سياسات ” تمكين الشباب ” في استراتيجية البنك الزراعي

وقع البنك الزراعي المصري بروتوكول تعاون بين وزارة الشباب والرياضة وبنكي الأهلي ومصر لتمويل الفرص الاستثمارية بمراكز الشباب، فالبنك حريص علي تمكين الشباب لتحسين جودة حياتهم، مما سيعمل علي تحقيق التنمية بشكل مستدام في مصر، حيث يأتي هذا البروتوكول من إدراك البنك أن الاهتمام بالشباب، هو سر التقدم في مصر؛ لذلك أفرد البنك الزراعي المصري سياسات تستهدف الإعلاء من قيمة الشباب في المجتمع ضمن استراتيجيته، هذا إلي جانب سياساته في الاهتمام بالقطاع الزراعي والسياسات الخاصة بدعم برامج التنمية التي تنتهجها الدولة المصرية، فالبنك الزراعي المصري أصبح له دور هام جدًا في دعم البرامج المختلفة الهادفة لإحداث طفرة اقتصادية واجتماعية في المجتمع.

في ضوء ما سبق يهدف هذا التحليل إلي إلقاء الضوء علي الإطار العام الذي يحكم هذا البرتوكول، بالإضافة إلي معرفة انعكاسات هذا البرتوكول علي المجتمع المصري.

الإطار العام:

يُوضح الإطار العام لهذا البروتوكول إلي مدي قام البنك بانتهاج سياسة تمكين الشباب وتضمنيها داخل استراتيجيته بشكل فعال وكفء،  لذلك ستُشير النقاط التالية إلي هذا الإطار:

(*) الأطراف الفاعلة في البروتوكول: جاء هذا البرتوكول من خلال توقيع الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، بروتكول تعاون مع البنك الزراعي المصري وبنك مصر والبنك الأهلي،  وذلك بحضور كلا من علاء فاروق رئيس مجلس إدارة البنك الزراعي المصري،  ومحمد الأتربي رئيس مجلس إدارة بنك مصر، وهشام عكاشة رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي، وسامي عبد الصادق نائب رئيس مجلس إدارة البنك الزراعي المصري، ويحي أبو الفتوح نائب رئيس البنك الأهلي،  وشريف لقمان وكيل محافظ البنك المركزي للشمول المالي، وقد وقع البروتوكول من جانب البنك الزراعي المصري، صالح الشامي الرئيس التنفيذي للائتمان ومن جانب وزارة الشباب والرياضة اللواء إسماعيل الفار رئيس قطاع الشباب،  بحضور اللواء عبد الرحمن شلش رئيس الإدارة المركزية لشؤون مكتب الوزير،  والدكتور عبد الله الباطش مساعد الوزير للسياسات والتنمية الشبابية، والدكتور محمد عبد القادر رئيس الإدارة المركزية لمراكز الشباب، والدكتورة منال جمال وكيل الوزارة رئيس الإدارة المركزية لتمكين الشباب، والدكتور محمود فوزي مدير عام الشؤون القانونية، مما يدل علي تنوع الأطراف الفاعلة في هذا البرتوكول وهو ما سيعمل علي إثراءه بأفكار متنوعة.

(*) دور البنك الزراعي: يقوم البنك الزراعي بدور هام في دعم وتمكين سكان الريف من الشباب، بهدف توفير فرص عمل حقيقية لهم وتحسين جودة حياتهم، وذلك من خلال العديد من البرامج التمويلية التي يقوم بإتاحتها البنك لدعم المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر كما يتضح من الشكل رقم (1)، حيث يترسخ لدي البنك أن الشباب قوة إيجابية لا يستهان بها لدفع عجلة التنمية، خاصة عند تزويدهم بالمعرفة والفرص والمهارات والدعم التمويلي الذي يتناسب مع احتياجاتهم فتوفير البنك لتمويل المشروعات المختلفة كما يتضح من الشكل رقم (1) يوضح مدي اهتمامه بالشباب مع تشجيعهم في ريادة الأعمال،  حيث قال رئيس البنك الزراعي المصري: “إننا عازمون على وضع كافة إمكانياتنا وقدراتنا من أجل إنجاح تلك المبادرة من منطلق الدور الوطني للبنك في دعم ومساندة جهود الدولة لتحقيق التنمية المستدامة ونمو الاقتصاد الوطني تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي”، حيث يتضح من ذلك القول إن البنك الزراعي يقوم بمساندة الدولة المصرية في جميع سياساتها التي تهدف إلي تحقيق التنمية المستدامة.

الشكل رقم (1) يوضح تمويل البنك الزراعي للمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر

 

المصدر: من إعداد الباحثة

(-) كما قام البنك بإطلاق العديد من المبادرات التي تهدف لتمكين الشباب المصري، مثل مبادرة رواد النيل التي تقدم خدمات الدعم التي تساعد علي تحقيق أهداف المبادرة مثل خدمات تعزيز الابتكار ونشر التوعية عن طريق التدريبات والمنصات الرقمية وخدمات تطوير الأعمال و دعم ريادة الأعمال،  حيث يضع البنك ضمن أولوياته تمكين الشباب الراغب في تأسيس مشروعاتهم بهدف دعم النشاط الابتكاري وترسيخ مفهوم ريادة الأعمال واحتضان الشركات الناشئة وتوفير كافة الإمكانيات والتيسيرات بما في ذلك تزويدهم بالخدمات غير المالية لتحسين بيئة عملهم بما يسهم في توفير فرص العمل وتحسين مستوى المعيشة في محيط مجتمعاتهم،  ومن هنايعد البنك الزراعي المصري أحد أبرز البنوك المشاركة في مبادرة رواد النيل من خلال إنشاء عدد من مراكز تطوير الاعمال لتقديم كافة أوجه الدعم لرواد الأعمال وتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة للعمل في القطاعات الاقتصادية المهمة بالدولة مثل الصناعة والزراعة والأنشطة المرتبطة بهم بالإضافة إلى تزويد رواد الأعمال بخدمات غير مالية لتحسين بيئة عملهم، مما يُمكنهم من إقامة مشروعات خاصة،  بالإضافة إلى تثقيفهم مالياً ومصرفياً. ولدعم ما سبق، قام البنك الزراعي بالأدوار الآتية، هي:

(-) يسعي البنك الزراعي المصري، إلي توسيع الاستفادة من هذا البرتوكول،  فقد أوضح علاء فاروق، أن البنك الزراعي المصري قادر على توسيع دائرة الاستفادة من هذا البروتوكول إيماناً منه بالدور الحيوي الذي تمثله المشروعات الصغيرة في تحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية للدولة، وذلك من خلال تنفيذ خطة الشمول المالي وتوفير خدماته البنكية والمالية في شبكة فروعه التي تعد الأكبر والأكثر انتشاراً في جميع المدن والقرى والتي تزيد عن 1200 فرع، وهو ما يسمح بالوصول لكافة فئات المجتمع ومخاطبة الشباب في كافة أنحاء الجمهورية،  بالإضافة إلي أن 70 % من محفظة ائتمان البنك توجه لتمويل المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر، كما يتضح من الشكل رقم (2) حيث بلغ حجم قروض المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر 32.724 مليار جنيه، وبهذا تكون أكبر حصة من القروض موجهه لتمويل هذا النوع من المشروعات،  وهو ما يدل علي مدي اهتمام البنك الزراعي المصري بالمشروعات الصغيرة، مما يؤكد أن البنك سيواصل جهوده في التركيز على القرى المشمولة في المبادرة الرئاسية “حياة كريمة” للمساهمة في تحقيق جودة حياة شباب تلك القرى وتحسين مستوى معيشتهم.

المصدر : تقارير البنك الزراعي المصري

(*) أراء المشاركين في البروتوكول عن تمكين الشباب: أكد شريف لقمان وكيل محافظ البنك المركزي حرص البنك المركزي على دعم الشباب وريادة الأعمال والمشروعات الناشئة والصغيرة، حيث يمثل الشباب من سن ( 16-35 سنة ) 55 % من  المواطنين البالغين 16 فأكثر، وعملا على تعظيم الاستفادة من الانتشار الجغرافي لمراكز الشباب والرياضة على مستوي قرى ومحافظات الجمهورية والتي تصل إلى أكثر من 5 آلاف مركز شباب على مستوى الجمهورية في تعزيز الشمول المالي ونشر الثقافة المالية لجميع فئات المجتمع وكذلك تحفيز ريادة الأعمال، حيث يأتي هذا استكمالا للتعاون المستمر مع وزارة الشباب والرياضة،  وفي سبيل دعم ذلك أكد هشام عكاشة رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي، أنه من المهم التواجد في هذا البروتوكول والذي سوف يتيح الفرصة للشباب لمزيد من الخبرات من خلال إدارة تلك المشروعات، مضيفاً أنه من المؤمنين بأن الشمول المالي وإتاحة الفرصة للشباب لإدارة تلك المشاريع، يمثل أحد الأهداف التي يسعى مجلس إدارة البنك لتحقيقها، وقد أكد محمد الإتربي -رئيس مجلس إدارة بنك مصر، علي أن توقيع هذا البروتوكول يعد خطوة لتحقيق استراتيجية بنك مصر في دعم ومساندة قطاع المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، والذي يوليه البنك أهمية كبرى من خلال توفير كافة الخدمات المالية وغير المالية بما يلبي احتياجات عملاء هذا القطاع.

وتأسيسًا عما سبق، نتج عن اهتمام القطاع المصرفي بموضوع ” تمكين الشباب”،  وبلورة هذا الاهتمام في تجمع لمجموعة من البنوك الهامة داخل برتوكول، وهم البنك الزراعي المصري، والبنك الأهلي، وبنك مصر، فضًلا عن الاهتمام المتزايد لوزارة الشباب والرياضة، أنه أصبح هناك “885” ماكينة صراف آلي للبنوك داخل مراكز الشباب بجميع محافظات مصر كما أشار الدكتور أشرف صبحي وزير الرياضة،  الذي أشاد بدور القطاع المصرفي في دعم الرياضة المصرية والشباب، حيث قام بتخصيص نحو 35 مليون جنيه لأبطال مصر في دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو، ويُمكن الإشارة إلي أن انضمام البنك الزراعي المصري لهذا البرتوكول سيحقق إضافة كبيرة وتقدم في موضوع ” تمكين الشباب”.

انعكاسات هامة:

سيحقق توقيع البنك الزراعي المصري لهذا البرتوكول نتائج اجتماعية واقتصادية إيجابية عديدة علي أرض الواقع،  فمن النتائج المحتمل تحقيقها هي:

(&) تقليل حالات الهجرة إلي الخارج: حيث عندما يجد الشباب المصري من يهتم بتمكينهم ومساعدتهم في الانخراط في الحياة العملية، سينخفض تفكيرهم في الهجرة وخاصة الهجرة غير الشرعية التي تحصد أرواح الكثير من الشباب،  فتقليل هجرة الشباب يُعطي فرصة للاقتصاد المصري في الاستفادة من طاقة الشباب لأنه بالشباب تقوم الأمم اقتصاديًا ويتحقق التقدم والنمو.

(&) توسيع الطاقة الإنتاجية للاقتصاد: إن محاولة البنك الزراعي المصري في إخراط الشباب داخل العملية الإنتاجية في مصر عن طريق توفير التمويل والدعم اللوجيستي لهم، سيعمل علي توسيع الطاقة الإنتاجية داخل الدولة وتحقيق معدلات عالية من الإنتاج.

(&) خفض معدلات الانتحار: تنتشر حالات الانتحار بين الشباب في كثير من الأحيان بسبب سوء حالاتهم الاقتصادية، فإن محاولة البنك الزراعي في تحقيق الريادة لشباب مصر من خلال توفير التمويل لمشروعاتهم وبفائدة مخفضة، سيرفع من روحهم المعنوية، وهو ما سوف ينعكس بالإيجاب علي كل جوانب الاقتصاد القومي.

(&) القضاء علي معدلات الفقر في المجتمع: إن تشجيع ريادة الأعمال في المجتمع، وإتاحة الفرص التمويلية المختلفة والميسرة، سيعمل علي إكساب المواطنين مصدر للدخل يحقق لهم حياه كريمة، ومن أهم الأمثلة التي تطرح في هذا النطاق، هو مشروع باب رزق للبنك الزراعي المصري الذي يدعم نمو المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر في قري الريف المصري، ونتج عن هذا المشروع دعم المرأة الريفية والشباب بشكل كبير.

ختامًا، يتضح أن مساهمة البنك الزراعي المصري في برتوكول لتمكين الشباب ليس بجديد علي سياسة البنك الداعمة للشباب في كثير من برامجها،  فالبنك الزراعي يعطي للشباب أولوية كبيرة في الأنشطة المختلفة التي يقوم بها، وتأتي أهداف البرتوكول متسقة مع استراتيجية البنك الزراعي،  فالبروتوكول يهدف إلى دعم ريادة الأعمال والمشروعات متناهية الصغر والصغيرة في مجال الاستثمار الرياضي من خلال توفير التمويل اللازم من البنوك لاستغلال الفرص الاستثمارية، وتمكين الشباب من الوصول إلى المنتجات والخدمات المالية وغير المالية بهدف تحقيق التنمية المستدامة وزيادة فرص العمل، وهو ما ينتهجه البنك الزراعي في سياساته منذ البداية،  مما يدعم فكرة أن البنك الزراعي المصري هو البنك الشامل الذي يقدم العديد من الخدمات للمواطن المصري.

رضوى محمد سعيد

رئيس برنامج دراسات السياسات العامة، الباحثة حاصلة على بكالوريوس اقتصاد، كلية اقتصاد وعلوم سياسية- جامعة القاهرة، الباحثة مهتمة بتحليل القضايا الاقتصادية الكلية، عملت كباحثة متخصصة في تحليل السياسات العامة المصرية بالعديد من الشركات المتخصصة ومراكز الفكر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى