أية سيناريوهات محتملة مع تصاعد التوتر بين طهران وتل أبيب؟

سارة أمين

ماجستير علوم سياسية، شعبة علاقات الدولية.

الباحثة مهتمة بشؤون الشرق الأوسط والخليج العربي.

اتخذت العلاقات بين إيران وإسرائيل مسار التوتر بعد ثورة الخميني عام 1979، وسقوط شاه إيران -حليف إسرائيل- حيث تبنى القادة الجدد في إيران موقفاً مناهضاً لإسرائيل، باعتبارها قوة إمبريالية في الشرق الأوسط، ومنذ ذلك التاريخ اتجهت طهران لدعم الجماعات المناهضة لإسرائيل، لا سيما حزب الله في لبنان، وحركة حماس في فلسطين المحتلة، ثم الميليشيات الشيعية في سوريا والعراق، وحركة الحوثي في اليمن، وهو ما اعتبرته تل أبيب تهديداً لأمنها، إضافة إلى أنشطة إيران النووية، التي تزيد من مخاوف إسرائيل، في ضوء تقدم البرنامج النووي الإيراني، وهو ما دفع تل أبيب إلى تنفيذ هجمات سيبرانية وأخرى بطائرات من دون طيار على منشآت عسكرية داخل الأراضي الإيرانية، إضافة إلى تصفية كوادر رئيسية في المشروع النووي الإيراني.

ومنذ الانسحاب الأمريكي من منطقة الشرق الأوسط، تصاعدت الهجمات الإسرائيلية ضد إيران، ويحاول هذا التحليل الكشف عن العوامل والأسباب التي أدت إلى تصاعد المواجهات بين إيران وإسرائيل؟، والسيناريوهات المتوقعة في حال استمرار التصعيد بين طهران وتل أبيب؟

تصاعد التوتر:

هناك العديد من العوامل والأسباب التي أدت إلى تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، والتي يمكن الإشارة إليها على النحو التالي:

(*) البرنامج النووي الإيراني: تنظر تل أبيب إلى البرنامج النووي الإيراني بعين الريبة والشك، فرغم أن طهران تعلن أن برنامجها النووي هو للأغراض السلمية وليس للأغراض العسكرية، إلا إن إسرائيل ترى المساعي الإيرانية لامتلاك طاقة نووية يأتي رغبة في صنع قنبلة نووية، وقد دفعت الشكوك حول البرنامج النووي الإيراني، إلى ابرام اتفاق عام 2015، بين إيران ومجموعة 5+1، توقف الأولي بموجبه بعض الأعمال النووية مقابل رفع بعض العقوبات التي فرضت عليها على خلفية هذا البرانامج.

ووفقاً للخبراء، فإنه مع التوسع التدريجي في البرنامج النووي الإيراني وتقدمه في تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، يعني أنه من المتوقع أن تصل قدرة إيران المستقبلية على التخصيب إلى نسبة 90% (وهو ما يكفي لصناعة قنبلة نووية)، وقد استأنفت إيران أنشطتها النووية المحظورة بعد انسحاب الرئيس الأمريكي السابق ترامب من الاتفاق، وقد أعيد فرض عقوبات جديدة على إيران، واستمرار تعثر العودة إلى الاتفاق النووي، بالرغم من رغبة الرئيس الأمريكي “بايدن”، في الانضمام إليه مرة أخرى للاتفاق، وهو ما لا ترغب به إسرائيل.

(*) التخوف الإسرائيلي من الانتشار النووي: فرغم امتلاك إسرائيل أسلحة نووية، إلا أنها تعتبر امتلاك إيران لأسلحة نووية، هو بمثابة تهديد وجودي لها، فلدى تل أبيب تخوفات من أن قيام إيران بتطوير ترسانتها النووية، فمن المرجح أن تحذو حذوها قوى إقليمية أخرى، مثل السعودية وتركيا ومصر، وقد صرح ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان”، في مارس 2018، عن إنه إذا طورت إيران قنبلة نووية فستفعل المملكة العربية السعودية الشيء نفسه في أسرع وقت، وهو ما تخشاه إسرائيل.

وقد حذر مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، “ياكوف عميدرور”،  من أنه: “لا يمكن لإسرائيل أن تتعايش مع وضع يقترب فيه الإيرانيون من صنع القنبلة النووية، وسيتعين على تل أبيب اتخاذ قرار بشأن كيفية إيقاف ذلك”، ويضيف: “لا أرى أية طريقة أخرى سوى قصفها، لأنني لا أرى الإيرانيين يتراجعون عن حلمهم في الحصول على مظلة نووية يمكنهم من خلالها أن يكونوا أكثر عدوانية، خاصة تجاه تل أبيب”.

(*) تهديدات الأذرع الإيرانية المسلحة: فكثيراً ما تلوح طهران باستخدام أذرعها المسلحة في المنطقة في توجيه تهديدات أمنية للمصالح الغربية عامة، والإسرائيلية خاصة، لا سيما “فيلق القدس”، الذي يعتبر التنظيم الإيراني المسلح المكلف بالمهام الخارجية في الحرس الثوري، والذي يقف وراء تأسيس مختلف التنظيمات الشيعية المسلحة في المنطقة العربية ويتكفل بتمويلها، كحزب الله في لبنان، وحركة الجهاد في فلسطين، والميلشيات الشيعية في سوريا والعراق، إضافة إلي جماعة الحوثي في اليمن، وتنظر تل أبيب لهذه التنظيمات باعتبارها مهددة للأمن الإسرائيلي، كما أنها تثبت الحضور الإيراني بقوة في المنطقة، من حيث انخراطها في حروب ونزاعات اقليمية.

ومع إعلان طهران عن تقدم عمليات تخصيب اليورانيوم وقت بعد آخر، واستمرار تصريحات قادة إيران العدائية ضد إسرائيل، قامت الأخيرة باتخاذ عدد من الإجراءات التصعيدية في مواجهة التهديدات الإيرانية، من أهمها ما يلي:

(*) توجيه هجمات ضد منشآت عسكرية إيرانية: فمنذ عام 2017، وجهت إسرائيل أكثر من 400 هجوم ضد منشآت عسكرية إيرانية، معظمها في الداخل السوري، وأدت لمقتل 300 شخص بينهم قادة إيرانيين، بحسب ما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال”، عن مسؤولين إسرائيليين في أبريل 2022، ونادراً ما تعترف إسرائيل رسمياً بتنفيذ مثل تلك الضربات، لكن في الفترة الأخيرة اتجهت إسرائيل إلى التصريح العلني بتنفيذ تلك الهمات، كما نفذت عمليات داخل إيران، منها: اغتيال قادة تابعين لـ”فيلق القدس” في “الحرس الثوري”، وعلماء نوويين، أبرزهم “محسن فخري زاده”.

وفي عام 2021، اتهمت إيران إسرائيل بالانفجار الذي وقع في المنشأة النووية في نطنز، وفي 28 يناير 2023، وقع هجوم على المجمع الصناعي في مدينة أصفهان الإيرانية، وهو الذي تعاملت معه وسائل الإعلام الإيرانية بحذر شديد، واقتصرت على البيان الذي أصدرته وزارة الدفاع، والذي ذكر ما يلي: “تعرض أحد مجمعات الصناعات الدفاعية التابعة للوزارة في اصفهان، لهجوم فاشل بأجسام طائرة صغيرة مسيرات، وأصيب إحداها من قبل الدفاع الجوي فيما انفجرت الاثنتان الأخريان بعد وقوعهما في فخاخ دفاعية، وإن هذا الهجوم لم يسفر عن وقوع ضحايا ولحقت أضرار طفيفة بسقف المصنع، بالمقابل ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”، أن “الموساد” الإسرائيلي هو من يقف وراء هذا الهجوم.

(*) زيادة عمليات التسليح: حيث أعلنت تل أبيب عن اتجاهها إلى شراء ناقلات للتزود بالوقود ستساعدها في حال مهاجمة المواقع النووية الإيرانية، ومن المرجح أن تصل الطائرات في 2025، وهو ما يعني أنها لن تشارك في أي عمليات عسكرية متوقعة ضد أهداف إيران قبل هذا الموعد، إلا أن أنباء شرائها تأتي في الوقت الذي يتحدث فيه مسؤولون إسرائيليون عن أن تل أبيب تحتفظ بحقها في تنفيذ عمليات عسكرية ضد مصادر التهديد الإيرانية، حيث قال وزير الدفاع الإسرائيلي “بيني غانتس”، في بيان في سبتمبر 2022، إن “طائرات التزود بالوقود التي نشتريها مع شراء سرب جديد من طراز إف 35، وطائرات هليكوبتر للنقل الثقيل وغواصات ، ستخدم الجيش الإسرائيلي وسط التحديات الهائلة، التي على وشك أن نواجهها”.

(*) تزايد المناورات والتدريبات العسكرية: كثفت كل من أمريكا وإسرائيل من التدريبات العسكرية المشتركة، إذ أنه وللمرة الثانية في غضون ثلاثة أشهر أجريت مناورات عسكرية بين الجانبين، كانت الأولى في نوفمبر 2022، والثانية خلال الفترة من 23– 27 يناير 2023، المناورة “جونيبر أوك 2023” الشاملة، ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن الهدف من هذه التدريبات هو محاكاة هجوم مشترك على مواقع نووية إيرانية، والتصدي لهجوم بحري إيراني، أو أي تحرك إيراني محتمل.

(*) توظيف عقيدة الأخطبوط: إذ بدأت إسرائيل محاولاتها إحباط برامج إيران النووية والصاروخية، وإعاقة استخدم طهران للطائرات من دون طيار، وذلك من خلال تنفيذ سلسلة من العمليات السرية خارج وداخل إيران، وجاءت تلك التحركات في استراتيجية إسرائيلية، أطلق عليها رئيس الوزراء السابق، “نفتالي بينيت”، “عقيدة الأخطبوط”، والتي تهدف إلى جلب معركة إسرائيل ضد إيران إلى الأراضي الإيرانية بعد سنوات من استهداف عملاء ووكلاء إيرانيين خارج البلاد.

رد إيراني:

المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني: إسرائيل تلقت الرد الموجع المناسب على هجماتها الفاشلة في إيران - 09.02.2023, سبوتنيك عربي

مع كل هجوم على منشآت أو أهداف إيرانية، تعلن طهران عن حقها في الرد وتتوعد بالانتقام، وإن الرد لا يناسب مع حجم الفعل، خشية التصعيد، واتخاذ مسارات غير محمودة العواقب، ومن أبرز ما يعكس رد الفعل الإيراني على تلك الهجمات:

(*) محاولة تنفيذ هجمات إيرانية: بعد التصعيد الإسرائيلي وعمليات الاغتيال المتكررة، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، في يونيو الماضي، أن الأمن الإسرائيلي أحبط محاولة إيرانية لضرب أهداف إسرائيلية في تركيا، وقالت الهيئة العامة للبث الإسرائيلي، “قبل نحو شهر أحبطت أجهزة الأمن الإسرائيلية هجوماً إيرانياً على أهداف إسرائيلية داخل تركيا”، كما أصدر مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تحذيراً للمواطنين الإسرائيليين من السفر إلى اسطنبول، بسبب احتمال وجود تهديد حقيقي بشن هجمات انتقامية إيرانية على إسرائيليين، بعد عملية اغتيال كبيرة في “الحرس الثوري” نسبت إلى الموساد الإسرائيلي.

(*) تطوير الأنظمة الدفاعية الإيرانية: فقد أعلن مسؤول أمني إيراني كبير في سبتمبر 2022، عن أن إيران جهزت 51 من مدنها وبلداتها بأنظمة دفاع مدني؛ لإحباط أي هجوم خارجي محتمل، وصرح “مهدي فرحي”، نائب وزير الدفاع الإيراني قائلاً “إن معدات الدفاع المدني تمكن القوات المسلحة الإيرانية من تحديد ومراقبة التهديدات باستخدام برامج تعمل على مدار الساعة، وفقاً لنوع التهديد والخطر”، واضاف: “في هذه الأيام، بناءً على قوة الدول، أصبح شكل المعارك أكثر تعقيدا، وأن الأشكال الهجينة للحرب، بما في ذلك الهجمات الإلكترونية والبيولوجية والإشعاعية، حلت مكان الحروب الكلاسيكية”.

(*) تنامي المناورات العسكرية: حيث قامت إيران بإجراء محاكاة لاستهداف موقع “ديمونة” النووي الإسرائيلي خلال مناورات “الرسول الأعظم” المشتركة الـ17 في ديسمبر 2021، كما أجرت مناورات بحرية تحاكي الهجوم على بنك أهداف أمريكي بحري في الشرق الأوسط، أبرزها مناورة “ذو الفقار 104″، في يناير 2023، وتعكس تلك المناورات مدى تنامي التعاون بين الجيش والحرس الثوري الإيراني.

وبالرغم من ذلك، تظل ردود الفعل الإيرانية على الهجمات الإسرائيلية المتكررة، دون المتوقع، وإن كانت طهران لا تريد فتح جبهات صراع خارجية، خاصة في ظل تأزم الأوضاع الداخلية والمطالبة بسقوط نظام ولاية الفقيه.

ردود الفعل:

محلل ألماني: نهاية التحالف بين أمريكا وأوروبا قادمة سواء فاز ترامب أو بايدن - بوابة الشروق - نسخة الموبايل

بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، الداعم الدائم للممارسات الإسرائيلية، تنظر إلى إيران باعتبارها مصدر تهديد للمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، وإن كانت ترى أهمية التنسيق بين واشنطن وتل أبيب في المسائل المتعلقة بمواجهة التهديدات الإيرانية، لا سيما تنفيذ أية هجمات مسلحة على أهداف إيرانية.

أما بكين فترفض بشدة توجيه هجمات إلى إيران، التي ترتبط معها بمصالح اقتصادية متنامية، وبينهما تعاون اقتصادي كبير، ساهم في خروج طهران من عزلتها الدولية وترميم اقتصادها المتأثر بالعقوبات الغربية، الأمر الذي تعارضه إسرائيل، كذلك ترفض موسكو توجيه أية هجمات على منشآت إيرانية، حيث صرح وزير الخارجية الروسي ” سرجي لافروف”، بأن “القيام بعمل عسكري ضد إيران، سيكون خطأ جسيماً، ينذر بعواقب لا يمكن التنبؤ بها” واضاف “أن الدبلوماسية، لا القصف بالصواريخ هي الطريقة الوحيدة لحل مشكلة الملف النووي الإيراني”.

بالنسبة لردود الفعل الخليجية، لم تظهر ردود فعل واضحة من دول الخليج العربي، وإن كانت الأخيرة تدرك تماماً إن توجيه ضربة عسكرية لإيران سوف يشعل حرباً يصعب تعيين مداها، وأن جزءً منها سيطول أراضيها لا محالة، خاصة وأن التحالفات الطائفية والأذرع الإيرانية في المنطقة، ما هي إلا بؤر ملتهبة لن تبقى بعيدة عن تلك الحرب حال وقوعها، الأمر الذي يدفعها إلى ترجيح مسألة التصعيد، مفضلة الحوار والاحتواء.

حرب أو لا حرب:

استنادً، إلى ما سبق، فإن السلوك المتبادل بين طهران وتل أبيب في المرحلة القادمة، ربما يأخذ سيناريوهين محتملين، هما:

(*) سيناريو التصعيد: وهو ليس مستبعداً، فبحسب التقديرات الإسرائيلية لا تزال هناك حاجة لمزيد من الوقت للاستعداد لشن هجوم على إيران، ومع ذلك هناك حاجة لتحديد طبيعة الضربة العسكرية، إذ أن القيام بضربة عسكرية تستهدف البنية العسكرية الإيرانية يختلف عن القيام بضربة عسكرية تستهدف المواقع النووية، وربما يتم استهداف الاثنين معاً، فالأولى ممكنة إلى حد كبير، رغم كلفتها الكبيرة في الوقت ذاته، لكن تبدو الضربة الثانية أكثر تعقيداً، ومع ذلك حتى لو ربحت أمريكا وإسرائيل الضربة الأولى على البنية العسكرية، فقد يدفع ذلك إيران إلى امتلاك القنبلة النووية بالفعل، وربما تعلن عن امتلاكها بمجرد تنفيذ أي هجوم ضدها.

وقد يتطور التصعيد إلى هجوم متعدد الأطراف، من سوريا والعراق وغزة واليمن، التي ستقوم بمهمة الضربة الثانية، بينما يتم توجيه ضربة للمواقع النووية الإيرانية، والذي ينطوي على مغامرة أكبر، فخريطة البنية النووية الإيرانية لا يمكن مقارنتها باستهداف المفاعل النووي العراقي “اوزيراك” 1981، أو المفاعل النووي السوري في دير الزور عام 2007.

(*) سيناريو التراجع: وهو الأكثر ترجيحاً، حيث لا يمكن التعامل بشكل واقعي مع التهديدات الإسرائيلية حتي الآن، سوى أنها حرب نفسية لإيصال رسائل لإيران بأن كافة الاحتمالات مطروحة، ويمكن افتراض تراجع إيران وتقديم تنازلات للاتفاق النووي، علماً بأن تلك التنازلات تتطلب من إيران تقديم ثمن أكبر في إطار التعاون العسكري مع روسيا، وبافتراض تحقق سيناريو التراجع سيكون ذلك ضربة للجهود الإسرائيلية في دفع الخيار العسكري قدماً بالتعاون مع أمريكا، وستعود بالتالي إلى مربع الخلاف مع واشنطن حول التوافق حول كيفية التعامل مع طهران، في ظل نظرة تل أبيب إلى أن الاتفاق النووي ليس أكثر من صفقة مؤقتة.

بالأخير، من المتوقع أن يستمر الوضع كما هو عليه، خاصة في ظل الأوضاع غير المستقرة التي يعيشها العالم اليوم، كما أن الحل العسكري مع إيران سيزعزع أمن واستقرار المنطقة، بل والعالم، ما يدعو إلى محاولة تجنب التصعيد بين تل أبيب وطهران، والسعي إلى استئناف المباحاث حول الملف النووي الإيراني مع والقوى الكبرى، كي لا تنزلق الأمور إلى عواقب وخيمة، لا تتحملها المنطقة والعالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى