لماذا أنهت فرنسا عملية “برخان”؟

بتاريخ التاسع من نوفمبر الماضي، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انتهاء عملية “برخان” لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي، ذاكرًا أن الاستراتيجية الفرنسية تجاه القارة الإفريقية ستكون جاهزة خلال ستة أشهر، مع استمرار الدعم الفرنسي للدول الإفريقية وفقًا للمبادئ التي سيتم تحديدها معهم[i].

تأتي تلك الخطوة في ظل وضع إقليمي ودولي غير مستقر على كافة الأصعدة، ونتيجة للعديد من العوامل مما يستدعي بحث أسباب تلك الخطوة، والسياق الإقليمي والدولي المحيط بها؛ تمهيدًا لبحث تداعياتها المحتملة.

نبذة عن التدخل الفرنسي ضد الإرهاب في منطقة الساحل:

بدأت فرنسا بالتعاون مع الحكومة المالية حربًا ضد الإرهاب في منطقة الأزواد خلال عام 2013، وذلك عقب قرار مجلس الأمن في نهاية عام 2012 بقيام دول مجموعة غرب إفريقيا برفع خطة عسكرية لمحاربة الإرهاب والجماعات الإرهابية في مالي إثر سيطرة تلك الجماعات على حوالي ثلثي البلاد، عقب تغلبها على الجيش النظامي المالي، في إطار تمرد الطوارق.

في يوليو 2014، أعلنت فرنسا انتهاء العملية الفرنسية في مالي “سرفال” لتحل محلها عملية “برخان”، وذلك سعيًا لتجنب تصاعد الإرهاب في المنطقة نتيجة انتشار “الجهاديين” في المنطقة من القرن الإفريقي وحتى غينيا بيساو[ii]، علمًا بأن عملية “برخان” جاءت أيضًا استكمالاً لما بدأته عملية إبرفييه الفرنسية في تشاد.

تتكون العملية الفرنسية من ثلاثة آلاف وخمسمائة جندي، وقد اتسعت في أوج نشاطها لتصل إلى حوالي خمسة آلاف ومائة جندي؛ لتغطي مسرح العمليات الذي يشمل كلا من بوركينا فاسو، ومالي، وموريتانيا، والنيجر، وتشاد.

بتاريخ 10 يونيو 2021، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انتهاء عملية برخان بعد أن حققت فرنسا بعض الانتصارات على الجماعات المسلحة في المنطقة، إلا أن قرار خفض أعداد القوات الفرنسية جاء عقب استمرار انعدام الاستقرار في المنطقة، خاصة بعد الانقلاب العسكري في مالي الذي أطاح بالرئيس بعدما استولى الكولونيل أسيمي جوبتا على السلطة في البلاد، وهي الإطاحة الثانية للرئيس المالي خلال 9 أشهر فقط؛ حيث سبقه انقلاب آخر في أغسطس 2020[iii]، إلا أن إنهاء عملية برخان بشكل رسمي لا يعني بأي حال انتهاء الوجود الفرنسي في منطقة الساحل والصحراء؛ إذ أعادت فرنسا انتشار وتنظيم حوالي ثلاثة آلاف جندي في كل من تشاد والنيجر.

 

أسباب الانسحاب الفرنسي:

  • اصطدمت العملية العسكرية الفرنسية بالجماعات الإرهابية المسلحة التي تنتمي إلى كل من تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية؛ حيث تشابكت تلك الجماعات مع القوات الفرنسية مما أدى إلى زيادة الخسائر البشرية بين صفوف القوات الفرنسية مما أدى إلى تشكيك القادة العسكريين والمحللين السياسيين الفرنسيين في فعالية العملية بصفة عامة[iv].
  • تزايد الغضب الشعبي في الدول التي شملتها العملية، وذلك تجاه القوات الفرنسية، وهي المشاعر التي ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في إذكاءها من خلال الشائعات والأخبار الكاذبة.
  • اتهام قادة الانقلاب العسكري الذي وقع في أغسطس 2020 للقيادة الفرنسية بالتدخل في شئون البلاد الداخلية، واستدعاء قوات فاجنر الروسية غير النظامية، وبالتالي قطع التعاون العسكري الرسمي بين فرنسا والجيش في مالي، وبذلك تكون فرنسا فشلت ليس فقط في دحر الإرهاب، وإنما أيضًا لم تتمكن من الإبقاء على التعاون والتواصل مع قيادة الجيش.
  • استمرار التداعيات السلبية للحرب الروسية الأوكرانية، وما ترتب عليها من أثار سلبية على المستوى السياسي والاقتصادي والعسكري، وما نتج عنها من قيام فرنسا بإعادة ترتيب أولوياتها، والسعي للاستفادة من المقومات العسكرية المتاحة بكفاءة وفعالية بعيدًا عن أي حروب خاسرة.

الموقف الإقليمي:

  • تزايد وتيرة عدم الاستقرار في بوركينا فاسو: فبتاريخ 24 يناير 2022[v]، أعلن عسكريون استيلاءهم على السلطة، والإطاحة بالرئيس روك مارك كابوري، وحل الحكومة والبرلمان وتعليق العمل بالدستور، حيث تولى السلطة الكولونيل بول هنري داميبا، رئيس الحركة.

جاء ذلك الانقلاب إثر قيام المنظمات الإرهابية المسلحة في بوركينا فاسو بمجزرة ضد قوات الجيش في نوفمبر 2021، نتج عنها مقتل حوالي 53 من قوات الجيش، وقد تلا ذلك هجمات المنظمات المسلحة على ثكنة عسكرية في ديسمبر 2021؛ حيث قُتِل 41 من الدرك الحكومي.

وبعد حوالي 9 أشهر، وفي أكتوبر 2022، شهدت بوركينا فاسو انقلابًا جديدًا قاده النقيب إبراهيم تراوري الذي تولى السلطة عقب الإطاحة بالرئيس بول هنري داميبا، ويُذكر في هذا الإطار، أن القائد العسكري الجديد يعتبر فرنسا حليفًا للرئيس السابق “داميبا”، وقد صرح بأنه على استعداد للعمل مع شركاء جدد لمحاربة المتشددين الإسلاميين، في وقت رفع فيه الموالون للقائد العسكري الجديد أعلام روسيا، ورددوا شعارات موالية لها[vi].

وبتاريخ 1 ديسمبر 2022، أعلن الرئيس البوركينابي الانتقالي إحباط محاولة انقلاب جديدة خلال الأسبوع الأخير من شهر نوفمبر 2022، مؤكدًا أنه لم يتم توقيف المسئولين عن تلك المحاولة؛ لإعطاء الأولوية للحوار، مضيفًا أنهم تلقوا أموالاً لشن ذلك الانقلاب[vii].

  • تفاقم الصراعات إثر تغير المناخ: تشهد دول الساحل الخمس: موريتانيا، والنيجر، ومالي، وبوركينا فاسو، وتشاد تراجعًا شديدًا في معدلات هطول الأمطار، مما حدا بالبنك الدولي بإصدار تقريره حول تغير المناخ في المنطقة، حيث توقع تعرض حوالي 13.5 مليون من سكان المنطقة للجوع والفقر بحلول عام 2050[viii]، حيث يُشار إلى تزايد الصراعات المسلحة على مناطق الرعي والمحاصيل والمياه في المناطق الحدودية لكل من النيجر وبوركينا فاسو ومالي وبنين وتوجو، ووفقًا لدراستنا السابقة حول تغيرات المناخ في القرن الإفريقي[ix]، فإن التقديرات بشأن احتمالية سعي التنظيمات الإرهابية المسلحة لاستقطاب المتضررين من ظاهرة تغير المناخ، واستغلال الصراعات بين المجموعات المختلفة من شأنه أن يُفاقم حالة عدم الاستقرار التي تشهدها المنطقة.
  • تزايد نفوذ وانتشار الجماعات الإرهابية: حيث يوضح مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2022 زيادة أنشطة التطرف العنيف في منطقة الساحل بين عامي 2007 و2021 بمقدار 10 أضعاف لتسجل بوركينا فاسو 732 حالة وفاة، ومالي 572 حالة وفاة، والنيجر 554 جالة وفاة خلال عام 2021 أكثر مما كانت عليه الأعداد في عام 2007[x].

تُشير التقديرات أيضًا إلى أنه من بين 135 منطقة إدارية في مالي وبوركينا فاسو وغرب النيجر، تعرضت 84 منطقة، أي ما يمثل حوالي الثلثين، لهجمات متطرفة في عام 2022 بينما تعرض ثلث تلك المناطق لهجمات إرهابية في عام 2017[xi].

الصراع على النفوذ:

تعتبر منطقة الساحل إحدى المناطق التي تتجلى فيها ديناميات الصراع بين روسيا من جهة، والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى، وفي الوقت الذي تتحفظ فيه القوى الأوروبية على التعامل مع النخب غير الديمقراطية، لا تتوانى روسيا عن التعاون مع تلك النُخب بعيدًا عن مبادئ نشر الديمقراطية، ومحاربة الأنظمة السلطوية.

وفي الوقت الذي تتراجع فيه شعبية فرنسا بين شعوب تلك المنطقة، خاصة في البلدان التي شهدت انقلابات عسكرية متتالية، مالي وبوركينا فاسو؛ حيث تسعى الأنظمة الحاكمة حاليًا لزيادة شعبيتها من خلال انتقاد فرنسا باعتبارها قوة استعمارية سابقة، يزداد النفوذ الروسي في تلك الدول، ليس فقط بسبب ميل النخب الحاكمة فيها نحو الجانب الروسي، ولكن أيضًا بسبب الانتقادات الأوروبية الدائمة لتلك النخب باعتبارها أطاحت بالأنظمة الديمقراطية السابقة[xii].

وتعتبر مجموعة فاجنر أحد أهم الركائز التي تعتمد عليها روسيا لتعزيز نفوذها في منطقة الساحل بصفة خاصة، وفي القارة الإفريقية بصفة عامة؛ حيث قامت المجموعة بدور فاعل في جمهورية إفريقيا الوسطى، كما أن المجموعة اكتسبت خبرات عسكرية وميدانية متراكمة خلال وجودها في كل من سوريا، وشبه جزيرة القرم، وشرق أوروبا؛ حيث تقوم المجموعة بتدريب القوات والمجموعات العسكرية مقابل صفقات تتضمن حصول الشركات الروسية على الثروات والموارد الطبيعية والمعدنية التي تمتلكها تلك الدول، مما يعني أن روسيا تعتمد في توسيع نفوذها على الجانبين الاقتصادي والعسكري، بالإضافة إلى استغلال فشل السياسات والتدخلات الفرنسية تجاه المنطقة.

ختامًا، يُتوقع أن تزداد حدة عدم الاستقرار التي تشهدها منطقة الساحل، سواء نتيجة الصراع على النفوذ بين القوى الإقليمية المختلفة خاصة روسيا والاتحاد الأوروبي، أو نتيجة تدهور الأحوال الاقتصادية والمعيشية جراء استشراء الإرهاب وتداعيات ظاهرة تغير المناخ، والآثار السلبية الناتجة عن استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، وبالتالي زيادة حدة الصراعات الداخلية، مما يضع النخب السياسية والعسكرية الحاكمة أمام تحدٍ يصعب تجاوزه دون حوار مجتمعي، وتمكين وتعاون مع مختلف القوى السياسية الفاعلة والمعتدلة في تلك المنطقة، إلى جانب أهمية تضافر الجهود من جانب الاتحاد الإفريقي، ومنظمة التجمع الاقتصادي لدول غرب إفريقيا، ومجموعة G5 Sahel وغيرها من الكيانات الإقليمية لمواجهة تلك التحديات.


[i] “ماكرون يعلن انتهاء عملية برخان وإعداد استراتيجية جديدة لفرنسا في إفريقيا”، RT عربي، تاريخ الزيارة 4 ديسمبر 2022: https://ar.rt.com/u55n.

[ii] “باريس تعلن انتهاء عملية «سرفال» في مالي وتطلق عملية إقليمية «ضد الإرهاب»”، موقع جريدة الشرق الأوسط، تاريخ الزيارة 4 ديسمبر 2022: https://aawsat.com/home/article/137646.

[iii] “فرنسا تعلن نهاية “عملية برخان” لمحاربة المتشددين في إفريقيا”، سكاي نيوز عربي، تاريخ الزيارة 4 ديسمبر 2022: https://www.skynewsarabia.com/world/1443624-%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D8%A7-%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%86-%D9%86%D9%87%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D8%B1%D8%AE%D8%A7%D9%86-%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%B4%D8%AF%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%95%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7.

[iv] هيو شوفيلد، “عملية برخان: لماذا تنهي فرنسا عمليتها العسكرية في الساحل الأفريقي؟”، بي بي سي عربي، تاريخ الزيارة 4 ديسمبر 2022: https://www.bbc.com/arabic/world-63566805.

[v] “انقلاب عسكري يطيح برئيس بوركينا فاسو والأمم المتحدة تندد”، دويتش فيله، تاريخ الزيارة 7 ديسمبر 2022: https://www.dw.com/ar/%D8%A7%D9%86%D9%82%D9%84%D8%A7%D8%A8-%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A-%D9%8A%D8%B7%D9%8A%D8%AD-%D8%A8%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%A8%D9%88%D8%B1%D9%83%D9%8A%D9%86%D8%A7-%D9%81%D8%A7%D8%B3%D9%88-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9-%D8%AA%D9%86%D8%AF%D8%AF/a-60542430.

[vi] ناتاشا بوتي، أليس ديفيس، ” بوركينا فاسو: القائد العسكري للبلاد يوافق على ترك الحكم لقادة الانقلاب الجديد”، بي بي سي عربي، تاريخ الزيارة 7 ديسمبر 2022: https://www.bbc.com/arabic/world-63119120.

[vii] “إحباط محاولة انقلاب في بوركينا فاسو”، بوابة أخبار اليوم، تاريخ الزيارة 7 ديسمبر 2022: https://m.akhbarelyom.com/news/newdetails/3954563/1/%D8%A5%D8%AD%D8%A8%D8%A7%D8%B7-%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%86%D9%82%D9%84%D8%A7%D8%A8-%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D9%88%D8%B1%D9%83%D9%8A%D9%86%D8%A7-%D9%81%D8%A7%D8%B3%D9%88.

[viii] “”صراع المراعي” يعاون الإرهاب في إفقار 5 دول إفريقية”، سكاي نيوز عربية، تاريخ الزيارة 7 ديسمبر 2022: https://www.skynewsarabia.com/world/1563472-%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%8A-%D9%8A%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%95%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%95%D9%81%D9%82%D8%A7%D8%B1-5-%D8%AF%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%95%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A9.

[ix] رضوى صقر، “صراعات محتملة.. كيف يؤثر “المناخ” على نزوح العائلات في القرن الإفريقي؟”، مركز رع للدراسات الاستراتيجية، تاريخ الزيارة 7 ديسمبر 2022: https://rcssegypt.com/12306.

[x] إسحاق كفير، “نمو السلفية الجهادية في منطقة الساحل: انتشار النزعة القاعدية”، European Eye on Radicalization، تاريخ الزيارة 7 ديسمبر 2022: https://eeradicalization.com/ar/%D9%86%D9%85%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D9%81%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%87%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%86%D8%B7%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%AD%D9%84-%D8%A7/.

[xi] “الإرهاب العابر للحدود: تحد خطير لرئيس بوركينا فاسو الجديد”، سكاي نيوز عربية، تاريخ الزيارة 7 ديسمبر 2022: https://www.skynewsarabia.com/world/1565237-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%95%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%A8%D8%B1-%D9%84%D9%84%D8%AD%D8%AF%D9%88%D8%AF-%D8%AA%D8%AD%D8%AF-%D8%AE%D8%B7%D9%8A%D8%B1-%D9%84%D8%B1%D9%8A%D9%94%D9%8A%D8%B3-%D8%A8%D9%88%D8%B1%D9%83%D9%8A%D9%86%D8%A7-%D9%81%D8%A7%D8%B3%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF.

[xii] Teresa Nogueira Pinto, “The Sahel trilemma”, GIS Reports, accessed 14th December, : https://www.gisreportsonline.com/r/sahel-trilemma/.

رضوى صقر

رضوى صقر- باحثة مشاركة مهتمة بالشئون الإقليمية والإفريقية ودراسات بناء السلام، حاصلة على درجة الماجستير في العلوم السياسية من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، وخريجة البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى