الوصايا الإلهية للزوجين
لابد من تعريف الأزواج الرجال والنساء المسلمين لتأكيد مصداقية إسلامهم، عليهم تطبيق الوصايا الإلهية في الآيات القرآنية، فيما يتعلق بالعلاقات الزوجية اتباع المنهاج الإلهي في القرآن، وعلى الأخص الآية التي يأمر الله المسلمين بها، في قوله سبحانه ..(ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) ((الروم-21)).
فلا يحيد الزوجان إن كانوا مسلمين عن منهاج الله، وما جعل كل منهما يكون سكنا للآخر يتعاملان بالمودة والرحمة، تلك صفات المسلم، وإذا لم يطبق الأوامر الإلهية فقد خالف طاعة الله وارتكب المعصية، إضافة على استحالة تحقق السعادة في جو مشحون بالخلافات، وما يحرضه الشيطان للإنسان مع النفس الأمارة بالسوء حينما تغضب، تنسى ذكر الله وصفات المسلمين ليسوقهم الشيطان إلى جحيم الحياة والشقاء لينشروا في بيوتهم التعاسة، وما يتلقاه الأطفال من خلل خطير في حياتهم، التي يحولها الزوجان إلى تعاسة لتخرب البيوت ويضيع الأبناء، ويتعطل دور الأسرة في المجتمعات الإنسانية، ويحل الشر محل الخير، ويحل الشجار محل التسامح والإحسان، وتحل البغضاء والعداوة بدلا من المودة والرحمة.
فمن يريد السعادة في بيته والطمأنينة، عليه اتباع الوصايا الإلهية، وما جاءت به الآيات من الرحمة والعدل والمودة والسلام والعفو والتسامح والاحترام المتبادل لكل منهما، وكلاهما شركاء في تعمير البيت بالتعاون فيما بينهم، فالزوج مهمته الإنفاق على الأسرة، والزوجة مهمتها إدارة شؤون الأسرة، وكل يكمل الآخر، وكل لما هُيئ له من قدرات جسدية، فالزوج لا يستطيع أن يُرضع الأطفال والزوجة لا تستطيع القيام بأعمال الرجال التي تتطلب القوة الجسمانية والصبر على طلب العيش، والقدرة على مواجهة متطلبات الحياة لتأمين رزق الأسرة، فلا ميزة للزوج على الزوجة ولا ميزة للزوجة على الزوج كل يؤدي مهمة مقدسة أبناء أسرة صالحة تؤسس للمجتمع الصالح مواطناً صالحا لخدمة وطنه، ولديه المناعة حتى لا تأخذه التيارات الشيطانية للإضرار بوطنه.
أما الذين يريدون أن يفرقوا بين الزوج والزوجة، بأقوال ليست في مصلحة استقرار العلاقة الإنسانية بالمودة والرحمة بين الزوجين، إنما هي أصوات شيطانية، خرجت من نفوس مريضة غاضبة على ما مرت به من معاناة وبؤس وشقاء في حياتها الزوجية، لتخرج للمجتمع تنفث سمومها لخلق إشكالية جديدة بين أفراد المجتمع المصري، حينما فشلوا في خلق الفتنة السياسية والدينية تفتق فكرهم عن استراتيجية جديدة للنفاذ إلى أساس المجتمع، وهو تدمير الأسرة ليسهل السيطرة على الدولة واغتصاب السلطة.
فليحذر الشعب كله من أصوات الشياطين المسخرة في خدمة المستعمرين بهدم البيوت وتخريبها ليسهل عليهم احتلالها واستعباد أبنائها خدمة للماسونية ومن صنعها ومن يقود العالم للهاوية، ومن يحرض على الحروب، ومن أنشأ قوى الشر المفسدين في الأرض أمثال داعش والقاعدة والإخوان والتكفيريين، وغيرهم من المجرمين.
الحذر- الحذر أيها الشعب المصري، فأنت منذ آلاف السنين مطلوبا حيًا أو ميتاً وما يحيط بمصر من أخطار، وتحجيم قدراتها وتعطيل نموها، إنما هو من تحريض أتباع الشيطان، الذين ذكرهم الله سبحانه كثيرا في القرآن، فاتبعوا كتابه كما قال سبحانه (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم).. ذلك تحذير الخالق لكم، فماذا أنتم فاعلون.. هل ستتبعون أراء الشياطين الضالين أم تتبعوا آيات الله التي تدعوكم إلى الحياة الكريمة المستقرة في ظل المودة والرحمة والتعاون؟.