الأمر الذي يوضح حرص البنك المُتزايد علي تسهيل منح التمويل للمواطنين وخاصة المزارعين، إذ بلغ عدد المستفيدين من هذه القروض نحو 538.272 عميل.
انعكاسات محورية:
إن القرارات المختلفة التي يتخذها البنك الزراعي والخدمات المتنوعة التي يُقدمها للمواطن المصري عامة، والمزارع خاصة، تحمل العديد من الانعكاسات الإيجابية علي الريف المصري، وبالتالي علي الاقتصاد، ومن هذه الانعكاسات ما يلي:-
(-) زيادة نسبة المتعلمين: إن تقديم البنك الزراعي المصري لقرض يعمل علي تسهيل المصروفات الدراسية، سينعكس علي زيادة نسبة الإلتحاق بالتعليم في المدن الريفية، وهو ما يترتب عليه زيادة الوعي في هذه المناطق التي طالما عانت من التهميش وضعف البنية التعليمية بها، وهو ما يُعد توجه جديد للبنك الزراعي، ويعبر عن قناعات البنك إن التنمية الريفية لن تأتي بدون جيل متعلم وواعي.
(-) تنمية قطاع الزراعة: من خلال توجيه التمويلات الميسرة للمزارع المصري، وتقديم الدعم الكامل له في عملية الزراعة، فعلي سبيل المثال قرض المحاصيل الزراعية يعمل خفض عبء تكاليف الإنتاج عن المزارع المصري، وهو ما يعمل علي زيادة إنتاج المحاصيل بشكل كبير، الأمر الذي سينتج عنه تحقيق الأمن الغذائي في مصر.
(-) تخفيض الهجرة الداخلية: إن اهتمام البنك الزراعي المصري بمساندة الدولة المصرية في تحقيق حياة كريمة داخل الريف المصري، المُتمثل في خدمات مصرفية متنوعة للمزارع والمرأة الريفية والحرفيين والتجار، والقروض الميسرة لدعم أهالي الريف، سيعمل علي تقليل معدلات الهجرة من الريف إلي المدن بحثًا عن فرص عمل، إذ إن معظم الخدمات التي يُقدمها البنك الزراعي المصري تعمل علي تشجيع ريادة الأعمال داخل الريف المصري.
(-) زيادة المشاركة المجتمعية: يُعد توجه البنك الزراعي المصري لتسهيل التحاق أبناء المزارعين للتعليم، بمثابة نموذج يحتذى به في المؤسسات الأخرى؛ لأنه يعمل علي زيادة المشاركة المجتمعية لأبناء الريف المصري، الأمر الذي يعود بالنفع الكبير علي الاقتصاد المصري، من خلال زيادة القيمة المضافة بمشاركة جميع طوائف المجتمع في عملية التنمية، وهو ما سيُحقق التنمية المستدامة بشكل كبير في الاقتصاد المصري.
وعليه يُمكن القول إن البنك الزراعي المصري يتوسع في خدمات الإقراض بشكل كبير، وهو ما يوضح سعي البنك لتحقيق الشمول المالي في الخدمات التي يُقدمها، حيث إن البنك لا يدخر جهدًا في تغطية الفجوة التمويلية في قري الريف المصري، الأمر الذي سيعود بالنفع علي الاقتصاد المصري بشكل عام، والتنمية الريفية بشكل خاص.